حول تصاعد الدعوات لضم العراق إلى منظمة التجارة العالمية (القسم الأول)

منظمة التجارة العالمية تكمل الثلاثي القاتل: منظمة سرّية غير ديمقراطية تسحق حقوق الإنسان والبيئة والصحة والديمقراطية وتقتل الناس

(أ) منظمة التجارة العالمية تكمل عمل صندوق النقد والبنك الدولي في تدمير الشعوب وإبادتها

"هذا الكوكب هو ساحة معركة في الحرب العالمية الرابعة (الحرب الباردة هي الحرب العالمية الثالثة). الهدف من هذه الحرب هو الاستيلاء على العالم بأسره من خلال السوق. الأسلحة اليوم هي أسلحة مالية، على الرغم من أن الملايين من الناس تشوّه أو تُقتل كل لحظة. تلك الحرب التي تُشن يهدفون من خلالها إلى تحويل العالم كله إلى سوق عمل واحدة كبيرة، بقيادة منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون والتنمية، ورئيس الولايات المتحدة، كمجلس إدارة. العولمة هي بالتالي مجرد توسيع شمولي لمنطق السوق ليشمل جميع جوانب الحياة".

المتحدث باسم جيش زاباتيستا للتحرّر الوطني في المكسيك

 

"لا يمكن الحديث عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ودورهما في تدمير الشعوب وإبادتها ، دون الحديث أيضاً عن منظمة أخرى تتظافر جهودها في التدمير لصالح اثرياء الراسمالية مع جهود المؤسستين السابقتين وهي : "منظمة التجارة العالمية" . إن قواعد منظمة التجارة العالمية تخدم مصالح الشركات العابرة للقومية وشعوب البلدان الغربية ، وليس الشعوب في البلدان النامية .

المفكر والمؤرخ

نعوم تشومسكي

Related image

# تمهيد: منظمة التجارة العالمية تكمل عمل صندوق النقد والبنك الدولي في تدمير الشعوب وإبادتها

يقول المفكر "نعوم تشومسكي" :

"لا يمكن الحديث عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ودورهما في تدمير الشعوب وإبادتها ، دون الحديث أيضاً عن منظمة أخرى تتظافر جهودها في التدمير لصالح اثرياء الراسمالية مع جهود المؤسستين السابقتين وهي : "منظمة التجارة العالمية" . إن قواعد منظمة التجارة العالمية تخدم مصالح الشركات العابرة للقومية وشعوب البلدان الغربية ، وليس الشعوب في البلدان النامية . ومبدأ منظمة التجارة العالمية المتعلق بعدم التمييز في المعاملة هو في صالح الشركات بصورة كبيرة. ويعني المبدأ ضرورة أن تلقى الشركات الأجنبية المعاملة نفسها التي تلقاها الشركات المحلية ، وغير مسموح للحكومات التمييز لصالح الشركات المحلية . وهذا المبدأ له الأسبقية على المصالح الوطنية مثل الحاجات التنموية والآثار الاجتماعية الاقتصادية والظروف البيئية وحتى التشريعات . ويأتي تنظيم مصالح المواطنين في المرتبة الثانية بعد تحقيق نمو السوق الحرة. ويؤكد هَوَس تحرير التجارة أن المجتمع مُنظم بأسلوبٍ يعزّز أرباح الشركات .

وتمتلك الشركات عابرة القومية القوّة الكافية لتحويل طلبات عضوية منظمة التجارة العالمية إلى ميزة خاصة بها حيث تدعو إلى عدم منح العضوية للبلدان النامية الراغبة في الإشتراك ما لم تبذل جهداً أكبر في تحرير اقتصادها . فعلى سبيل المثال ، يمكن للشركة التي مُنعت من بيع منتجاتها إلى أحد البلدان الطامحة إلى عضوية منظمة التجارة العالمية ، رفع الحظر أوّلاً قبل أن تتمكن من الانضمام . وقد أمّنت ضغوط الشركات عابرة القومية القواعد الجديدة للتجارة العالمية التي ترمي إلى خلق نظام عالمي في صورة عابرة القومية .

