مسرحية بروتوكول المراقبين العرب والنظام السوري

مسرحية بروتوكول المراقبين العرب

والنظام السوري

محمد درويش

[email protected]

بكل الألم والأسى ونحن نتابع التحركات الخجولة والمشبوهة من قبل المراقبين العرب أو بالأحرى المتفرجين العرب على القتل والدمار، الذي حل بالمدن السورية، بدءا في حمص ودرعا وإدلب وحماه والمدن الأخرى، ومن ثم يخرج إلينا من المراقبين من يتحدث بأن الوضع ليس بالخطير.

إن هذه المسرحية مع الأسف من بطولة النظام السوري المجرم المدجج بكافة الأسلحة المحرمة والفتاكة ويشارك بها من يسمون أنفسهم مراقبين والضحية هم الشعب السوري الأعزل البطل الذي ضرب ويضرب أروع الأمثلة في الشجاعة والصبر والتضحية لإزالة هذا النظام المجرم واقتلاعه من جذوره.

لقد تفنن النظام الأسدي في خبثه وصلفه حيث يحاول إن يخدع العرب والعالم ويسعى لإفراغ المهمة والمبادرة العربية من مضمونها، و يلعب لعبة اعتادها في لبنان وهي خلط الأوراق، وإحداث نوع من الفوضى الخلاقة حتى يصعب فهم ما يحدث.

إن النظام الأسدي يتفنن في كذبه والإمعان في الكذب حتى صدق نفسه بأنه توجد جماعات مسلحة هي التي تقتل الناس، ويحاول أيضا أن يماطل ويكسب الوقت حتى الرمق الأخير، وفي نفس الوقت يبالغ في استخدامه المفرط للقوة والبطش والتعذيب والاعتقال لكل الذين يخرجون أو يفكرون في الخروج في مظاهرات أو احتجاجات ضده، كما يريد هذا النظام الآن إيصال رسالة جديدة إلى المتفرجين العرب، وينقل إليهم الذي يريده من الوضع في سوريا، ويقوم بمراقبة الوفد العربي بدل أن يسمح له بحرية الحركة ومراقبته لما يجري على الأرض من تجاوزات، فكان حقا لهذا البروتوكول أن يسمى ببروتوكول الموت والدمار للشعب السوري.

نريد من المراقبين العرب أن يتحملوا مسؤولياتهم بأمانة وأن ينقلوا الحقيقة بعيدا عن أعين النظام السوري وشبيحته العسكريين والإعلاميين لا أن يجلسوا في الفنادق ويزوروا المسؤولين الرسميين، فإذا كان هذا هو هدفهم فلسنا بحاجة لهم ويجب أن يعتمدوا على الشعب في معرفة الحقيقة الذي طالما يحاول النظام إخفاءها عن العالم الغربي والعربي، وأن يفضحوا النظام المجرم الذي يقتل الشعب بدم بارد وليس له رادع إلا مقاومة وصبر هذا الشعب البطل، وإلا فالأفضل لهم أن يعلنوا للعالم أجمع أن هذا النظام ليس هدفه تسهيل مهمة المراقبين وإنما كسب الوقت والمماطلة والضحك على الجامعة العربية، وان يعملوا على إيصال مناشدة السوريين إلى المجتمع الدولي ليأخذ على عاتقه كامل المسؤولية في الدفاع عن الشعب السوري الذي أعلنها مرارا وتكرارا بطلبه للحماية والتدخل الدولي لإنقاذه من براثن الأسد ونظامه المجرم، الذي عاث في دماء الشعب السوري قتلا وتنكيلا.