ثورة شعبية مقبلة في مصر

لا توجد قاعة أو مسرح لأعضاء فرقة «أولاد الشارع» المصرية. ومثل إسمهم فهم يقومون بالغناء في الشوارع، يتصورون بالهواتف الذكية وينشرون الافلام على اليو تيوب. لا توجد لديهم أدوات عزف خاصة باستثناء دف واحد صغير، لكن الكلمات تفعل الموسيقى ـ التي ليست محببة على آذان السيسي، عندما يغنون «سي سي أنت رئيسي». إنهم لا يقصدون مدح أفعال الرئيس، بل يطالبونه بالاعتزال. ومن اجل الاغضاب أكثر يستخدمون كلمة «إرحل»، الكلمة التي استخدمها المتظاهرون في المظاهرات الشعبية في العام 2011 ضد الرئيس حسني مبارك.

إن هذا الغناء الشعبي يعتبر خطيراً، وقد اعتقل الستة في أيار بتهمة التحريض والمس بأمن الدولة والنية في اسقاط النظام وعدّ تجمعاً غير قانوني. هذه هي بنود اتهام خطيرة تترتب عليها فترات سجن طويلة. وقد تم إطلاق سراح أعضاء الفرقة بشروط وقيود، وهم ينتظرون قرار النيابة بحقهم.

إذا حُكموا بالسجن، لن يكون اعضاء الفرقة لوحدهم. حسب التقرير الذي نشرته الشبكة العربية للمعلومات حول حقوق الانسان وحريات الاسرى في مصر البالغ عددهم 106 آلاف شخص موزعين على 504 سجون ومعتقلات. أكثر من 60 ألفاً منهم، كما يقول معدو التقرير، هم أسرى ومعتقلون سياسيون.

منذ الثورة ركزت السلطات على بناء 19 سجناً جديداً، في أحدها سجن جماسا الذي استثمر فيه أكثر من 95 مليون دولار، في الوقت الذي توقع فيه مصر على قرض يبلغ 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

هذا الامر لا يعني أنهم ماتوا، بل أن الدولة لا تعطي تفاصيل حول مكان وجودهم. هذا المعطى الفظيع دفع المجلس المصري لحقوق الانسان إلى تطوير تطبيق جديد يسمح لمن اعتقل بأن يرسل رسائل حول ثلاثة اشخاص معتقلين، عن مكان وجودهم، وبريد الكتروني بمعلومات مشابهة لمجلس حقوق الانسان. من اجل منع اكتشاف التطبيق تم تمويهه كآلة حاسبة. حيث أن الشرطة الذين يفحصون الهاتف المحمول لا يستطيعون ملاحظة أن المعتقل يبلغ اصدقاءه. بهذه الطريقة يأمل نشطاء حقوق الانسان الوصول سريعاً الى المعتقل وارسال المحامي اليه أو الوصول اليه وهو في المعتقل المحلي قبل نقله إلى السجن المركزي الاكبر الذي ستختفي فيه آثاره.

لا توجد تحديدات واضحة في مصر لحقوق الانسان، وكتاب القوانين حولها غامض، حيث يمكن اخفاءه تحت جلابية أمن الدولة. من هنا فان الصراع حول حقوق الانسان لا يمكن أن يعتمد فقط على بنود القوانين المرنة والتركيز فقط على منع الحاق الضرر الجسدي بمواطنين أو كم أفواه الصحافيين والمثقفين. «حقوق الانسان هي مسألة ثقافية غائبة لدينا»، قال للصحيفة نشيط حقوق الانسان في احدى الجمعيات الكبيرة في القاهرة، «الموضوع واسع جداً ويشمل مكانة الولد والمرأة وحقوق الممتلكات وحرية التعبير، حيث أنه ينتظرنا عمل طوال الحياة. في كل مكان تنظر اليه تجد اخلالاً بحقوق الانسان».

تسفي برئيل

هآرتس 11/9/2016

ثورة شعبية مقبلة في مصر