ثقافة المسيح كان فلسطينياً

سأخبركم  في ما يلي دون لف أو دوران أن المسيح لم يكن ملكا  لليهود ، وأنه لم يكن ابن داود ، وأنه لم يكن من نسل قبيلة يهودا . وسأبرهن لكم بعد ذلك صحة ما أخبرتكموه . لو كان المسيح اليوم حيا لكان يقيم في نابلس ، ولأطلقت عليه النار بين الحين والحين ، ولكان قضى بعض الوقت في الحبس ، وقاسى شيئا من التعذيب ، ولكان بيته جرف ، وفقد على الأقل اثنين من أقاربه إما موتا في السجن أو رميا بالرصاص أو نسفا بقنبلة . وليس مهما إن كان ولد سامريا أو نصرانيا أو مسلما ؛ إذ سينظر إليه بوصفه مقيما لا شرعية له في أرضه . ولو كان مازال حيا حتى الآن لكان هرب إلى مصر أو إلى سوريا للنجاة بنفسه أو لقتل . ارفعوا سمكم ! فلدى إسرائيل أصناف كثيرة من السموم لتختار منها  ما تحب . ولا فرق بين ما يحدث اليوم في الضفة الغربية وما حدث منذ 2000عام . القصة نفس القصة باستثناء أن اليهود اليوم ينالون تأييد " الكتلة المسيحية " التي تسير مثل قطيع شياه عمياء صماء بكماء وراء أسطورة المسيح سليل داود الذي سيأتي يوما ويحكم العالم . واحتفظ اليهود 2000 عام بهذه الأكذوبة دون أن يعنيهم ما يراه أو يعتقده المسيحيون ماداموا قادرين على إبقائهم مقتنعين بأن المسيح كان ملكا لليهود ، وبأن سفر التكوين الثاني صحيح . ويحسبون أنهم من خلال ذلك سيهيمنون على الشرق الأوسط والغرب ، وحينها يسمح لكل اليهود المنحدرين من آدم بالقدوم إلى القدس لعبادة هذا المسيح المنسوب لداود ، وأن  الذين لا ينسبون لداود ، وهم بقية البشر ، سيسمح لهم ، لاحظوا ، بالتعبد خارج أسوار المدينة ؛ لأنكم لا تنحدرون من آدم ؛ لأنكم أغيار ، قطيع ماشية ، إلا أن هذا المسيح المنسوب لديفيد سيأتي ليخلصكم من خطاياكم ، خطايا أبويكم آدم وحواء . وإذا تابعتم قراءة هذا المقال حتى منتهاه ، وأدركتم أن اليهود ضحكوا عليكم 2000مدة عام ؛ لأنهم " يعرفون " حقيقة المسيح ، فسترون كونكم من نسل آدم نعمة لا نقمة ، وستتأكدون أن اليهود ليسوا أهلا لهذه الضيعة الصغيرة المسماة إسرائيل ، وأن الأهل الحقيقيين لها إنما هم الفلسطينيون والسامريون والمسيحيون والمسلمون المنحدرين مما يسمى " القبائل العشر " التي لم تفارق البلاد إلى أي مكان آخر . اليهود لهم قطعة أرض في جنوب القدس تداني مساحتها مساحة قطاع غزة . والقدس تابعة لقبيلة بنيامين إلا أن قبيلة يهودا تخلصت من أبناء قبيلة بنيامين منذ زمن بعيد . وسمم داود شاؤول واغتال ياسون ، ثم نصب نفسه ملكا على إسرائيل . وفوق ذلك اغتال بعل باثيشيبا ليتبعلها هو . وآزرت قبيلة يهودا بعد ذلك الآشوريين في غزوهم لمملكة إسرائيل في الشمال حاسبة أن مشكلتها قد حلت بذلك مع تلك المملكة . والحقيقة أن يهودا نجحت في القضاء على قبائل مملكة إسرائيل العشر ، وآثرت نفسها بحكمها تاركة الأمور الدينية لقبيلة ليفي إلى أن ظهر المسيح . وفي نيتي أن أبذل قصاراي لجعل العرض التاريخي للأحداث موجزا مختصرا توخيا للوضوح ، وسأثبت روابط المعلومات راجية أن تستوعبوا ما أقدمه منها ، وأن تشرعوا في البحث في الموضوع بأنفسكم . وانتبهوا إلى أن القدماء