ازدياد الضغوط باتجاه التحرك بعد تصريح البيت الأبيض باستخدام سوريا غاز السارين

التايمز البريطانية

التايمز البريطانية:

ازدياد الضغوط باتجاه التحرك

بعد تصريح البيت الأبيض

باستخدام سوريا غاز السارين

ألكسندر فرين من واشنطن وفيليبين نوتن - صحيفة التايمز

ترجمة وتحرير مسار للتقارير والدراسات - 5 أيار 2013

اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى باستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد شعبه قاطعا بذلك الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس أوباما للتدخل. وفي رسالة إلى الأعضاء الرئيسيين في الكونغرس بعد الجلسات الاحتياطية، قال البيت الأبيض إن خبراء المخابرات الأمريكية قد خلصوا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية "وبدرجات متفاوتة من الثقة" أن غاز السارين الكيميائي قد استخدم في سوريا "على نطاق ضيق".

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وقت لاحق أن هناك حالتين لاستخدام الأسلحة الكيميائية، بينما قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل إن استخدام هذه الأسلحة قد "انتهك كل اتفاقيات الحروب". وبدا واضحا بعد تعرض أوباما لضغوط من مجلس الشيوخ ودول حليفة بما فيها بريطانيا أن البيت الأبيض كان دائما يبحث عن أسباب لتأخير التدخل.

وفي ظل وجود احتمالية سقوط الأسد قبل تورط أمريكا باتخاذ إجراء عسكري، يؤكد البيت الأبيض أن التقديرات الاستخباراتية وحدها لم تكن كافية، خاصة بعد تورط الولايات المتحدة في العراق بناءا على معلومات استخباراتية خاطئة حول أسلحة الدمار الشامل. وقد قال حول ذلك: "نظرا لأهمية هذه القضية ومدى أهمية هذه القرارات فإن معيارنا للأدلة يجب أن يبنى على تلك التقديرات الاستخباراتية. نحن نريد أن نواصل التحقيق حول هذه التقديرات الاستخباراتية للوصول إلى الحقائق".

ورفض المسؤول تحديد أي شكل من أشكال التدخل سيتخذه الرئيس في حال ثبوت التقارير الواردة حول استخدام غاز السارين، واكتفى بقوله إن "كل الخيارات مطروحة". وادعت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل أنها وجدت أدلة على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، مطالبين الرئيس الأمريكي بالتصرف حيال ذلك.

متحدث باسم الحكومة البريطانية قال إن المملكة لديها معلومات "محدودة لكنها مقنعة" حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بما فيها غاز السارين، وطالبت الأسد بالسماح لدخول غير مقيد لمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا. وأضاف المتحدث أن "هذا مقلق للغاية، استخدام الأسلحة الكيميائية يعد جريمة حرب. لقد أطلعنا حلفاءنا وشركاءنا والأمم المتحدة على هذه المعلومات ونحن نعمل بشكل جدي للحصول على معلومات أكثر وأفضل".

المطارنة الانجليكان والكاثوليك من الكانتربيري وويستمينستر طالبوا الليلة الماضية بمساعدات إنسانية عاجلة للذين يعانون في سوريا. وفي بيان مشترك نادر قال كل من رئيس الأساقفة جستين يلبي ورئيس الأساقفة فينسنت نيكولز إنهم قد "شاهدوا يرعب وحزن" تصاعد العنف في سوريا.

اعتراف البيت الأبيض على وجود أدلة على استخدام غاز السارين في سوريا جاء استجابة لطلب عضو مجلس الشيوخ جون ماكين من الإدارة بأن تصرح بما لديها من معلومات. رئيسة اللجنة المختارة للاستخبارات في مجلس الشيوخ ديان فاينشتاين حثت الرئيس على التصرف حيال ما يحدث قائلة: "أنا قلقة جدا من أن يؤدي هذا الاعتراف العلني إلى اعتقاد الأسد أنه لم يعد هنالك شيء يخسره".

صحيفة التايمز ذكرت الأسبوع الماضي أن الدليل الأول على استخدام الأسلحة الكيميائية في الصراع السوري عثر عليه في عينة تربة تم تهريبها خارج البلاد في عملية بريطانية سرية. وقالت إن علماء بورتون داون (مجمع علمي عسكري) في ويلتشير وجدوا أدلة على أن "نوعا من الأسلحة الكيميائية" قد استخدم في سوريا.

مسؤولون إسرائيليون قالوا إن فرنسا قد خلصت إلى نتيجة مماثلة كالتي حصلت عليها وكالات استخبارات "أكثر محلية" في الدول التي تقع على حدود سوريا. وقال مسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية على الحدود السورية "كل من يراقب ما يحدث في سوريا عن كثب يعرف ما الذي يجري هناك".

وقد وجه الجنرال برون كلمات قاسية في المجتمع الدولي حيث قال: "إن استجابة العالم على هذه القضية تعكس محدودية التأثير، وأن التوجه العام نحو عدم التدخل".