شموخ

شعر: عصام العطّار

وما أبـالي إذا التـاريخُ أنصـفني    أوْ جارَ في حُكمهِ أو ضلَّ أوْ كذَبا

وما أُبالي لـسانَ الـدَّهرِ تـوَّجني   بالحمدِ أو أعملَ الأنيابَ والقُضُبا

الظالمونَ على شـتّى مذاهـبـهمْ    مالوا عليَّ، وما باليتُهمْ، عُصَـبا

اللهُ قَصـدي وهذا الكـونُ أجمعهُ    لم يستثرْ رَغَباً في النفسِ أو  رَهبا

حَسبي طَهارةُ قلبي في مقـاصـدهِ    والنَهْجُ ما رَضيَ الرحمنُ أو طَلبا

إنْ نلتُ مرضاتَهُ فالشَّمسُ دونَ يَدي    فكيفَ أقبـلُ في آماليَ الشُّهُبا

*    *   *

نَمشي إلى الغايةِ الكُبرى على ثقـةٍ     عزمٌ حديدٌ و نهجٌ غيرُ مُنبـَهـمِ

وأنفسٌ قدْ شَـراها اللهُ صـادقـةٌ     أقوى من الموتِ والتَّشريدِ والألمِ

ما طأطأتْ قطُّ للطّاغوتِ صاغـرةً    خوفاً وعَجزاً وما ألقتْ يدَ السَّلمِ

*    *   *

ما قيَّدَ الفِكرَ منّـا جـَورُ طاغيـةٍ    أو أوهَنَ العزمَ بطشُ المسـتبدينا

غرامُنا الحـقُّ لم نقـبـلْ به بَـدَلاً   إنْ غيَّرتْ غِيَرُ الدُّنيا المُحـبـينا

في الخوفِ و الأمنِ ما زاغتْ مواقفُنا   والعُسرِ واليُسرِ قدْ كنّا مَياميـنا

فما رآنا الهُـدى إلا كـواكـبَـهُ   وما رآنا النَّـدى إلا عـناوينـا

وما رآنا العِـدى إلا جبــابـرةً   و ما رآنا الفِـدا إلا قـرابيـنا

نُفوسُنا السَّلسَلُ الصَّافي فإنْ غضبتْ   للحقِّ ثارتْ على الباغي بَراكينا

عِشنا أبـيّينَ أحراراً فـإنْ  هَلكتْ   في الحـقِّ أنفسـُنا مِتنا أبيّـينَا

يا شامُ قدْ عظُمتْ قَدراً مَطالبُـنـا   يا شامُ قدْ بَعُدتْ شأواً مَرامـينا

نمضـي مع الله لا نـدري أتُدْنـينا  أقدارُنا منكِ أم تأبى فتُقـصـينا

نمضي مع الله لا تدري جَواريـنـا   متى وأين تُـرى نُلقي مَراسـينا

نمضي مع الله قُـدماً لا تُعـَوِّقنـا   عن المضيِّ –وإن جلَّتْ- مآسينا

نمضي مع الله والإسلامُ يَهديـنـا    اللهُ يُمسـكنا واللهُ يُزجـيـنا

نمضـي مع الله والجُـلَّى تُنـادينا   راضـينَ راضين ما يختارُ راضينا