ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا

ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا

شعر: عبد يغوث

ألا لا تلوماني كفى اللَّومَ ما بيـا      وما لكما في اللوم خيرٌ ولا لِيـا

ألم تعلما أنَّ المـلامةَ  نفـعُـها     قليلٌ ، وما لومي أخي من شِماليا

فيا راكباً إمّا عرضـتَ فبلِّغـنْ      نَدامايَ من نَجْرانَ أنْ لا تلاقِيـا

أبا كربٍ والأيهمَـينِ كليهِـما      وقيسا بأعلى حضرموتَ اليَمانيـا

جزى اللهُ قومي بالكُلابِ  ملامةً      صريحَـهمُ والآخرين  المـَواليا

ولو شئتُ نجّتني من الخيل نَهْدَةٌ      ترى خلفـَها الحُوَّ الجيادَ تَوالـيا

ولكنني أحمي ذِمـارَ  أبيـكـُمُ      وكانَ الرماحُ يختـَطِفْنَ المُحاميا

أقول وقد شَدُّوا لسـاني بنِسـعةٍ      أمعشـرَ تَيْمٍ أطلـِقوا عن لِسانيا

أمعشر تَيمٍ قـد ملكتمْ فأسجِحـوا     فإنَّ أخاكم لم يكن من  بَـوائـيا

فإن تقتُلوني تقتـُلوا بيَ سـيـدا     وإن تُطْلِقـوني تَحْربُوني بمالـيا

أحقاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ سـامـعاً     نشـيـدَ الرِعاءِ المُعْزِبينَ المَتاليا

وتضحكُ منّي شيخةٌ عبشـميَّـةٌ     كأنْ لم تَـرَى قـلبيْ أسيراً يَمانيا

وظلَّ نِساء الحيِّ حـوليَ رُكَّـدا     يُـراوِدْنَ منـّي ما تُريد نِسائـيا

وقد عَلمَتْ عرَسي مُلَيْكـَةُ أنـني    أنـا الليـثُ مَعْدُوّاً عليَّ وَعاديـا

وقد كنتُ نَحَّار الجَزور ومُعمِل ال  مَطِيّ، وأمضي حيثُ لا حيّ ماضيا

وأنحَرُ للشَّـرب الكـرام مَطِيـتّي   وأصدعُ بين القَينَتـَيْنِ رِدانـيـا

وكنتُ إذا ما الخيلُ شَمَّصـها  القنا   لَبيـقاً بتصريف القناةِ  بَنَانـيـا

وعاديةٍ سومَ الجـراد  وزعتُهـا   بكفي ، وقـد أنْحَوا إلـيّ  العَواليا

كأنّيَ لم أركـب جـواداً ولم أقـلْ   لخيليَ : كرّي، نفِّسي عن رجاليا

ولم أسبأ الزَّق الرَويَّ ، ولم أقل    لأيسارِ صدق: أعظِموا ضوءَ ناريا