قال أبو تمام
                        20أيلول2014                    
                            
                            أبو تمام                        
                                            
| إذا   جاريتَ   في  خُلُق  دنيئاً رأيتُ الحُرَّ يجتنبُ المخازي و ما من شِدة إلاّ سيأتي لقد جرَّبتُ هذا الدهرَ حتى يعيش المرءُ ما استحيا بخيرٍ فلا و اللهِ ما في العيش خيرٌ إذا لم تخشَ عاقبة الليالي | فأنتَ   ومَنْ  تُجاريه  سواءُ(1) ويحميه عن الغدر الوفاءُ(2) لها من بعد شدتها رخاءُ(3) أفادَتْنِي التجاربُ و العناءُ(4) و يبقى العود ما بقي اللِّحاءُ(5) و لا الدُّنيا إذا ذهبَ الحياءُ و لم تستحي فاصنع ما تشاءُ | 
(1) جاريت: اندفعت معه.
(2) الخازي: جمع مخزاة: الذل والهوان:
(3) رخاء: خصب وسعة.
(4) العناء: التعب.
(5) ما مصدرية حينية: أي مدة استحيائه. اللحاء بكسر اللام: قشر الشيء.
 
      
  
       
