الحرية والناس

استقرت الحرية في قديم الزمان 

فوق هام الجبال :

الرعود تقصف عند قدميها ،

وفوقها تبرق أضواء النجوم ،

وتسمع هدير السيول حين 

تأتلف مياهها .

وابتهجت في مقامها السامي ذاك ،

وأحست التناغم والتوافق في خواطرها 

التي تشبه خواطر نبي .

وحملت الريح الجوابة شظايا صوتها الهائل ،

فهبطت من مقامها إلى المدينة والحقل 

لتختلط بالناس ،

وشيئا فشيئا حسرت النقاب عن 

كامل محياها .

الأم الوقور لجلائل الأعمال 

تنظر من مذبحها في الجزيرة إلى الأدنى ،

وتقبض في جلال على الأشواك الثلاثة ،

وتزين رأسها شبه مليكة بالتاج ،

وفي عينيها النجلاوين حب للحق ،

وفيهما حكمة ألف عام ،

وعسى أن يحفظ شبابُها الذي لا يزول

بريقَ عينيها من بلل الدموع ،

وعسى أن ينهض جسدها الفتان ،

فيجعل أيامنا مشرقة ، وأحلامنا مضيئة ،

وعساها أن تهزأ بلسانها القدسي من زيوف التطرف .

*للشاعر الإنجليزي الفريد تنيسون ( 1809 _ 1892) .

وسوم: العدد 722