وفي ظل قواعد منظمة التجارة العالمية ، يُسمح للبلدان النامية أن تمنح فلّاحيها قدرا من الحماية في مواجهة الواردات الزراعية ، لكن برامج "التكيّف الهيكلي" التي وضعها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تحول بينها وبين هذه الحرية .

لقد تراجعت الحكومات وتقلص دورها الاقتصادي والاجتماعي في السنوات الأخيرة . ولهذا نما دور الشركات عابرة القومية . ويدور التساؤل حول إذا ما كانت الشركات العابرة القومية ، بفضل نفوذها المُجرّد ، يُحسب حسابها أكثر من وجهات نظر الراي العام ، الذي لا يمتلك مثل هذه القنوات إلى صانعي السياسات . كما تحاول الشركات عابرة القومية تقديم نفسها باعتبارها فاعل خير اقتصادي ، قادر على تقديم المعونة للبلدان الفقيرة . وقد بدا ذلك واضحا ، على سبيل المثال ، عندما أخبر ممثل شركة إنرون ، شركة الطاقة سيّئة الصيت ومقرها في الولايات المتحدة لجنة تابعة للكونجرس الأميركي بأن الأطراف التابعة للقطاع الخاص ، "مثل شركتنا وغيرها ، قادرة الآن على تطوير وإنشاء وامتلاك وتشغيل مشروعات بنية أساسية تابعة للقطاع الخاص في تلك البلدان". وجاء في تقرير الحرب على الحاجة أن شركة "وول مارت" أيضا لعبت دوراً رائدا في الضغط على التجارة العالمية ، والتشجيع على خفض التعريفة الجمركية وتحرير التجارة".

# ضحايا الثلاثي القاتل: 1000 طفل يموت كل ساعة و200 مليون يموتون كل سنة من الجوع، وضحايا الجوع فاق قتلى الحربين العالميتين

وجاء في دراسة مهمة نُشرت في موقع Znet / Z mag.org : "العولمة الاقتصادية تخلق الثروة، ولكن للنخبة فقط من الذين يستفيدون من موجة عمليات الدمج والاندماج والتكنولوجيا على النطاق العولمي والنشاط المالي (المضاربة على العملات بطريقة تقرب من لعب القمار) في "اقتصاد الكازينو" هذا. المد المتصاعد للتجارة الحرة والعولمة (الاقتصادية) افترض بأنه سوف يؤدي إلى "انطلاق كل القوارب"، وفي النهاية يضع حدا للفقر. ولكن خلال نصف قرن منذ بدأ هذا المد الكبير، والعالم يعيش المزيد من الفقر أكثر من أي وقت مضى، وأوضاعه تزداد سوءا. وتشير تقديرات اليونيسف إلى أنه في كل ساعة يموت 1000 طفل من أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة، وتقريبا يموت ضعف عدد النساء أو يعانين من إعاقة خطيرة أثناء الحمل أو الولادة بسبب عدم وجود الرعاية أو العلاجات البسيطة. في التقرير النهائي المقدم إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، استشهد المقرر الخاص "لياندرو ديسبوي"     بتوصيف منظمة الصحة العالمية للفقر المدقع بأنه القاتل الأكثر قسوة في العالم، وأكبر سبب للمعاناة على وجه الأرض:

"لا مرض آخر يُقارن بدمار الجوع الذي تسبب في المزيد من الوفيات في العامين الماضيين أكثر من عدد الذين قتلوا في الحربين العالميتين معا. لوضع حدّ لهذه المأساة، فإن تخفيض 10٪ فقط من الإنفاق العسكري الأمريكي سيكون كافيا".

