الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة ضد داعش تقوض القوى المناهضة للأسد

هادي البحرة:

الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة ضد داعش

تقوض القوى المناهضة للأسد

بقلم: إيان بلاك

الجارديان

10\11\2014

الهجمات التي تشن بقيادة أمريكية ضد جهاديي الدولة الإسلامية (داعش) هي نتاج سياسة "غض الطرف" عن جرائم الرئيس بشار الأسد, وفقا لزعيم الائتلاف السوري المعارض الذي يحظى بالدعم الغربي.

هادي البحرة, رئيس الائتلاف السوري المعارض, حذر في مقابلة أجريت معه يوم الاثنين بأن الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي الذي أشرف على تجميعه باراك أوباما أدى إلى إضعاف الدعم داخل سوريا للقوات غير المتطرفة المناهضة للأسد والتي تقبع تحت الحصار حاليا.

وصرح البحرة للجارديان قبيل اجتماع أصدقاء سوريا الذي يضم 11 دولة والذي يعقد في لندن :" التحالف يعالج أعراض المشكلة, وهي داعش, دون أن يعالج المسبب الرئيس, وهو النظام. الناس تشاهد طائرات التحالف وهي تقصف أهداف داعش ولكنها تغض الطرف عن سلاح الجو التابع للأسد, الذي يستخدم البراميل المتفجرة والصواريخ ضد أهداف مدنية في حلب وفي أماكن أخرى".

قال مكتب الأسد يوم الاثنين بأن مقترح الأمم المتحدة لتجميد القتال في حلب, التي تنقسم إلى مناطق تقع تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة المتمرين, "يستحق الدراسة".

ولكن البحرة قال إن وقف إطلاق النار المحلي لا يخدم سوى مصلحة النظام ما لم يكن جزء من حل تفاوضي شامل للصراع الذي كلف 200000 قتيل وشرد نصف السكان منذ مارس 2011.

على كل حال, رسالته الرئيسة تتمحور حول الدمار الذي حل بالمناهضين للأسد منذ أن بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب في استهداف داعش في سوريا في نهاية سبتمبر بالتزامن مع هجمات موازية على دول الحدود مع العراق. يقول البحرة :" يشعر الناس أن هناك أجندة خفية وتعاونا ما بين التحالف وقوات الأسد لأن الأسد أصبح يعتقد أنه أصبح حر بالتصرف. الرأي العام السوري هو الجبهة التي نحن بحاجة لكسبها".

ضرب أهداف أخرى غير داعش – مثل جبهة النصرة التابعة للقاعدة- لعبت في صالح حكومة دمشق, كما يقول البحرة.

انتقد البحرة حقيقة أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم ينسق مع مقاتلي الجيش السوري الحر, وهو التحالف الفضفاض للوحدات التي تقاتل الأسد والمرتبط مع الائتلاف الوطني. الاستثناء الوحيد تمثل في مدينة كوباني على الحدود التركية, حيث عمل الأكراد والجيش السوري الحر على التنسيق مع ضربات التحالف لإبعاد داعش.

يقول البحرة :" تم تجاهل الجيش السوري الحر وهذا أدى إلى إضعاف عملية التحالف الدولي لأنه غير قادر على تحقيق أي نتيجة على الأرض. العملية برمتها مرتبكة. لن يكون بوسع الضربات الجوية تحقيق النصر في المعركة ضد المتطرفين. عليك أن تهزم داعش على الأرض. وعليك أن تتعامل مع القضية الرئيسة ومصدر التطرف, وهو النظام نفسه".

كما قلل بحرة من شأن الهزائم الأخيرة التي منيت بها مجموعتان تدعمهما الولايات المتحدة في إدلب وأصر على أن هناك العديد من القوى الوطنية المقاتلة التي يمكن أن تكون موجودة في أي وقت للمشاركة في برنامج "التدريب والتسليح" الأمريكي الذي تبلغ قيمته 500 مليون دولار . ولكنه أقر بأن هناك العديد من الجوانب السلبية في استراتيجية المعارضة العسكرية.

يضيف البحرة :" تعمل داعش تحت قيادة موحدة وأيدلوجية واضحة. المساعدات التي تصل إلى الجيش السوري الحر كانت تقدم إلى قادة الكتائب ولهذا فإن المقاتلين يشعرون بالتعب ويحاولون الانضمام إلى أفراد وليس إلى قوة وطنية موحدة تعمل على تحقيق تطلعات الشعب السوري".

كما أكد البحرة معارضته لمقترحات وقف إطلاق النار التي يجري دراستها من قبل مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا, ستافان دي مستورا, والتي تمت مناقشتها خلال الأيام القليلة الماضية في سلسلة من التقارير والتسريبات غير الرسمية.             

يقول البحرة :" حياة السوريين على رأس أولوياتنا ولكننا بحاجة إلى هذا الأمر من وجهة نظر استراتيجية. وقف إطلاق النار والحد من العنف يقدم حلا مؤقتا وليس دائما للأزمة. وقف إطلاق النار دون رؤية واضحة لحل سياسي شامل سوف يعطي النظام الوقت لإعادة تجميع وتنظيم نفسه واستئناف العدوان ضد الشعب السوري في مرحلة لاحقة".

في اجتماع لندن, التقى البحرة مع وزير الخارجية فيليب هاموند, الذي قال بعد ذلك بأن نظام الأسد "غير قادر وغير راغب على القيام بعمل فعال" ضد داعش. وأضاف هاموند " أعيد التأكيد اليوم للرئيس البحرة بأنه لا يمكن للأسد أن يلعب أي دور مستقبلي في سوريا".

البحرة , المهندس الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة والذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع السعودية, يكافح لتحسين صورة الائتلاف الوطني, الذي عانى من الاقتتال الداخلي والاحتكار من قبل تركيا والداعمين الخليجيين. الناشطون على الأرض يهاجمهونه بشكل دائم بسبب عدم اتصاله بالواقع, وعدم تمثيله للكثيرين وعدم فعاليته. في يوليو الماضي, حذر جون ويلكس, مبعوث بريطانيا لدى المعارضة من أنه إذا تصرف الائتلاف "كمافيا" فإن ذلك سوف يؤثر على تمويل الجهات المانحة.

موقف الائتلاف أصبح سيئا جدا في الفترة الأخيرة لأن تهديد داعش الأمني أدى إلى أن  تفكر بعض الحكومات الغربية بإعادة فتح قنوات مع الأسد و التعامل معه على أساس "أهون الشرين" مقارنة مع الجهاديين. أقر البحرة بأنه "في هذه اللحظة لا يبدو أن الأمور تسير بخير. ولكن عاجلا أو آجلا فإن المجتمع الدولي سوف يكون مضطرا إلى إيجاد حل دائم".

ترأس البحرة وفد المعارضة إلى محادثات جنيف 2 في يناير الماضي, التي مضت دون أي تقدم والتي أعقبها إعادة انتخاب الأسد لفترة رئاسية ثالثة. وقال البحرة بأنه لا يرى أملا في العودة إلى المفاوضات.

حلفاء المعارضة السورية, خصوصا الولايات المتحدة, كانوا أسخياء جدا فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية ولكنهم لم يقدموا الكثير من الدعم من المالي والعسكري مقارنة بما تقدمه إيران وروسيا للأسد, وفقا للبحرة. "أصدقاؤنا ليسوا جديين كفاية في تقديم الكميات الكافية من المساعدات والدعم لمساعدتنا في خلق ضغط عسكري كاف داخل سوريا للتأثير على النظام للعودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى الحل السياسي الكامل".