أولوا الأسماء والرموز والأرقام والمجاز واللعب بالألفاظ  عناية كبرى في نصوصهم ، وأنه إن لم يكن لديكم فهم أساسي لمعاني الأسماء ودلالات الرموز والأرقام فكل شيء سيكون صفو حكايات رمزية ، ولن يفهم جلية ما وصل إلينا منها فهما مكتملا إلا من كان لهم عيون يبصرون بها وآذان يسمعون بها . ومثلا ، كان نقاء سلسلة النسب العرقي ، ومباركة المولود البكر عالي الأهمية في العالم القديم لاستبقاء وحدة الأسرة العادية والأسرة الحاكمة . وبهذه الأهمية يصبح المولود البكر المبارك مسئولا عن الأسرة التي تتوالى الأجيال المتعاقبة منها خلال هذا النقاء العرقي . وإذا انقطعت سلسلة النقاء حل محل المولود البكر أدنى قريب للأسرة . كان ليعقوب الملقب إسرائيل ثلاثة عشر ابنا ، أحظاهم عنده يوسف الذي تزوج من أميرة مصرية تدعى أسيناث  كانت ذات منزلة عالية في جماعة الكهنة .ويمكنك أن تراهم اليوم في المتحف المصري ، وأسماؤهم المصرية هي يويا وتويا . وكان تويا من البيت الملكي للموسويين . وكان ليوسف ولدان هما إفرايم ومنسه . وأشرف يعقوب ( إسرائيل ) على تربية أبنائه ، وبارك إفرايم بصفته المولود البكر . وبعد أن صار إفرايم مسئولا عن القبائل الاثنتي عشرة انضم منسه إلى جماعة الكهنة وحمل اسم عائلة أمه الموسويين ، واتبعوا عقيدة أخناتون التوحيدية . وحين توفي ابن عمهم توت عنخ آمون دون أن يعقب ذرية ، وانقطعت سلسلة نسب أسرة الموسويين في مصر ، عادوا إلى أرض يعقوب في إسرائيل مع عائلاتهم . ولم يكتفوا بحمل الشرائع معهم في عودتهم ، بل حملوا تعاليم الحكمة في مصر المسماة المزامير ، والأمثال ، وحكمة سليمان ، ونشيد الأناشيد . وورث إليعازر بن موسى  الكهانة من أبيه ، وورث يوشع مُلك إسرائيل من نون بن إفرايم ، فظهر الكوهان أي اتحاد كهنة إسرائيل وملك إسرائيل ، وبما أنهم صاروا توحيديين ، فقد أسسوا مملكة على نسق مغاير لما سبق حيث صار اتحاد القبائل الاثنتي عشرة يحكمه قاضٍ ، وعين يوشع أول قاضٍ لإسرائيل حين ولاه  إليعازر  ذلك المنصب . وجعل الاثنان الناس يقسمون على العهد ، وأول التزاماته أن تحب الرب إلهك الوحيد . ولم يقضِ ذلك القسم على عبادة الأصنام والتماثيل في أي صورة من صورها فحسب ، وإنما قضى كذلك على نظام المملكة   والملك ؛ فليس لك أن تعبد سيدين . ونظر العبريون إلى عبادة الملك التي كانت تحدث في العالم القديم بصفتها عبادة أصنام . وهكذا ، فمع أن يوشع كان حسب تسلسل النسب ملكا لإسرائيل إلا أنه لم يكن  في الحقيقة  ملكا . وتبعا لذلك النظام الديني  نالت النساء منزلة مماثلة لمنزلة الرجال ، وكان من بين أول قضاة إسرائيل امرأة  هي ديبورا التي كانت تقعد في ظل نخلة  في بيت إل وتقضي في الخصومات والمنازعات  بين الناس مثلما يفعل قضاة زماننا . وكانت بيت إل حاضرة إسرائيل ، ومعناها " بيت الرب " ، وتلا بعد ذلك زمن نقض فيه العبريون العهد ، وطالبوا بأن يكون لهم ملك على مثال الأقطار المحيطة بهم الأمر الذي عده أنبياؤهم إنكارا لله وأخطر جريمة للعبريين . نقضوا ما عاهدوا الله عليه . وفي النهاية انقسمت إسرائيل إلى طرفين : مملكة