القيم الأخلاقية والقيم الجمالية

[ من "كتاب الأمة: الظاهرة الغربية في الوعي الحضاري" – العدد 73 ]

النزوع الجمالي قيمة حضارية مهمة تساهم في ضبط الأذواق، والرفع من فعالية الفرد والمجتمع، وهي إلى جانب القيمة الأخلاقية، تمثلان أهم ما يحدد اتجاه الحضارة في التاريخ، فإذا كانت القيمة الأخلاقية في الصدارة فإن الحضارة تتحكم فيها القيم الأخلاقية، وإذا كانت الصدارة للقيمة الجمالية فإن الحضارة تتحكم فيها القيم الجمالية، ولكل اتجاه من هذين نتائجه الخطيرة إما سلباً أو إيجاباً.. والتطرف في إحدى القيمتين يؤدي إما إلى الاتكالية والغنوصية والتصوف السلبي، في حالة طغيان القيم الأخلاقية، وإما يؤدي إلى الإباحية والعري والتفسخ الأخلاقي إذا طغت القيمة الجمالية، ويمكن ملاحظة هذين المشهدين في الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وذلك عندما يختل التوازن بين القيمتين.

وسوم: العدد 1010