خِتان

جمال بوزيان

[email protected]

مسرحيّة ذات مشهد واحد.

يُزاح سِتار المسرح بهدوء على أنشودة " لَـمَّا نستشهدْ"، الأضواء نصف خافتة.

الشّخوص:

- طبيب جرّاح: كلامه بسمات؛ وجراحه دواء.

- مذيع: ذو صوت رخيم.

- أُمّهات شهداء: زينتهنّ السّواد؛ فاض بهنّ المكان.

- آباء شهداء: متّشحون بالصّبر؛ شيمتهمُ الفداء.

- ثمانية عشر طفلًا: ذوو ملامح شاميّة؛ لونهمُ البهاء.

- فرقة إنشاد: تومض كلّ حين.

المكان: إحدى القاعات بمدرسة حمزة بن عبد المطّلب بمدينة درعا... لافتة مكتوب عليها "كُلّنا حمزة"

الزّمان: يوم الجمعة.

يظهر المذيع؛ يفتتح الجلسة... بسمِ الله؛ بسمِ الشّعوب الحرّة؛ بسمِ الشّام الكبير؛ بسمِ الأطفال الأبطال؛ بسمِ الشّهيد حمزة؛ بسمِ الشّهيد حمزة؛ بسمِ الشّهيد حمزة... تُسمع ثلاث تكبيرات من آباء الشّهداء؛ نبدأ الآن الحفل الكريم... تُقرأ سورة الإخلاص.

يظهر الطّبيب؛ تُزيّن مئزره عبارة "كُلّنا حمزة" بخطّ الأندلس... يبتسم الطّبيب؛ يتكلّم بنبرة شاميّة محبّبة؛ يُبهج الحضور بذكاء؛ قال: اليوم؛ نحتفل بالذّكرى الثّالثة لاستشهاد البطل حمزة... تُسمع ثلاث تكبيرات من آباء الشّهداء ؛ يُنادي المذيع: الطّفل رقم واحد... يحضر؛ ما اسمك؟ يردّ الطّفل: اسمي حمزة... تُسمع ثلاث تكبيرات من آباء الشّهداء؛ يبتسم الطّبيب؛ تُزغرد الأمّهات... يرتفع صوت "مرحبًا بالجنود؛ مرحبًا بالبنود".

يُنادي المذيع: الطّفل رقم تسعة... يحضر؛ ما اسمك؟ يردّ الطّفل: اسمي حمزة... تُسمع ثلاث تكبيرات من آباء الشّهداء؛

يبتسم الطّبيب؛ تُزغرد الأمّهات... يرتفع صوت "مرحبًا بالجنود؛ مرحبًا بالبنود".

يُنادي المذيع: الطّفل رقم ثمانية عشر... يحضر؛ ما اسمك؟ يردّ الطّفل: اسمي حمزة... تُسمع ثلاث تكبيرات من آباء الشّهداء؛ يبتسم الطّبيب؛ تُزغرد الأمّهات... يرتفع صوت "مرحبًا بالجنود؛ مرحبًا بالبنود".

يُضاء المسرح...

تظهر أُمّهات الشّهداء يحملن صور براعم اغتالهم الغدر والبطش؛ بهدوء يردّدن: كفّوا أيديكم عن أولادنا؛ كفّوا أيديكم عن أكبادنا... نحن صابرات؛ ولله محتسبات... نحن عازمات على النّصر وهو آتٍ آتٍ.

تُسمع ثلاث تكبيرات من آباء الشّهداء.

تظهر فرقة إنشاد؛ تملأ المسرح حركة؛ تدوّي المكان:

حَمْزَةَ الْبَطَلْ . نَجْمٌ قَدْ أَطَلْ

رَفَعَ الْلِّوَاءَ ... ثُـمَّ اسْتَهَلْ

كَبَّرَ ثَلَاثًا ........ وَرَدَّ هُبَلْ

صَرَعَ أَسَدًا ...... وَأَبَا جَهَلْ

حَرَّرَ وَطَنًا ...... زَرَعَ الْأَمَلْ

حضرتِ المحافظات؛ وحضر الأطفال؛ حضر الطّبيب الجرّاح؛ حضرتْ أُمَّهات الشّهداء...

فجأة على يمين المسرح؛ يظهر الطّبيب يحضّر أدواته للأفراح، تظهر معه كوكبة من الأطفال تزيّنهم ملابس تومض كالجواهر بالشّعار الخالد "كُلّنا حمزة".

تُخفتُ إضاءة المسرح؛

ينهمك الطّبيب الجرّاح في عمليّات الخِتان... كُلّما انتهى الطّبيب من عمليّة كُلّما ابتسم الطّبيب؛ وزغردتِ الأمّهات؛ وارتفع صوت "مرحبًا بالجنود؛ مرحبًا بالبنود".

يُضاء المسرح؛

انتهتِ العمليّات بنجاح... حضر دواء الوطن؛ حضر صوت الوطن؛ حضر رحِم الوطن؛ حضر سُكّر الوطن؛ حضر مِلح الوطن... اقترب المذيع مِن والدي الشّهيد حمزة؛ وقال لهما: الحفلُ ختامه مِسك بلسانكما: قالا بصوت واحد: لن يحفظ الشّام إلّا الله؛ لن يحفظ الشّام إلّا الله؛ لن يحفظ الشّام إلّا الله... تُسمع ثلاث تكبيرات من آباء الشّهداء.

يظهر الطّبيب؛ يبتسم؛ يتكلم بنبرة شاميّة محبّبة... عذرًا؛ نسيتُ أن أُخبركم عنِ اسمي؛ أنا أيضًا اسمي "حمزة"... تُسمع ثلاث تكبيرات من آباء الشّهداء... تعلو أصوات "كُلّنا حمزة".

يُسدل سِتار المسرح.