وبالمثل، فإن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) تقدّر أن عدد من يعانون من الجوع المزمن في العالم قد تزايد بشكل مطرد منذ أوائل التسعينات. في العالم الذي يتمتع عدد قليل منه بثروة لا يمكن تصورها فإن مائتي مليون طفل يموتون سنويا من أمراض متصلة بالجوع. وهناك مائة مليون طفل يعيشون أو يعملون في الشوارع. ولكم أن تتخيلوا أن ثمانمائة مليون شخص يبيتون جوعى كل ليلة. ولكن هذه المأساة الإنسانية لا تقتصر على الدول الفقيرة فقط. فحتى في بلد غني مثل الولايات المتحدة، حوالي 10 في المائة من الأسر في الولايات المتحدة، وهو ما يمثل 31 مليون شخص، ليس لديها القدرة على الحصول على ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجاتها الأساسية. إذن، 31 مليون شخص يعانون من الجوع الصريح، في حين تمتلك أغنى 5 في المئة من سكان الولايات المتحدة 81.9 في المئة من أسهم الشركات، وتتحكم بـ 57.4 في المئة من صافي قيمة كل دخل الشعب في الولايات المتحدة. ولصياغة لمحة معبّرة بطريقة مختلفة، فإن هذا يعني أنه بحلول وقت الانتهاء من قراءة هذه الصفحة يكون قد مات 100 شخص بسبب الجوع والأمراض المرتبطة به والتي يمكن الوقاية منها بسهولة. ونصف هذا العدد هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات. مدّ العوملة الذي قالوا كثيرا إنه سيرفع كل القوارب .. رفع اليخوت فقط ...”

# الثلاثي القاتل

“وبطبيعة الحال فإن منظمة التجارة العالمية (م ت ع) (WTO) World Trade Organization ليست هي السبب الوحيد للمأساة المذكورة أعلاه، ولكن كما لاحظ العديد من الخبراء الاقتصاديين، هي جزء مهم من الثلاثي القاتل (منظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي)، الذي – هذا الثلاثي - هو القوة الدافعة الرئيسية وراء العولمة الاقتصادية. ولكن عندما نتخلص من حملة دعاية الشركات حول فوائد العولمة، وننظر حقا إلى السجل الحافل لمنظمة التجارة العالمية فإن ما نجده في الواقع هو حركة انقلابية بطيئة ، وحرب واطئة الشدّة تُشن لإعادة تعريف المجتمع الحر والديمقراطية والأمن الاجتماعي وغيرها من أشكال الحماية، بحيث تصبح تابعة لإملاءات الشركات التجارية الكبرى.

الموافقة على اتفاقات "التجارة الحرة" هذه وضع الأسس لهيكل نظام اقتصادي وسياسي عالمي يجعل كل حكومة رهينة بصورة متزايد لنظام مساءلة غير خاضع للمحاسبة وعابر للحدود الوطنية يهدف إلى زيادة أرباح الشركات مع تجاهل تام للعواقب الاجتماعية والبيئية. في ظل هذا النظام الجديد، يجري تحويل العديد من القرارات التي تمس حياة الناس اليومية بعيدا عن حكوماتنا المحلية والوطنية لتوضع على نحو متزايد في أيدي بيروقراطيي التجارة غير المنتخبين الذين يجلسون وراء الأبواب المغلقة في جنيف، بسويسرا. هؤلاء البيروقراطيون، على سبيل المثال، يمتلكون القدرة الآن على أن يفرضوا ما إذا كان الناس في سلوفينيا مثلا يمكنهم متابعة إجراءات معينة لمنع تدمير غابات بلادهم أو تحديد ما إذا كانت المبيدات الزراعية المسببة للسرطان تمنع عن طعامهم. يوضع على المحك الآن الأساس الحقيقي للديمقراطية ومساءلة صانعي القرار. وبالتالي فإن إنشاء منظمة التجارة العالمية يمثل إضفاء الطابع الرسمي على أولئك البيروقراطيين وتعزيز سلطتهم”.

clip_image004.jpg

(طفلة تنام في الشارع في دكا عاصمة بنغلاديش)

# الحرب العالمية الرابعة !

“كان هناك العديد من الذين قالوا إن سقوط جدار برلين وانهيار الكتلة السوفياتية سيكون بداية لعصر جديد، فيه نصر كامل للرأسمالية، يسمح بحرية التنقل في جميع أنحاء العالم، وسيمثل بالتأكيد "نهاية التاريخ" . بعد مرور عشر سنوات، يمكننا أن ندّعي على وجه اليقين بأنهم كانوا على خطأ. في المقام الأول فرانسيس فوكوياما، على الرغم من أنه نجح في بيع الكثير جدا من "الكتاب المقدس" غير الصحيح لليبرالية الجديدة، وأيضا رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، التي ادعت ان "ليس هناك بديل عن صعود الليبرالية الجديدة المحتم".

