موقف الصحافة الإيرانية من الاحتجاجات

وحدة الدراسات الإيرانية

مركز أمية للبحوث و الدراسات الإستراتيجية

ستة أيام مضت على الاحتجاجات في إيران، واليوم يخرج علينا "روحاني" ليقول: لقد انتصرنا على المؤامرة، ولا ندري ما يقصد بهذه المؤامرة!!!

ونظرًا لانقطاع الإنترنت، فلا يوجد لدينا ما يؤكد الأخبار التي تأتينا من الولايات الإيرانية أو ينفيها. أما عن الصحف المحسوبة على المرشد "خامنئي" فهي تتحدّث عن الهدوء والأمن العائد إلى جميع المحافظات، وزعمت بأن هذه المظاهرات التي خرجت في مدن تبريز، وشهركرد، وزنجان، لدعم النظام وإدانة "الاضطرابات". تحت عناوين: "الشعب الإيراني أطفأ نيران الأشرار".

من جانبه، اعتبر المرشد "خامنئي" في لقاء مع نشطاء، أنّ الأحداث الأخيرة عبارة عن أعمال تخريبية يقودها مجموعة من الأشرار قائلا: لقد أرغمنا العدو على التراجع الأمني.

صحف اليوم جميها (المحافظة، والإصلاحية، المستقلّة)، كتبت في تحليلاتها عن الاحتجاجات وعن أسباب العنف فيها، معتبرة أنّ هذا "العنف المنظّم" من قبل المحتجين، أمر غير مسبوق في العقود الأربعة الماضية خلال تاريخ إيران الحديث،   تغنّت وسائل الإعلام المحافظة بالقدرات التقنية الإيرانية العالية، حيث اعتبرت أن قطع الإنترنت العالمي عن إيران، "اختبار ناجح للإنترنت الوطني" وفي المقابل تساءلت صحيفة "صداي إصلاحات" من سيدفع الأضرار المالية التي لحقت بأصحاب الأعمال نتيجة قطع الإنترنت، والتي تقدر بحوالي 375 مليون دولار يومياً؟!

واللافت للنظر فيما يجري من تطوّرات هو تهديد "حسين شريعتمداري"-ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"- لدول الأجنبية بالانتقام، بموجب القانون الدولي، حيث لم يشر إلى العنف المفرط من قبل القوات الأمنية، والباسيج والتعبئة ضدّ المحتجين، وقال: إن الاضطرابات الأخيرة شهدت إضرام النيران في الممتلكات العامة، ونهب المحلات والمراكز الحكومية، وقتل عدد من المواطنين، وأضاف شريعتمداري أن قادة الاضطرابات المعتقلين، اعترفوا بأنهم تدرّبوا على العمليات الإرهابية والتخريبية من قِبل أجهزة الأمن الأميركية، والإسرائيلية، والفرنسية. وأن بعض هذه التدريبات جرت في السعودية، حسب زعمه. وطالب شريعتمداري بالانتقام والمعاملة بالمثل تجاه هذه الدول، مقابل ما وصفها بـ "الأعمال العدائية"، ويزعم "شريعتمداري" أن هناك تسجيلات صوتية عبارة عن اتصالات هاتفية، ورصد سفر المعتقلين إلى تلك الدول، وهدّد شريعتمداري أن إيران لديها إمكانية الوصول إلى مراكز عسكرية واقتصادية حساسة واستراتيجية في البلدان التي دعمت الاضطرابات، ويمكن أن تلحق إيران خسائر مالية وعسكرية كبيرة بتلك المؤسسات. لكن الأمور لم تقف عند هذه التوصيفات، فقد اعتبرت الصحافة المحافظة: بأن المحتجين "أشرار مأجورون"، وقالت: إنهم ليسوا إيرانيين ولا يتكلمون اللغة الفارسية. مطالبة بضرورة تنفيذ حكم الإعدام ضدّ قادة الحركة الاحتجاجية، بتهمة "البغي"، و"الفساد في الأرض"، وأكدّت على ضرورة مواجهة المحتجين بالعنف، والقتل على نطاق واسع، ضدّ من سمتهم ب "المخربين" في البلاد.  ومن جهته قال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية: إن "بعض المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة تابعون لأجهزة استخبارات أجنبية.

أما الصحافة الإصلاحية فقد حاولت الفصل بين الاحتجاجات السلمية والاضطرابات، متسائلة: أين مكان الاحتجاج في الإعلام الإيراني؟ حيث لم تعكس أخبار الاحتجاجات بطريقة مناسبة وكافية، حيث انتقدت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون والتي لا تفسح المجال لإبراز صورة الاحتجاجات حتى السلمية منها، وحول عدم تغطية الاحتجاجات من جانب الصحف الإصلاحية، ذكرت بعض هذه الصحف أن ذلك كان بسبب الخشية من إغلاقها وملاحقة كوادرها!!!

وسوم: العدد 852