تَغْرِيدَاتُ الْقُشَيْرِيِّ (الرَّاءِ، الزَّاءِ، السِّينِ)

(بَابُ الرَّاءِ)

رَحْمَةُ الْبَلَاءِ

"أَوْحَى اللهُ -تَعَالَى!- إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ: أَنْزَلْتُ بِعَبْدِي بَلَائِي؛ فَدَعَانِي، فَمَاطَلْتُهُ بِالْإِجَابَةِ؛ فَشَكَانِي؛ فَقُلْتُ لَهُ:

يَا عَبْدِي، كَيْفَ أَرْحَمُكَ مِنْ شَيْءٍ بِهِ أَرْحَمُكَ"!

رَحْمَةُ السُّكَارَى

"إْذَا رَأَيْتَ سَكْرَانًا فَتَمَايَلْ لِئَلَّا تَبْغِيَ عَلَيْهِ، فَتُبْتَلَى بِمِثْلِ ذَلِكَ"!

الرَّجَاءُ مَعَ الذُّنُوبِ

"يَكَادُ رَجَائِي لَكَ مَعَ الذُّنُوبِ يَغْلِبُ رَجَائِي لَكَ مَعَ الْأَعْمَالِ، لِأَنِّي أَجِدُنِي أَعْتَمِدُ فِي الْأَعْمَالِ عَلَى الْإِخْلَاصِ، وَكَيْفُ أُحْرِزُهَا وَأَنَا بِالْآفَةِ مَعْرُوفٌ! وَأَجِدُنِي فِي الذُّنُوبِ أَعْتَمِدُ عَلَى عَفْوِكَ، وَكَيْفَ لَا تَغْفِرُهَا وَأَنْتَ بِالْجُودِ مَوْصُوفٌ"!

رِضَا الْحَاسِدِ

"قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُلُّ إِنْسَانٍ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُرْضِيَهُ، إِلَّا الْحَاسِدَ؛ فَإِنَّهُ لَا يُرْضِيهِ إِلَّا زَوَالُ النِّعْمَةِ"!

رَغْمُ الدُّنْيَا

"مَنْ صَدَقَ فِي زُهْدِهِ أَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةُ"!

الرِّفْقُ الْيَمَنِيِّ

"كَانَ الْكَتَّانِيُّ إِذَا سَافَرَ الْفَقِيرُ -أي أخو الصوفية- إِلَى الْيَمَنِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى، يَأْمُرُ بِهِجْرَانِهِ؛ وَإِنَّما كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُسَافِرُونَ إِلَى الْيَمَنِ ذَلِكَ الْوَقْتَ لِأَجْلِ الرِّفْقِ".

رَوَافِدُ الْأَحْوَالِ

"شَجَرَةُ الْمَعْرِفَةِ تُسْقَى بِمَاءِ الْفِكْرَةِ، وَشَجَرَةُ الْغَفْلَةِ تُسْقَى بِمَاءِ الْجَهْلِ، وَشَجَرَةُ التَّوْبَةِ تُسْقَى بِمَاءِ النَّدَامَةِ، وَشَجَرَةُ الْمَحَبَّةِ تُسْقَى بِمَاءِ الِاتِّفَاقِ وَالْمُوَافَقَةِ".

رِيَاءُ الْعَارِفِينَ

"قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَرَّازُ: "رِيَاءُ الْعَارِفِينَ أَفْضَلُ مِنْ إِخْلَاصِ الْمُرِيدِينَ"!

رَيْحَانُ اللهِ

"الْوَلِيُّ رَيْحَانُ اللهِ -تَعَالَى!- فِي الْأَرْضِ، يَشَمُّهُ الصِّدِّيقُونَ، فَتَصِلُ رَائِحَتُهُ إِلَى قُلُوبِهِمْ، فَيَشْتَاقُونَ بِهِ إِلَى مَوْلَاهُمْ، وَيَزْدَادُونَ عِبَادَةً عَلَى تَفَاوُتِ أَخْلَاقِهِمْ".

(بَابُ الزَّاءِ)

زَكَاةُ الدَّارِ

"رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ!- أَنَّهُ قَالَ:

زَكَاةُ الدَّارِ أَنْ يُتَّخَذَ فِيهَا بَيْتٌ لِلضِّيَافَةِ".

زَلَّةٌ أَقْبَحُ مِنْ سَبْعِينَ

"زَلَّةٌ وَاحِدَةٌ بَعْدَ التَّوْبَةِ أَقْبَحُ مِنْ سَبْعِينَ قَبْلَهَا".

زَيْتُ الْعَافِيَةِ

"قِيلَ لِبِشْرٍ: بَأَيِّ شَيْءٍ تَأْكُلُ الْخُبْزَ؟

فَقَالَ: أَذْكُرُ الْعَافِيَةَ، وَأَجْعَلُهَا إِدَامًا"!

(بَابُ السِّينِ)

سُرْعَةُ الْإِنَابَةِ

"الْعَارِفُ طَيَّارٌ، وَالزَّاهِدُ سَيَّارٌ".

سُلْطَانُ الْهَيْبَةِ

"أُفَكِّرُ مَا أَقُولُ إِذَا افْتَرَقْنَا وَأُحْكِمُ دَائِبًا حُجَجَ الْمَقَالِ

فَأَنْسَاهَا إِذَا نَحْنُ الْتَقَيْنَا فَأَنْطِقُ حِينَ أَنْطِقُ بِالْمُحَالِ"!

سَمَاعُ الْوَاصِلِينَ

"سُئِلَ أَبُو عَلِيِّ الرُّوذَبَارِيُّ عَمَّنْ يَسْمَعُ الْمَلَاهِي وَيَقُولُ هِيَ لِي حَلَالٌ لِأَنِّي وَصَلْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَا تُؤَثِّرُ فِيَّ اخْتِلَافُ الْأَحْوَالِ؛ فَقَالَ:

نَعَمْ، قَدْ وَصَلَ، وَلَكِنْ إِلَى سَقَرَ"!

سُوقُ الْجُوعِ

"لَوْ أَنْ الْجُوعَ يُبَاعُ فِي السُّوقِ لَمَا كَانَ لِطُلَّابِ الْآخِرَةِ إِذَا دَخَلُوا السُّوقَ أَنْ يَشْتَرُوا غَيْرَهُ"!

سِيرَةُ الْمُعَامَلَاتِ

"تَعَامَلَ الْقَرْنُ الْأَوَّلُ مِنَ النَّاسِ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالدِّينِ حَتَّى رَقَّ الدِّينِ، ثُمَّ تَعَامَلَ الْقَرْنُ الثَّانِي بِالْوَفَاءِ حَتَّى ذَهَبَ الْوَفَاءُ، ثُمَّ تَعَامَلَ الْقَرْنُ الثَّالِثُ بِالْمُرُوءَةِ حَتَّى ذَهَبَتِ الْمُرُوءَةُ، ثُمَّ تَعَامَلَ الْقَرْنُ الرَّابِعُ بِالْحَيَاءِ حَتَّى ذَهَبَ الْحَيَاءُ، ثُمَّ صَارَ النَّاسُ يَتَعَامَلُونَ بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ".

وسوم: 638