لا يأس

للشاعر التركي : أحمد عاكف

ترجمة : إبراهيم صبري

ـ أين مني نفحة من الأمل فيك ،

أتحسب أنه قد انطفى ؟ آه ...... هل كان ينبغي لك أن تقضى عليه ؟

ـ ما كان لفجر الحق الأزلي أن يمحى أيها الظالم !

فبعد قليل ترى ما أظلم أيام غدك !

ـ وإن اعتدت أنك تستطيع أن تمضي بدونه فمن المحال ألا تخفق ، ولو انتظرت سنين فلن تبدو لك لمعة ضئيلة .

ـ ولسوف تدوي أمواج الليالي في حنايا رأسك ، وكلما عدوت فسوف يصطدم خيالك بالدوّامة الدائرة ،

ـ وسوف يحيط الخسران بآفاقك فلن تستطيع أن تحطم سياجه ، ولن تستطيع أن تتبين الشاطئ ، أهو أمامك أم وراءك ؟.

ـ يا من سافرت في ليالي الحياة الطوال ، ووقفت في الطريق شريداً ، ليست نجاتك في السماوات ولا في الأرض ، بل في نفسك .

ـ أشعل الروح التي استيقنت فناءها ،

فليرتفع الستار قليلاً عما حولك !

ـ قليلاً ....... لنك كدت تختنق ! ،

ويئست من النور الأزلي فبقيت مشدوهاً مبهوتاً !.

ـ أيها القلب المؤمن الذي حار وهو يعبد الحق ،

إن صدراً واحداً فقط يعيش بدون أمل وهو صدر الكافر !

ـ أيجمع اليأس والإيمان ؟ ،

حاشا لله ، وقد علمت وأيقنت أنه ضرب من المحال ؛

ـ فلماذا إذن أذللت عنقك ووقفت مطرق الرأس ؟

ألا تشفق على ذريتك ، إن لم تشفق على نفسك ؟.

ـ ولدنا ولُقِّنا في المهد : " لا حياة لكم " ،

فوطأنا عتبة الدنيا ونحن نعدّها مقبرة ؛

ـ لم نسمع صوتاً واحداً يبشرنا بالحياة ،

وقام كل امرئ كأنه بومة تواصل النعيب على الوطن .

ـ وينفث روح اليأس القاتل ،

حتى خدر أبناء الجيل وتركهم لقى مضاعاً !

ـ أليست تفقد الأمة الشعور بالبقاء حين تدوي ،

الصرخة المنادية : " الأمة تضمحل " !

ـ " الأمة سوف تضمحل " ، ما قتل الشباب إلا هذه الصرخة !

قم فتحسس هذا الشباب ، هل به من حراك ؟

ـ لو أطبقت على الآفاق آلاف الكوارث ،

لما انهارت هذه الدولة ما دمنا نتجنب أن نقول : " إنها سوف تضمحل " .

ـ ما كانت لتنهار ، كلا ، لن تنهار ولن تسقط !

فاقتل أنت اليأسَ العاوي وأيقظ العزم ؛

ـ فحسبها نفخة من الإيمان حتى تعود إلى الحياة ،

فلينتعش أملك ، ما هذه الخيبة ؟ وما هذا الخسران ؟

ـ فابدأ بإسكات الآلام الماضية ،

وبث الأمل القوي في أبنائك ؛

ـ وتوكل على الله واعتصم بحبل السعي واخضع للحكمة ......

هذا هو الطريق ، ولا أعرف صراطاً مستقيماً سواه .