قصيدتان من رحم الكوردايه تي

الشاعرة: هيفي برواري

ترجمة: بدل رفو المزوري

[email protected]

النمساغراتس

 ـ1ـ جراح قلعة آمد

 الإهداء إلى انتفاضة آمد...

 أيا مدينتي آمد ...

يا عاصمة الزلازل والبراكين

يا لقبي واسمي

وعنواني

إنه (نوروز)

ومن جديد

نصبت أمهاتك

خياما سوداء في الأفئدة

مرة أخرى...

ومن أزقتك،

انطلقت قافلة الأبطال الشهداء

صوب العالم

ثانية...

انفصمت الكلمات عن الألحان

وبكت الأغاني ...

وأقفلت الرياض

والأزاهير ذبلت

واتشحت بالسواد

كل يوم...

 بصوت جديد

ولون جديد

وأقتفي آثار ملامحك المقدسة

وأنت المقدسة

لجذوة من نار،

وكماء نبع (لالش)

وكاحتضان ( مريم العذراء)

واليوم تبعثين حياتك المباركة،

ولهذا فكل ليلة

تستقر رحلة أحلامي

على صدرك،

أنا لست لكم وحدكم

لأني منكم

ولهذا فاليوم أنا

مضرج بدماء جراحاتكم

وكلماتي تحترق من الحسرات

وقصائدي ملطخة بالدماء.

أنا ( كفوك) سكير

في لياليك  القاتلة

في كل زقاق وشارع

وعلى أردان كل أم

أطوف،

هذا هو صدري الأم يحتضن،

كصدور أمهاتك

على كل عتبة

من عتباتك

في انتظار استقبال

الشهداء.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

2 ـ رحلة البقاء

 في ليلة ليلاء

وبفؤاد من دون حدود

أقبلت على أبوابك

وأمام قامتك الشامخة

الحقيقة تراتيل صلاة

وأتيت أمشي الخيلاء

على دروبك،

بعلو أبراجك الشامخة

مرفوع الهامة.

وفي كل زوايا

أزقتك التي كستها الثلوج

والأحياء التي خمد

تنورها

وأطفالك ينعق في عالمهم

الغراب

وانطلقت تحت سماء

لياليك

التي انطفأ فيها الق نجومها

وأيامك الملقاة في الزنزانة

حتى النهاية.

مشيت على جسورك المتكسرة

وأنهارك الغارقة  بالهموم

مشيت خطوة خطوة

عبر سنواتك التي غدت  جراحاً عميقة

حتى العظم،

بين أحضان جبالك التائهة

ورياضك التي وعدت

الق الربيع،

بحثت عن فصولك

المسروقة من (التقاويم)

ومواقد سمرك التي هجرها

(عبدال زينى)،

وفي خضم أمواج نهر (مونزر)

بحثت عن عذرية الفاتنات

اللواتي لم تسعدن

بليلة الدخلة،

على إيقاع الأغنية الجريحة

بحثت في حجرات (بدليس)

واحدة تلو الأخرى

بين ثنايا صفحات

تلك (الروضة)

المتساقطة الأوراق،

على كل سفح

من سفوح صدرك

وبين الزوايا المهجورة

من الأحلام

على إيقاع ذلك اللحن الحزين

تجولت...

لكون،كلماتي من نار

لم يعثر لها على جواب

فأصبحت حلاجا

لأن جغرافية رحلتي

كانت بلا حدود

وفي المحاكم

غدوت مقيماً دائماً.

              

الشاعرة في سطور:

ــ بدأت الشاعرة بكتابة الشعر في الثمانينيات.

ـ شاركت في الكثير من المهرجانات الشعرية والندوات الثقافية ونشرت نتاجها في الصحف والمجلات الكوردية وعملت عدة سنوات في الإذاعة الكوردية في بغداد ،مقدمة لبرنامج الحان وقصائد.

ـ تعيش منذ عام 1996 في ألمانيابرلين.

ـ عضوه كتاب العالم ،عضوه المعهد الكوردي.

ـ أصدرت عدة دواوين شعرية ومنها (عودة أمل ضائع،مسيرة العرائس).

ـ تعد الشاعرة من  المدافعين عن حقوق المرأة.