المعركة القادمة لداعش... شرق السعودية!!!

محمد سعد الدين

ما هو الهدف النهائي لـ "داعش"؟

- السيطرة على أكبر احتياطي للنفط في العالم.

 بعد سقوط اليمن ......وسيطرة داعش على ولاية الفرات الى حدود تركيا......المعركة القادمة بين وكلاء إيران والإسلام المتطرف ستكون بشرق السعودية

هكذا يرى المحلل السياسي الأمريكي كلود صالحاني، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وأواسط آسيا والإرهاب، في مقال نشره أولا موقع "أويل برايس" الاقتصادي البريطاني، ثم نقلته مجلة "تايم" الأمريكية..

تحذيرٌ يراه كثيرون واقعيًا بل بعيد النظر، فيما يعتبره آخرون مجرد حلقةٍ أخرى في سلسلة التهويل التي تهدف لابتزاز المملكة- وجيرانها- كي تسدد فاتورة الحرب خوفًًا على ذهبها الأسود، وربما ما هو أغلى. وما بين الواقع والتهويل، تبقى الرؤى الغربية لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، جديرة بالمتابعة؛ إن لم يكن للاستفادة من ظاهرها، فللتأمل فيما بين سطورها وما وراءها.. من أجل ذلك نستعرض المقال في السطور التالية:

كانت سوريا والعراق مكانًا جيدًا لبدء حملة المجموعة باسم "داعش"، لكنها علمت منذ البداية أنه لا خيار أمامها، من أجل البقاء والازدهار، سوى التطلع إلى الجائزة الكبرى: حقول النفط في المملكة العربية السعودية.

وهكذا تتجه المنطقة إلى معركة من أجل السيطرة على أكبر حقول النفط في العالم.

تدرك "داعش"- التي ترجع جذورها إلى "القاعدة"- تمامًا أن الحفاظ على نفسها ككيانٍ ديني وسياسي واقتصادي وعسكري قابل للحياة والاستمرار في المنطقة، يتطلّب أن تتبع النهج ذاته الذي تبنته القاعدة، حين قطع زعيمها أسامة بن لادن علاقاته مع السعودية، وتعهد بإسقاط آل سعود. 

كان غضب بن لادن من المملكة نابعًا من دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، الجيش الأمريكي لاستخدام السعودية كمنطقة انطلاق لبناء قوات تعمل على إسقاط الزعيم آنذاك صدام حسين، بعدما احتلت القوات العراقية الكويت في أغسطس 1990. اعترض بن لادن على وجود "كفار" في أرض الحرمين الشريفين، وطلب من الملك أن يسمح لمجموعته بمواجهة قوات صدام.

وبالمثل، تعلم "داعش" أنها لن تشعر بالأمن إلا إذا أصبحت المملكة جزءًا من الخلافة، وسيطرت على حقولها النفطية؛ وهو ما يفسر الخطوتين المنطقيتين التاليتين:

أولًا: الاستيلاء على، وتأمين، البلد الأكثر أهمية في العالم الإسلامية: المملكة العربية السعودية. وإذا كانت المعركة من أجل سوريا والعراق جذبت عشرات المئات (ويقول البعض عشرات الآلاف) من الشباب المسلم، فمن المرجح جدًا أن تجذب المعركة من أجل أقدس بقعتين في الإسلام (مكة والمدينة) عددًا أكبر من المقاتلين للانضمام إلى صفوف "داعش".

ثانيًا: مواجهة الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة التي لا يزال بإمكانها وقف مسيرة المجموعة صوب حقول النفط السعودية، ثم بقية دول الخليج في نهاية المطاف. فبعد كثيرٍ من التردد، أدركت إدارة أوباما حقيقة الخطر الذي تمثله "داعش"، وها هي واشنطن، إلى جانب بعض حلفائها في الناتو، تضع خطة لهزيمتها.

دروس الماضي

ومع ذلك، قد يكون من الحكمة الإشارة إلى أن سجل واشنطن في التعامل مع مشكلات الشرق الأوسط لا يدعو للتفاؤل. وتكفي الإشارة فقط إلى العراق وأفغانستان، كنموذجين مرجِعِيَّيْن للأخطاء التي لا ينبغي تكرارها.

حتى لو كان بمقدور أمريكا هزيمة "داعش" عسكريًا، فسيبقى أي نصر مؤقتًا طالما ستنسحب القوات الأمريكية في نهاية المطاف، ومن ثمَّ ستخرج الفلول من مخابئها، كما فعلت بعد القبض على صدام حسين، وموته. بل إن التدخل- عبر حملة جوية ضخمة- سيثير في الواقع عداءً أكبر للغرب عامة، والولايات المتحدة خاصة. أي: تكرار السيناريو ذاته مرة أخرى.

صراع "الشرعية"

والقوة الوحيدة التي بإمكانها التحرك بفعالية ضد "داعش" بطريقة من شأنها أن تبدو شرعية أمام بقية المسلمين هي المملكة العربية السعودية، حسبما ذهب نواف عبيد زميل مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفارد، وسعود السرحان مدير الأبحاث في مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية. ففي مقال رأي مشترك نشرته صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 9 سبتمبر، جادل الكاتبان فكرة يتبناها كثيرون على نطاق واسع، مفادها أن السعودية هي التي صنعت "داعش" كما تمولها الآن، مؤكدين: "السعودية ليست مصدر (داعش)، بل هدفها الرئيس". ورأيا أن "القيادة السعودية تتمتع بنموذج فريد من المصداقية والشرعية الدينية، يجعلها أكثر فعالية بكثير من الحكومات الأخرى في نزع الشرعية عن أيديولوجية "داعش" الإرهابية الوحشية".

معركة "النفط"

ما يجعل "داعش" قوية اليوم هو أنها وضعت استراتيجية عسكرية تعتمد على أماكن تواجد حقول النفط. وذهابهم إلى شمال شرق سوريا، وشمال العراق، ليس مصادفة أبدًا. ربما تكون "داعش" وحشية وقاسية، لكنها أولًا وقبل أي شيء منظمة إرهابية تعمل وفق خطةٍ ذكية. وسيطرتها على آبار النفط في سوريا والعراق جعلها مكتفية ذاتيًا من الناحية المالية. والآن أصبحت المعادلة: إما كل شيء، أو لا شيء