إسرائيل في الشمال ، وتتألف من القبائل العشر ، ومملكة يهودا في الجنوب ، وتتألف من قبيلتي يهودا وليفي ، وفيها تولت يهودا حكم المملكة ، وتولت ليفي جماعة الكهنة . ومنذئذ  صار لدينا نصوص يهوه ونصوص الكهانة ، واتبعت المملكة نص سفر التكوين الثاني   الذي يتحدث عن أبناء آدم المنحدرين إلى داود من بيت يهودا . وحين فر العبريون من الغزو الآشوري لإسرائيل فإنهم فروا أولا إلى يهودا ، فعوملوا فيها معاملة العبيد ، ثم فروا ثانية إلى مصر أملا في النجاة وتخلصا من العبودية  في يهودا . وسار على خطاهم بعد ذلك يهود كثيرون من يهودا نفسها حين غزاها الآشوريون مثلما غزوا إسرائيل قبلها . وأخذ معظم اليهود أسرى إلى بابل ، فاستوعبوا فيها كثيرا من النصوص السومرية ، ومنها قصة إستر .  ورجع بعد ذلك كثيرون من القبائل الاثنتي عشرة إلى إسرائيل في القرن الأول قبل الميلاد . واستقرت يهودا وليفي ثانية في القدس ، وبنتا المعبد وهو ما عارضه العبريون السامريون من مملكة إسرائيل في الشمال الذين عادوا إلى ما بات يعرف بالسامرة ؛ لأنهم نظروا للمعبد بوصفه ضربا من عبادة الأصنام ، ولعمل مقرضي النقود الذين يخلون بالشريعة من خلال الربا بوصفه عملا بغيضا مقيتا . وقاد كل ذلك إلى صراعات كبرى بين الفريقين ساعد فيها الرومان جماعة الكهنة الصدوقيين والفريسيين والملكية الهيرودية   على البقاء في السلطة . وفي القرن الميلادي الأول ، أضحى الصراع بين الفريقين حالة موصولة تسودها خلافات كبرى في الدين والمعتقد السياسي . ولم تعد القبائل العشر موجودة في نظر اليهود ، وسلموا زمام أمرهم للرومان . ومنذئذ ، صار ينظر إلى المنتمين إلى مملكة إسرائيل في الشمال في الحوادث والنصوص التاريخية التي في يدنا بوصفهم إسينيين ؟ وهم الذين يعيشون الآن في ما يدعى الضفة الغربية ، ومعهم السامريون حيث يواجه الاثنان الاضطهاد الإسرائيلي في أرضهم . ومن جانب آخر ، ولأسباب عديدة شديدة ، ليس لدينا وصف تاريخي معروف موثق لحياة عيسى المسيح ، والأناجيل التي عندنا إنما دونت باليونانية بعد قرن كامل على الأقل من أحداث حياته ، ولكن إذا نظرنا إلى الاضطهاد الذي واجهه الإسينيون والسامريون ففي ميسورنا تكوين صورة واقعية صحيحة عن إسرائيل في نظر العبريين مما يسمى القبائل العشر الضائعة . وهو اضطهاد لا يختلف عن الاضطهاد الذي يواجهه الفلسطينيون اليوم على يد الإسرائيليين . وفي ذلك العالم من الاضطهاد ولد المسيح . وتحدثنا الروايات أنه ولد في بيت لحم في يهودا ، بيد أن شواهد الآثار توضح أن بيت لحم الكائنة في يهودا لم تكن مأهولة في تلك الحقبة من التاريخ ، وأن بيت لحم الموجودة في الشمال على بعد دانٍ من الناصرة كانت مدينة عامرة مزدهرة . وسمي في العهد القديم على اسم يوشع الذي ترجمته اليونانية عيسى . وكان والده هو يوسف . والاسمان ، يوشع ويوسف ، ومكان مولده ، مفتاح كافٍ لحل لغز حقيقة عيسى ؛ ذلك أن الأسماء والأماكن الواردة في أي نص لها مغزى كبير للغاية . كان المسيح بحكم مولده هو الابن البكر الذي يعود خلال سلسلة نسب طويلة إلى إفرايم بن يوسف الذي باركه إسرائيل