قهوة عربية ..!

طه أبو حسين

هي : ماذا تفعل ؟

هو : أقرأ الأخبار .

هي : هل من جديد ؟

هو : مفاوضات للسلام .

هي : هههه سألتك عن الجديد ، ولم أسئلك من وضع طلاء حذاء لتصبح العين سالمة من رؤية كوارث وقعت في جوف الحذاء .

هو : لكنه صار ملفت لعيون الببّغاوات ، ويسرّ الناظرين والمقاولين الإعلاميين والناطقين الرسميين .

هي : هل تشرب القهوة ..؟

هو : ليس خطئا ، وضعي عليها كثير الزنجبيل وكبش القرنفل .

هي : تقصد القليل .؟

هو : بل أقصد الكثير الكثير ، علّنا ننجح في تعديل مرارة الحياة ...!

هي : حسنا ، هل تريد السكر ..؟

هو : لا ، يكفي أن تضعي ورق الغار لتضيع زناخة السياسيين .

هي : حسنا ، أتريد شربها بالداخل أم الخارج ؟

هو : بالطبع في الداخل ، فكلّ مكوناتها بالخارج وما بقي سيكون بالداخل .

هي : كما تريد ، مع أن الجوّ مضغوط ...!

هو : شغّلي المروحة " العاصفة " لتعصف بكل الضغط ...!

هي : لم تعد تجدي نفعا .

هو : اذن سآتي بمكيّف " خاص " ليبقى الأجواء الداخلية مريحة .

هي : هل سيكون صناعة ألمانية أو أمريكية أم عربية .

هو : هههه سامحك الله ، عربية ...؟! بالطبع اسرائيلي .

هي : يا سلام ، ونتمدد على الأريكة ونطقّش البزر ونحن نشاهد نشرة الأخبار .؟

هو : لا لا لا ، سنفعل كلّ شيء إلا مشاهدة الأخبار ، ستنتهي حالما أتينا بما نريد .