ولكن في 1 يناير عام 1994، جاء السكان الأصليون في ولاية تشياباس بالمكسيك من أعمق أعماق الغابات، ومن أعمق أعماق الأرياف، مع البنادق الخشبية الطويلة، وهم يصرخون أن الناس العاديين لديهم أيضا الحق في العيش. اختار الزاباتيون البدء بحربهم ضد الليبرالية الجديدة والعولمة الاقتصادية في اليوم الأول لسريان مفعول اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) North American Free Trade Agreement (NAFTA). كانوا يرتدون الأغطية (البطانيات) المصنوعة يدويا، والصنادل الخام، ويلبسون أقنعة صوفية لإخفاء وجوههم، وكثير منهم لا يحملون سوى بنادق خشبية مُقلدة، واستولوا على بلازا دي أرماس في سان كريستوبال دي لاس كازاس وخمس مدن في ولاية تشياباس. أعلن ماركوس، المتحدث باسم جيش زاباتيستا للتحرّر الوطني (EZLN)، : "النيو ليبرالية ليست في أزمة، النيوليبرالية هي نفسها أزمة!".

ووفقا لماركوس، في الوقت الحاضر هذا الكوكب هو ساحة معركة في الحرب العالمية الرابعة (كان يسمّى الحرب الباردة الحرب العالمية الثالثة). الهدف من هذه الحرب هو الاستيلاء على العالم بأسره من خلال السوق. الأسلحة اليوم هي أسلحة مالية، على الرغم من أن الملايين من الناس تشوّه أو تُقتل كل لحظة. تلك الحرب التي تُشن يهدفون من خلالها إلى تحويل العالم كله إلى سوق عمل واحدة كبيرة، بقيادة منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون والتنمية، ورئيس الولايات المتحدة، كمجلس إدارة. العولمة هي بالتالي مجرد توسيع شمولي لمنطق السوق ليشمل جميع جوانب الحياة. وفي الوقت نفسه، تسعة أعشار سكان العالم لا يعيشون بصورة صحيحة”.

# أدوات القتل ستة مقابل أداة أمل وحيدة

يكتب ماركوس:

"ما لدينا هنا اليوم هو لغز الصورة المقطّعة، وعندما نحاول وضع هذه القطع معا من أجل التوصل إلى فهم عالم اليوم، نجد أن الكثير من القطع مفقودة. ومع ذلك، يمكننا أن نبدأ مع سبعة منها، لكي نأمل أن هذا الصراع لن ينتهي بتدمير البشرية. سبع قطع نرسمها، ونلونها، ونضعها جنبا إلى جنب مع الأخريات، من أجل حل هذا اللغز العالمي.

أول قطعة خضراء لديها شكل الدولار. هذه القطعة تتكون من تركيز للثروة العالمية في أيدٍ أقل وأقل، وانتشار لم يسبق له مثيل لفقر ميؤوس منه.

القطعة الثانية مثلثة (تصوّر الهرم الاستغلالي في جميع أنحاء العالم)، وتتكون من كذبة. يدعي النظام العالمي الجديد ترشيد وتحديث الإنتاج والجهد البشري. في الواقع، هو عودة إلى البربرية من بدايات الثورة الصناعية مع فارق مهم، أنه همجي وبلا رادع من قبل أي اعتبار أو مبدأ أخلاقي.

القطعة الثالثة مدوّرة وكأنها حلقة مفرغة، وتتكون من الهجرة القسرية. أولئك الذين لا يمتلكون أي شيء يُضطرون إلى الهجرة للبقاء على قيد الحياة. ومع ذلك، فإن النظام العالمي الجديد يعمل وفقا لمبدأ السوق، بحيث أن أي شخص لا ينتج ولا يستهلك وليس لديه مال يضعه في أحد البنوك، لا لزوم له. هكذا يتم التعامل مع المهاجرين، والعاطلين عن العمل، والمُعدمين، الذين لا مأوى لهم، كنفايات ينبغي القضاء عليها.

