مالك الحزين

كان مالك الحزين يسير في وقار على شط جدول ، عيناه على الماء الصافي ، وعنقه الطويل ومنقاره الحاد الطرف جاهزان لالتقاط  أي طعام لإفطاره . وكان الماء يزدحم بالسمك من كل الأنواع ، ولكن من الصعب أن يرضى مالك الحزين بأي شيء ذلك الصباح .

حدث نفسه : لا أرضى بصغار السمك . هذا الطعام الهزيل لا يليق بمالك الحزين .

وسبحت حينئذ سمكة فرخ قريبا منه ، فقال : كلا ! لن أجهد نفسي ولو بفتح منقاري لمثل هذه السمكة !

ولما علت الشمس فارق السمك الماء الضحل القريب من الشط ، وسبح إلى الأعماق الباردة قاصدا وسط الجدول .

وما عاد مالك الحزين يرى أيما سمك ، ولكن كم كان سعيدا حين في أفطر في الختام بحلزونة !

*العبرة : لاتبالغ في رغباتك فقد تضطر للرضا بالأردأ أولا تنال شيئا البتة .

*حكايات إيسوب

وسوم: العدد 719