نُصرة أحباب الرسول في الشام

خالد إبراهيم

الشخصيات:   سعد  –  متظاهر1 – متظاهر2 – متظاهر3

(يدخل المتظاهرون المحتجون على الفيلم المسيء للرسول الكريم، وهم يحملون اللافتات، ويرددون الهتافات، وسعد يصور)

متظاهر1 : بالروح . بالدم . نفديك يا رسول الله .. بالروح . بالدم . نفديك يا رسول الله ..

متظاهر2 : وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ .. وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ

الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ .. لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ

متظاهر3 : نحنُ نقول . إلا الرسول .. نحنُ نقول . إلا الرسول ..

متظاهر2 : نفسي الفداءُ لقبرٍ أنتَ ساكنهُ .. فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ

متظاهر1 : وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني .. وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ

خُلِقتَ مبرَّءًا منْ كلّ عيبٍ .. كأنَّكَ قدْ خُلِقتَ كما تشاءُ

متظاهر3 : يا جبان . ويا جبان . رسولُ اللهِ لا يُهان .. يا جبان . ويا جبان . رسولُ اللهِ لا يُهان ..

متظاهر2 : وفِداه كلُّ . صغيرُنا وكبيرُنا .. وفِداه ما نظرت له العينانِ

وفِداه مُلكُ السابقين ومَنْ مَضَوا .. وفِداه ما سمعت به الأذنانِ

وفِداه مُلكُ القادمين ومَنْ أتَوا .. أرواحُنا تفديهِ كلَّ أوانِ

متظاهر1 : مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ .. مُحَمَّدٌ خَيْرُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ

محمدٌ باسطُ المَعْرُوفِ جَامَعَة ً .. محمدٌ صاحبُ الإحسانِ والكرمِ
محمدٌ تاجُ رُسْلِ الله قاطِبَة ً.. محمدٌ صادقُ الأقوالِ والكلمِ
: إلا رسولَ الله .. إلا رسولَ الله            (تنتهي الهتافات)

متظاهر3 : الحمد لله . والشكر لله

متظاهر1 : أدينا واجبنا ..

متظاهر2 : ونصرنا رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - ..

متظاهر3 : الحمد لله .. ما قصرنا

متظاهر2 : نراكم على خير في المظاهرة القادمة

متظاهر1 : إن شاء الله

متظاهر2 : السلام عليكم (يتصافحون)

متظاهر1 : وعليكم السلام نراكم على خير (يهمون بالانصراف)

سعد : إلى أين يا شباب؟

متظاهر1 : أهلا سعد

متظاهر3 : لا تنس أن تضع صورتنا في الجريدة

متظاهر2 : أو على الأقل في الفيس بوك

متظاهر1 : شيء مشرف والله

(ينتحي سعد جانبا وهو حزين ويسمع مقطع من أنشودة: لماذا الحزن يا سعد؟)

متظاهر2 : ماذا بك يا سعد؟ لماذا الحزن؟

سعد : أتظنون أنكم قمتم بواجبكم؟

الجميع : نعم

متظاهر2 : الحمد لله . قمنا بنصرة رسول الله

سعد : وأحباب الرسول .. وأنصار سُنَّتِه .. هل نسيتموهم؟

متظاهر3 : من تقصد بأهل سنته؟

سعد : ألا ترون ما يحدث لأهل سنة الرسول؟

متظاهر1 : أين؟

سعد : أهل السنة في بلاد الشام .. الأرض المباركة .. أرض المحشر والمنشر .. تقتلهم عصابات الشبيحة بالطائرات والمدفعية والدبابات ..

كل يوم نسمع عن قتلى بالعشرات وأحيانا بالمئات ..

ألم تسمعوا حديث رسولنا – صلى الله عليه وسلم - : " لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من قتل رجل مسلم" .. رجل واحد .. رجل واحد .. فما بالكم وقد تجاوز عدد الشهداء عشرات الآلاف .. أطفال رضع .. وشيوخ ركع .. وأمهات .. وحوامل ومرضعات ..

(فيديو وصور لشهداء سوريا وصور الدمار)

متظاهر1 : كان الله في عونهم

متظاهر2 : ليس هناك أمل

متظاهر3 : سيسحقهم الأسد وعصاباته

سعد : بل سيذهب الأسد وعصابته إلى مزبلة التاريخ  ..

متظاهر1 : أحلام

سعد : لقد ذهب من قبله القذافي وبن علي ومبارك .. فهل كان أحد يحلم بأن هؤلاء سيهزمون؟!

متظاهر3 : الأمر مختلف ..

متظاهر2 : الأسد معه قوى كبرى ..

سعد : والشعب السوري البطل معه الله .. والله أكبر .. الله أكبر على من طغى وتجبر .. مَابين غَمضَة عينٍ وانتِباهتهَا . . يُغيِّر اللهُ مِن حَالٍ إلَى حَال

متظاهر1 : نتمنى ذلك ..

سعد : وما نيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

متظاهر2 : هل تريدنا أن نذهب لنجاهد في سوريا؟

سعد : الجهاد فرض على المسلمين .. ولكن .. للجهاد صور عدة .. منها الجهاد بالنفس وهذا ما كفانا إياه الأبطال في سوريا .. وهناك الجهاد بالمال .. وهو لا يقل أهمية عن الجهاد بالنفس .. بل إنهم في أشد الحاجة إليه ..

متظاهر3 : لماذا ؟!

سعد : ألا ترون ما هم فيه من ضنك وبؤس؟! .. لا يجدون لقمة عيش تسد رمقهم .. صغارهم يبكون من شدة الجوع .. يقيمون في العراء بعد أن هدمت بيوتهم .. والبرد القارس ينخر عظامهم فترتجف أجسامهم الهزيلة .. يصرخ اليتامى والثكالى .. واإسلاماه .. وامعتصماه .. ولا من معتصم يجيب .. لا من معتصم يجيب .. من لهؤلاء ؟ من لهؤلاء ؟

متظاهر1 : أنا لهم

متظاهر3 : أنا لهم

متظاهر2 : نحن لهم

متظاهر1 : ولكن ماذا نفعل؟

متظاهر3 : نعم ماذا نفعل؟

سعد : ماذا نفعل؟! هذا سؤال لم تسأله المرأة المسلمة .. حين قام سبط ابن الجوزي خطيبا .. يحضُّ الناس على الجهاد .. فقصَّت ضفائر شعرها .. وأرسلتها إليه وقالت: لست أملك والله غيرها .. اجعلها قيدَ فرسٍ غازٍ في سبيل الله ..

هذا سؤال لم تسأله النساء اللاتي تبرعن بمهورهن وحليهن كاملةً في سبيل الله ..

متظاهر1 : صدقت ..

متظاهر2 : والله صدقت ..

متظاهر3 : تُرى هل نجد بيننا اليوم رجلا كعثمان بن عفان - رضي الله عنه - الذي جهز جيش العسرة ؟! ..

متظاهر2 : أو كعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه – الذي رفض أن يبيع قافلته .. وتبرع بها كاملة للفقراء والمساكين ليؤازرهم في محنتهم ؟! ..

سعد : فلنبحث عن أحفاد هؤلاء الرجال الكرام ..

متظاهر1 : (للجمهور) هل سنجد أحفادهم؟!

متظاهر3 : (للجمهور) هل سنجد أحفاد الكرام؟!

سعد : سنجدهم إن شاء الله

(ستار)