مأساة حكام العراق

مأساة حكام العراق

أحمد علي عولقي

[email protected]

الملك فيصل الأول ابن الحسين ملك العراق

تآمر عليه الانجليز ـ  بإبرة سامة قتلوه

تولى الحكم  بعده  ابنه غازي ـ  صار ملكا للعراق

غازي صار عدوا لدودا للغزاة ـ أمرًا بُيَت بليل للخلاص من غازي

دبر له الانجليز حادثة مزورة ـ  فاغتالوه ليدفن مع أبوه

فيصل الثاني الطفل الصغير ـ  عينوه ملكاً مكان أبوه

خاله عبد الإله وصيا يحكم البلاد ـ  قامت ثورة في العراق

أخرجوا الأسرة المالكة إلى الساحة ـ  أم الملك فيصل خرجت

رافعه المصحف فوق رأس ابنها ـ  لتتشفع به.. لابنها وأهلها

في ساحة القصر مشهد رهيب ـ  مشهد  تقشعر منه الجلود ولأبدان

مشهد مؤلم يهز المشاعر والضمائر ـ انهال عليهم الرصاص

من كل حدب وصوب  ـ  انهال الرصاص كالمطر

لا يفرق بين الشجر والبشر 

بعد أن سكت الرصاص .. وهدأت الأصوات

خمدت الأنفاس .. توقفت حشرجة صدور الأموات

انقض الثوار على جثة عبد الإله.. بالحبال ربطوه وبالسيارة سحبوه

في الشوارع والسكك.. تمزقت أشلائه وتقطعت أعضاءه

علقوها في شوارع بغداد .. الملك فيصل دفنوه في المقبرة الملكية

بجوار جده وأبوه

انتهى العهد الملكي .. وجاء عهد الثورة والثوار

العميد الركن عبد الكريم قاسم ـ  أعلن قراره

انتهى العهد الملكي

وان البلاد في عهد جمهوري جديد

قاسم أول رئيس يحكم للبلاد .. أطلق على نفسه الزعيم الأوحد

 استأثر بحكم البلاد ـ ابعد من شاركوه وساندوه

لم يكن مصيره.. خير من أسلافه الملوك

تم القبض عليه وأعدموه

العقيد الركن عبد السلام عارف ـ تولى حكم البلاد

عدة محاولات لاغتياله..  باءت بالفشل

من قبل البعثيون

في ظروف غامضة ـ  احترقت به  الطائرة

وهو يحلق في الفضاء ـ  يقال انه قفز في الهواء

الخلاصة انه فارق الحياة

تولى بعده أخوه عبد الرحمن عارف

لم يطل به الأمر كثيرا ـ انقلب عليه رفاق البعث

من الحكم أبعدوه ومن الموت جنبوه

حضه أحسن  ممن سبقوه

فهو لم يذل ولم يعدم

هو الوحيد الذي سلم من الموت بينهم

اللواء الركن احمد حسن البكر

كما هي عادت أسلافه ـ جاء راكباً دبابة

استولى على كرسي الخلافة

قرار جمهوري ـ انه رابع رئيس  يحكم العراق

في عهده لمع نجم صدام

احمد حسن البكر من عشيرة صدام

لذا هو أحبه وقربه

فلم اشتد ساعده رماه

تمكن صدام من إحكام قبضته

استطاع أن يمسك بزمام الأمور

ففي البداية همَشه

في مسرحية تهريجية ـ قدم البكر استقالته

انقلاب ابيض من نوع عجيب

البكر تحت الإقامة الجبرية في منزله

انتقل من الدار الفانية

فارق الحياة بإبرة سامة

القائد المهيب والرمز العنيد ـ لما قوي ظهره واشتد أزره

رمى البكر.. وراء ظهره

صدام حسين خامس حاكم للبلاد

لديه كافة الصلاحيات

في حكم البلاد والعباد

في زمن قلت فيه الأفراح

وكثرة فيه المآسي والأتراح

أثخنت الأمة العربية بالجرح

في يوم عيدنا .. نحاول أن نفرح رغم  انفنا

في صبيحة يوم العيد .. صحونا على الخبر الشؤم

تم شنق صدام حسين

افسدوا علينا عيدنا .. افسد الله عليهم حياتهم

هذا يوم تُنحر فيه الكباش.. والجمال والغنم والبقر

الحقد والكره افقدهم صوابهم .. لم يراعوا مشاعر المسلمين

ما كان من الواجب .. في هذا اليوم أن يعدموه

صدام سار على نهج أسلافه

العسكر الثوار

بدؤوا ثورتهم بسفك الدماء

توارثوا  هذه الصفة  حتى تذوقوا مرارتها

من جاء بعدهم  لازمتهم  هذه الصفة

ساروا على نفس السيرة والوتيرة

اشبعوا ثورتهم بالدماء الغزيرة

نختم خلاصة مأساة حكام العراق

بسؤال للمالكي

لماذا لا تريد أن تتزحزح من على الكرسي

هل تريد أن تسير على خطى من سبقوك

لا تريد أن تخرج إلا بدبابة تقتلعك

أو بطلقات البارود تمزَق جسدك

إن اللبيب يقرأ التاريخ ويعيد القراءة

مرات ومرات ليستلهم العبر

والدروس من تجارب الآخرين

أقول وبالله التوفيق

هذه ليست سيره  ومسيرة لحكام

وإنما هي خلاصة  مواعظ وعبر

لحكام استعبدوا البشر

استهانوا بالنفس البشرية التي اعزها الله وكرمها

عاثوا في الأرض الفساد ـ واهلكوا  الحرث والنسل 

استمتعوا بفترة زمنية قصيرة

لا تساوي لحظه قبل شد الزناد

لتنفيذ الإعدام

و مفارقة الأهل والأحباب

رجال عاديين ارتقوا مرتقً صعبا

فسقطوا مع شهوات النفس الأمارة

ذهبوا وذهبت معهم تلك الأيام .. بخيرها وشرها

أعمالهم ملازمة لهم لا تفارقهم

حتى يلاقون ربهم

شعبنا العراقي العظيم ـ ودائما هو عظيم

وسيبقى عظيما من شاء ومن أبى