القطعة الرابعة مستطيلة مثل مرآة، وتتكون من التبادل المستمر بين البنوك التجارية وجنود العالم الحديث - العولمة المالية تفرض عولمة الجريمة.

القطعة الخامسة هي مثل البنتاغون تقريبا، وتتكون من القمع الجسدي. فقدت الدول القومية في ظل النظام العالمي الجديد استقلالها الاقتصادي، ومبادرتها السياسية، وسيادتها. في الوقت الحاضر، الدول القومية هي مجرد إدارات للشركة المعروفة باسم العالم، والسياسيون هم فقط المدراء المحليون. المهمة الجديدة للدول القومية هي إدارة ما هو مسموح لها، لحماية مصالح السوق ومراقبة وقمع الزائدين عن الحاجة.

القطعة السادسة في شكل خربشة، وتتكون من كسور. فمن ناحية النظام العالمي الجديد يلغي الحدود والمسافات التي اخترقتها الاتصالات السلكية واللاسلكية، والصفقات التي تفرضها مناطق التجارة الحرة، وقانون السوق الذي يُفرض في كل مكان.

القطعة السابعة لها شكل جيب، وتتكون من جميع جيوب المقاومة ضد النظام العالمي الجديد التي تتنامى في جميع أنحاء العالم. هذه الجيوب الكثيرة لم يكن لديها برنامج سياسي مشترك في حد ذاتها.

وكما نرى، فإن السبع قطع هذه لا تتناسق مع بعضها لإنتاج أي معنى، حتى لو قمنا بأقصى ما نستطيع. ماركوس حذّر من هذا النقص في الإحساس، وهذا السخف، المتوطن في النظام العالمي الجديد. عندما التقت النخبة السياسية والاقتصادية في المؤتمر الوزاري الخامس لمنظمة التجارة العالمية في كانكون، المكسيك، في سبتمبر 2003، حيث كتب ماركوس مخاطبا المجتمع المدني الدولي ببيانه الشهير: "قطار الموت لمنظمة التجارة العالمية". نقتبس منه:

"الحركة العالمية ضد عولمة الموت والدمار تشهد واحدة من ألمع لحظاتها في كانكون اليوم. ليس بعيدا عن المكان الذي نجتمع فيه، تجتمع حفنة من عبيد المال يتفاوضون حول السبل والوسائل لاستمرار جريمة العولمة الاقتصادية. والفرق بينها وبين كل واحد منا هو ليس في الجيوب، على الرغم من أن جيوبهم تفيض بالمال في حين تفيض جيوبنا بالأمل. لا، الفرق ليس في المحفظة، ولكن في القلب. لدينا في قلوبنا مستقبل للبناء. لديهم فقط الماضي الذي يريدون تكراره إلى الأبد. لدينا الأمل. ولديهم الموت. لدينا الحرية. وهم يريدون استعبادنا.

في المعادلة المعقدة التي تحول الموت إلى المال، هناك مجموعة من البشر الذين يُقادون بسعر منخفض جدا إلى المسلخ العالمي - السكان الأصليون، والشباب، والنساء، والأطفال، والمسنون، والمهاجرون، كل أولئك الذين يختلفون. وهذا يعني، الأغلبية الساحقة من البشرية. هذه هي الحرب العالمية للأقوياء الذين يريدون تحويل كوكب الأرض إلى ناد خاص. المنطقة الفاخرة الحصرية حيث يلتقون الآن هي صورة مصغرة عن مشروعهم لكوكب الأرض، وهو مجمع من الفنادق والمطاعم ومناطق الترفيه التي تحميها الجيوش والشرطة.

الإخوة والأخوات، هناك معارضة لمشروع العولمة الاقتصادية في جميع أنحاء العالم. هؤلاء الذين فوق يريدون عولمة الانسياق، والسخرة، والغباء، والحرب والدمار والموت. وأولئك الذين تحت، الذين يريدون عولمة التمرد والأمل والإبداع والذكاء والخيال، والحياة، والذاكرة، وبناء عالم يناسبنا جميعا؛ عالم من الديمقراطية والحرية والعدالة. نأمل أن القطار الموت لمنظمة التجارة العالمية سوف يخرج عن مساره في كانكون وفي كل مكان".