التعليم النافع

عاش في بلاد الهند ، في إقليم قريب من التبت ، معلم وتلميذه . وتناظر الاثنان في أول لقاء بينهما حول التعليم الذي ينفع الإنسان في حياته العملية ، فقال المعلم بعد المناظرة لتلميذه : يجب أن تكون قويا . امضِ وابحث عن ذاتك !

ومضي التلميذ يبحث عن القوة ، وعاد بعد سنة إلى معلمه ، وقال : صرت قويا .

وأخذ صخرة لبيان القوة التي اكتسبها ، وكان قبل ذلك لا يستطيع تحريكها في مكانها ، ورفعها فوق رأسه ، وأسقطها ففتتها ، فقال المعلم : أحسنت كثيرا . قوي فعلا ، والآن يجب أن تكون ذكيا ألمعيا . امضِ وابحث عن ذاتك !

فمضى يبحث عن الذكاء ، وعاد بعد ثلاث سنين ، وقال لمعلمه : صرت ذكيا ألمعيا .

فأعطاه المعلم كتابا ضخما ، وقال : ناقشني في محتواه بعد ثلاث ساعات !

ومرت الساعات سراعا ، وتناقش الاثنان بعدها في محتوى الكتاب بندية تامة حتى طلع النهار ، وهنا قال المعلم : يحب أن تكون حكيما . امضِ وابحث عن ذاتك !

فمضى وغاب عشر سنين ، وجلى لمعلمه عند عودته كل آيات الحكمة ، فقال : أحسنت كثيرا . أنت الآن قوي وذكي ألمعي وحكيم . يجب أن تكون صلبا متشددا .

فقطع التلميذ كلامه مع معلمه ، وقال : أنا ما صرت إليه .

فقال المعلم : لم يعد لدي ما أعلمك إياه . سر في سبيلك ! وبورك لك ما صرت إليه !

*موقع ل . جي . سي الفرنسي .

وسوم: العدد 686