بوصفه الابن البكر . والمسيح بهذه الصفة يحسب ملكا لإسرائيل ، ولكنه ملك ليس ملكا بمقتضى العهد . إنه ملك لا يحكم ؛ذلك أنه كان على إسرائيل أن تحكم باعتبارها اتحادا من اثنتي عشرة قبيلة بواسطة القضاة . وقد ولد المسيح في بيت لحم في شمال إسرائيل أي كان  يمكن اعتباره الآن فلسطينيا عانى في الماضي من الاضطهاد مثلما يعاني الفلسطيني اليوم . وكان يقوم بمعظم عمله في الجليل ، ويحمل روحه على راحته  كلما هم بدخول يهودا والقدس . وهناك أمثلة كثيرة يمكنني أن أمثل بها ، لكن من شأن هذا أن يحول المقال إلى كتاب الأمر الذي ليس في نيتي . ما في نيتي هو أن أجعل الموضوع مبسطا موضحا قدر المستطاع . ومن ثم سأركز على أمرين . الأول : هو صراع الصدوقيين والفريسيين مع يوحنا المعمدان ؛ إذ جادل الصدوقيون والفريسيون بأن يوحنا وأتباعه لا حق لهم في أرض إسرائيل بحجة أنهم لم ينحدروا من آدم ومن ثم من إبراهيم ويهودا مقيمين جدالهم على سفر التكوين الثاني . ورد يونا مجادلا بأن الله قادر على خلق نسل حتى من الحجارة ليكونوا أبناء له ، وأقام دعائم جدله على سفر التكوين الأول . ومثلما ترون فإن جدل الصدوقيين والفريسيين إنما أنتج عنصرية وتفرقة بين الرجل والمرأة . فظهر مفهوم فاشي أساسي في الحياة عدت فيه النساء خاطئات ، وشوهت وفقه سمعة مريم المجدلية زورا وظلما حين اتهمت بالزنا . وهي نفس الحيلة الشائعة القائمة على الحقد والكره التي مازلنا نراها في المجتمع حين تبدي أيما امرأة مظهر قوة ، أو صفة متميزة أو مقدرات قيادية .   والمثال الثاني الذي سأمثل به هو إحياء  لازاروس  بعد الموت في السفر الحادي عشر من إنجيل يوحنا . كان الإحياء حدثا عظيما تسبب مباشرة في صلب المسيح . حدث الإحياء مدون مثل حكاية رمزية في ثوب معجزة . وكل الحكايات السبع في إنجيل يوحنا مزدوجة المغزى . ولنأخذ مثلا المعجزة والقصة الحقيقية وراء معجزة تحويل الماء خمرا . حدث هذا في خانا ( قانا ) الذي كان نهرا بين قبائل منسه وإفرايم . ومغزاها الرمزي الربط بين جماعة الكهنة والطفل الأول إفرايم ملك إسرائيل . ويرمز القهرمان الذي يتذوق الخمر إلى والدهم يوسف الذي هو قهرمان فرعون وحامل الكأس له . ويشار إلى يوسف بدوره في سفر التكوين بصفته كرمة العنب حيث يبارك يعقوب كل أبنائه ، ويشار إلى يعقوب هو الآخر بصفته حجر الزاوية . ومع ذلك لا تنسوا أن  إنجيل يوحنا يسخر في  قصة " المعجزة " الثانية من القارىء ؛ لأن هذا القارىء يحتاج إلى علامات ومعجزات لإدراك الحقيقة ، ومن ثم نراه يلعب لعبته ، فيعطيكم العلامة والأعجوبة ، المعجزة ، لكنه يقول لكم شيئا يخالفها . وفي قصة آخر المعجزات  نرى إحياء لازوراس بعد موته ، وهو من سلالة موسى مباشرة ، أي من أسرة عالية المقام في الكهانة ، واسمه مشتق من اسم إليعازر بن موسى . ويرى أبناء قبيلة ليفي أن جماعة الكهنة تخصهم دون سواهم ؛ ذلك أن الفريسيين والصدوقيين كانوا من أبناء القبيلة . وحسب السامريين فإن الجماعة تخص إليعازر  ولازاروس ، أي الكوهان ، وهم سلالة موسى ؛ لأن منسه بن يوسف وأسيناث من آل موسى . ولا تنسوا كذلك أن