محاولة قتل بشار الأسد ليست فكرة متطرفة

محاولة قتل بشار الأسد ليست فكرة متطرفة

بالنظر إلى مصالح الولايات المتحدة الأمنية

بيتر بينارت

نيوزويك

اسمحوا لي أن أقترح فكرة غير مريحة: لربما على الولايات المتحدة أن تحاول قتل بشار الأسد؟

أستطيع أن أفكر في بعض الاعتراضات على هذا. أولها أنه لا يتوجب على الولايات المتحدة أن تكون منخرطة في عمليات الاغتيال الموجهة. و لكن بالطبع فإن الولايات المتحدة منخرطة حاليا في عمليات قتل موجهة. الأسبوع الماضي, قامت الطائرات الأمريكية بقتل زعيم بارز في القاعدة اسمه أبو يحي الليبي, وهو أمر لقي استحسانا واسعا.

بالطبع سوف تقول بأن الليبي كان جزء من شبكة تبحث عن قتل الأمريكان. و الأسد يقوم فقط بذبح شعبه. و لكن الولايات المتحدة أوضحت تماما – خصوصا تحت رئاسة أوباما- بأننا يمكن أن نقتل من أجل وقف الأنظمة عن ذبح شعوبها. إلى جانب حلفائنا الأوروبيين, فعلنا ذلك في البوسنة عام 1995 و في كوسوفو عام 1999 و في ليبيا عام 2011, و العديد يتمنون لو أننا قمنا بذات الأمر في رواندا عام 1994 أيضا.

حسنا, سوف تقول أن هناك أمرا تنفيذيا بعدم استهداف رؤساء دول. هذا صحيح, و لكننا لم نلتزم بهذا الأمر تماما. خلال الحرب الباردة, ساعدت الولايات المتحدة في تنظيم انقلابات أدت إلى مقتل دين ديم في جنوب فيتنام و سلفادور أليندي في تشيلي. و قد قامت إدارة بوش بشن حرب على العراق عام 2003 مع ضربات كانت تستهدف قتل صدام حسين. و سواء رضينا أم لا فقد كان للولايات المتحدة يد في مقتل معمر القذافي في الخريف الماضي, و قد كانت هذه هي النتيجة المتوقعة – أو المرغوب بها لربما- من الحرب التي أطلقناها.

و لكن ألا يشكل اغتيال قادة أجانب سابقة مثيرة للقلق؟ إذا قتلنا بشار الأسد ما الذي سيوقف الحكومة السورية عن محاولة قتل باراك أوباما؟ لربما كان بإمكاننا طرح السؤال ذاته حول العقوبات التي فرضناها و الحروب التي خضناها. إن النقطة هنا هي أن الولايات المتحدة خرقت سيادة دول أخرى بجميع الأشكال و الطرق التي لم نكن نرضاها لو كانت ضدنا. إن السبب في رفضهم القيام بأي شئ لا يعود إلى عدم وجود السابقة ولكنه يعود إلى الافتقار إلى القوة.

في الحقيقة, من الصعب تمييز أي من المبادئ هو الذي يميز عملية قتل بشار الأسد عن عمليات الاغتيال الموجهة و الحروب الإنسانية التي حصلت على الدعم السياسي الأمريكي. إن المبدأ الرئيس في نظرية الحرب العادلة هو مبدأ عدم التمييز: يجب أن نقوم باستخدام العنف في أضيق طريقة ممكنة. البعض يبرر هجمات الطائرات دون طيار على هذه الأرضية : إنها تؤدي إلى إصابة القليل من الأشخاص عوضا عن القيام بالاجتياحات التي قامت بها الولايات المتحدة في أفغانستان و العراق. و المبدأ نفسه ينطبق على العقوبات: إن معظم الناس سوف يوافقون على أن العقوبات التي تستهدف النخبة الحاكمة مفضلة عن تلك التي تؤثر على مجمل الناس. إذا كانت القضية بهذا الشكل, إذا لماذا لا يتم تفضيل استهداف الأسد شخصيا عوضا عن قصف المجندين أو المدنيين السوريين من أجل إسقاط النظام؟

دعوني أكن واضحا: إنني لا أقترح أن نقوم بمحاولة قتل الأسد, و لا أن نقوم بالاستعانة بحليف محلي مثل الأردن. لأمر واحد, لأن النتيجة قد لا تكون جيدة في النهاية, إن سوريا لا تقاد من قبل بشار الأسد بالحجم الذي تقاد به من قبل زمرة علوية قادرة على ارتكاب الجرائم المرعبة بسبب تمسكهم بالسلطة و خوفهم على أمن الطائفة إذا سلموا السلطة. إن قتل الأسد و بعضا من إخوته و أبناء عمومته أو حلفائه من الضباط قد يستغرق وقتا طويلا.

و لكن السؤال الأكبر هو كم أننا قادرون على إعطاء الأولوية لمصالح أمريكا الأمنية و المبادئ الإنسانية على السيادة الوطنية و القانون الدولي. بالنظر إلى المدى الذي تحركت فيه الولايات المتحدة في هذا الاتجاه في السنوات الأخيرة, فإن عملية قتل الأسد لا تبدو متطرفة إلى ذلك الحد.