قال أبو تمام

إذا   جاريتَ   في  خُلُق  iiدنيئاً
رأيتُ  الحُرَّ  يجتنبُ  iiالمخازي
و   ما   من  شِدة  إلاّ  iiسيأتي
لقد  جرَّبتُ  هذا  الدهرَ  iiحتى
يعيش  المرءُ  ما  استحيا بخيرٍ
فلا  و  اللهِ ما في العيش iiخيرٌ
إذا   لم  تخشَ  عاقبة  iiالليالي







فأنتَ   ومَنْ  تُجاريه  سواءُ(1)
ويحميه  عن  الغدر iiالوفاءُ(2)
لها  من  بعد  شدتها  iiرخاءُ(3)
أفادَتْنِي  التجاربُ  و iiالعناءُ(4)
و يبقى العود ما بقي اللِّحاءُ(5)
و  لا  الدُّنيا  إذا  ذهبَ iiالحياءُ
و  لم  تستحي فاصنع ما iiتشاءُ

(1) جاريت: اندفعت معه.

(2) الخازي: جمع مخزاة: الذل والهوان:

(3) رخاء: خصب وسعة.

(4) العناء: التعب.

(5) ما مصدرية حينية: أي مدة استحيائه. اللحاء بكسر اللام: قشر الشيء.