يوحنا لا يفتأ يقول عبر إنجيله : " تقول اليهود ... لكنني أقول لكم ... " ، وهو ما يضع خط بيان أهمية مرة ثانية تحت الاضطراب الذي كان قائما في ذلك الحين بين ملوك يهودا الهيروديين وجماعة كهنتهم الصدوقيين والفريسيين وبين إسرائيل مثلما كانت تراه القبائل العشر في  مملكة الشمال . وفي السنة الجديدة يلبس الكاهن من قبيلة ليفي الكفن ويذهب إلى المعبد ، ويضحي من أجل الناس ، فيتحررون من خطاياهم ، فيخرج ، وينضو الكفن ويلبس ملابس جديدة . ومجمل قصة لازاروس إنما هو بيان سياسي . وجوهريا ، أحيا عيسى وييشع ويوشع كهانة إليعازر في طقس مشابه قام به الكاهن الأعظم كيافاس في معبد القدس ، وحدث هذا في بيتاني في السامرة في مملكة الشمال . ويشار إلى لازاروس على أنه " محبوبكم " الأمر الذي يترتب عليه احتمالية قوية بأن لازاروس هو الحواري المحبوب يوحنا الذي كتب إنجيل يوحنا . وفي الفصل الأخير من ذلك الإنجيل ما يوحي أن عيسى اعتاز في كهولته إلى رعاية شاب يصغره سنا ، وهذا الشاب هو يوحنا الحواري المحبوب . وحين يسمع كيافاس بحدث المعجزة في بيتاني ينتابه الذعر الجليل من احتمال إيمان الناس بدعوة عيسى لا لهذه التي تسمى " معجزة " وإنما لما يحفل به ذلك الحدث من مضامين تعني استعادة إسرائيل إلى حكم قضاة على مثال يوشع وحكم جماعة كهنة على مثال إليعازر . وأكثر من ذلك ، لو وفق الإسينيون والسامريون وأتباع عيسى إلى إقناع الرومان بشرعية ملكيتهم لأرض إسرائيل فمن أثر ذلك الإقناع أن يؤدي إلى فقدان الملوك الهيروديين وجماعة الكهنة الصدوقيين سيطرتهم على السامرة والجليل . وحدث ما خشيه كيافاس ؛ إذ جاء الرومان واستولوا على أرضهم وشعبهم ، وقبضوا على المسيح وصلبوه . وقد اتهم دون وجه حق بأنه نصب نفسه ملكا لليهود ، وهو لم يكن ملكهم . كان ملك إسرائيل ، وهو اللقب الذي لن يحتازه حقيقة بسبب العهد والالتزام الأول فيه ، ومن ثم كان جوابه لبيلاط " إنها كلماتك أنت " . وعيسى لم يكن تهديدا ليهودا والصدوقيين وملوك الهيروديين فحسب ، بل كان تهديدا لمفهوم الملكية ذاته ولسفر التكوين الثاني . وفي الفصل الأول من إنجيل يوحنا نرى يوحنا يعلن أن من سيأتي بعده سيباركهم مع الروح القدس وأنهم سيغدون أبناء الله . وهذا يتوافق مع سفر التكوين الأول حيث يبين أننا جميعا ذكرانا وإناثا من كل البشر مخلوقون على مثال صورة الله . ونلاحظ أن نصوص الإنجيل التي بين أيدينا تحوي دلائل بينة على التلاعب والعبث ؛ فقد تعرضت لعمليات نسخ وتحرير وإضافات مقحمة بعد قرن من وقوع أحداثها . ولم يكن ذلك باللغة الآرامية مثلما حدث مع لفائف البحر الميت المدونة بتلك اللغة ، وتمثل تلك اللفائف مثلما أوضح كثير من الكتاب معادلا  موازيا واضحا ومباشرا لقصة عيسى . وعلى كل حال ، من شأن معرفة من كان المسيح حقيقة أن تضع نهاية للمذبحة والجور اللذين تتعرض لهما قبائل إسرائيل المعروفة اليوم بالفلسطينيين ؛ لأن المسيح ببساطة كان فلسطينيا .

*كاترين فريسك . موقع صحيفة " في تي " الأميركية .

*ترجمة المقال لا تعني موافقتنا على كل ما فيه من مرويات ومصطلحات .

وسوم: العدد 628