دريد لحام: الوضع خطير

بق البحصة

بعد نصف قرن من العمل راتبي 50 ألف”.. دريد لحام: الوضع خطير

كشف الفنان دريد لحام، الذي يُشتهر بلقب “غوار الطوشي”، أن الوضع في سوريا بات خطيراً للغاية.

حيث قال في حديث لموقع “إندبندنت عربية”: إن “الوضع في سوريا بات خطير للغاية، بسبب السكوت عن الفساد”، مضيفاً: “الفساد له نوعان: فساد إنساني له علاقة بموظفين لا تكفيهم رواتبهم، وهم يرتشون كي يعيشوا ويطعموا أطفالهم، وهناك فساد سببه الجشع والطمع وهذا برأيي هو الأخطر”.

وتابع لحام: “قديماً إذا حاولت رشوة موظف حكومي في سوريا، كان إما يبكي أو يشتكي عليك، لأنك بهذا التصرف تهين كرامته.. اليوم إذا لم ترشهِ فهو ربما يضربك، ويمكن أن يعرقل لكَ معاملتكَ”.

ولفت إلى أنه حالياً هو متقاعد من التلفزيون السوري، ومعاشه قليل جداً، قائلاً: “راتبي اليوم بعد نصف قرن من العمل 50 ألف ليرة سورية ما يعادل (16 دولار أمريكي)، أي ما يعادل أقل من ثمن صفيحة بنزين.. تخيل لو أنني سأعيش بهذا الراتب، ماذا كان سيحل بي وبعائلتي؟ ومثلي آلاف من السوريين الذين يعيشون اليوم تحت خط الفقر”.

وأردف لحام كلامه معتبراً أن هذا الخلل دمر المجتمع السوري، وأضاف: “مع بداية الأحداث في سوريا عام 2011، دُعيت أنا ومجموعة من الفنانين والمثقفين السوريين لاجتماع أقيم في فندق صحارى بدمشق، وعندما جاء دوري بالكلام قلت للمؤتمرين، إنه في أي شارع أو مدينة سورية ستجد فاترينات لألبسة نسائية ثمن أقل فستان فيها ألف دولار أمريكي، وستجد في الشارع ذاته شاباً يغطس في حاوية نفايات كي يستخرج شيئاً من القمامة ليأكله، هذا التناقض يعني أن المجتمع السوري آيل للزوال، وهذا ما لم أكن أشاهده في سنة 1959، عندما تخرجت في الجامعة من كلية الكيمياء، وكان راتبي يصل لـ 425 ليرة سورية، وكان هذا الراتب حينها كافياً كي أعيش منه حياة كريمة، وأتزوج، وأنجب أطفالاً، وحتى لأدخر منه لشراء منزل.. لكنني اليوم أتحسر على خريج الجامعات السورية الذي ليس لديه أمل بأدنى درجات الحياة الكريمة، وليس لديه أمل بأن يؤسس بيتاً وعائلة، أو يشتري حتى دراجة هوائية من مرتبه، وهذا الأمر قاتل، وكله بسبب مسألة الفساد.. اليوم في دمشق هناك مطاعم ثمن أقل وجبة فيها هو ما يعادل راتبي التقاعدي الشهري.. براتبي لا أستطيع أن أشتري إلا وجبة واحدة.. وهذه المطاعم تتكاثر لأن الفاسدين يتكاثرون كل يوم، وهؤلاء معظمهم من أثرياء الحرب، أو ممن استغلوا الأوضاع في سوريا، وأثروا على حساب الناس”.

وأكد أن الأزمة في سوريا أولها فساد وآخرها فساد، وإذا لم يقض على الفساد فالأمور ستذهب نحو الأسوأ، متابعاً: “المسألة تحتاج إلى قليل من الجرأة فقط ولهذا أتمنى عندما يعزلون مسؤولاً من موقع معين، بأن يخبرونا لماذا قاموا بعزله؟، عندما تقومون بعزل وزير هنا ومدير عام هناك أخبرونا لماذا قمتم بذلك؟ هل هو غير كفء، أم لأنه فاسد؟ فقط نريد أن نفهم! ليخبرنا أحد، لكن مع الأسف أن هذه الإجراءات غالباً ما تحدث في العتمة، وبعيداً عن الأنظار، ونحن كجمهور أو شعب لا نعرف ما الذي يحدث، ولماذا”.

وسوم: العدد 933