حوار مع الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي

عبد القادر كعبان

[email protected]

تعد الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي من المهتمين بمجال اللغة العربية و البحث اللغوي منذ السنوات الأولى من الألفية الجديدة حيث قامت بعدة أبحاث تخص كل اللغات المستعملة في الوسط الجزائري تتقدمها العربية كلغة وطنية أولى، اللغة الأمازيغية وهي اللغة الوطنية الثانية واللغة الفرنسية باعتبارها موجودة في الفضاء الجزائري رفقة فريقها بمخبر البحث الذي تشرف عليه بجامعة الجزائر و من هذا المنطلق فتحنا معها الحوار الآتي:

ما هي النتائج التي حققها مخبر البحث لغويا؟

مخبر البحث اللغوي الذي أترأسه يطرح عدة قضايا لغوية تخص اللغات المتعددة على مستوى القطر الوطني كاللغة الانجليزية، الاسبانية، وغيرها من اللغات سواء فيما يرتبط بمستوى معالجة اللغة ووصفها أو تعليمية فيما يتعلق بتعليمية اللغة أو ما يسمى بالاجتماع اللغوي. وأشير من هذا المنبر أنه لدينا باحثين من العاصمة ومختلف مناطق الجزائر ومراكزها البحثية وجامعاتها، كما نشتغل ونتعامل من خلال اتفاقيات تربطنا بجامعات سواء على مستوى المغرب العربي، أو على المستوى الأوروبي، وفرنسا على وجه الخصوص، وبالتالي نحن في البداية، كنت بحكم أنني من الأوائل في الجيل الثاني الذين فتحوا المجال في البحث والقضايا اللغوية، أهتم بنخبة من القضايا تشمل هذه الاهتمامات وهدفي كان  و لا يزال تكوين جيل من الباحثين. على ما أظن أن أهم نتيجة حققها مخبر البحث هي تكوين مجموعة من الباحثين ذوي كفاءة عالية في مجال تعليمية اللغة العربية، ضمنهم الأستاذ الطاهر لوصيف، حفيظة تروتي ومن الشباب عدد لابأس به هم في طور التكوين، وفي مجال تحليل اللغة العربية وتحليل الخطاب وأنواع النصوص والخطابات منهم  الأستاذ مفتاح عرور، نوارة بوعياد وهي مختصة في مجال العلاقة بين اللغة العربية والأمازيغية و لا يزال المشوار طويلا.

ما هو منطلق د. خولة طالب الإبراهيمي في البحث اللغوي عموما؟

المنطلق الأساسي هو  قضية الممارسة اللغوية، بمعنى ماذا يفعل الناس لما يتكلمون ولدي فريق بحث داخل المخبر ونريد أن نعرف ما هي الممارسات اللغوية التي نجدها داخل المجتمع الجزائري في تعددها سواء تكلم الناس باللغة العربية بمختلف مستوياتها ـ الفصحى ، العامية، الفرنسية، الأمازيغية واللغات الأخرى، إن إقتضى الأمر ونعكف على ملاحظة ما يجري حولنا وفي نفس الوقت لدي طلبة يشتغلون في هذا المجال على مستوى مذكرات و أطروحات الدراسات العليا حول هذه المواضيع المتعددة.

هناك من يرفض فكرة الدخول في معترك الدراسات اللغوية على مستوى القطر الجزائري فما السبب يا ترى؟

صحيح هناك من يرفض الدخول فيما سميته معترك الدراسة اللغوية على سبيل المثال الصراع بين اللغتين الأمازيغية والعربية الذي لا يزال الى اليوم لكن لابد أن نقدم للمتلقي نظرة عقلانية مبنية على وقائع وأدوات علمية موضوعية قدر الإمكان لتفادي الوقوع في انتماءات حزبية أو عقائدية أو بالأحرى سياسية بحتة.

لماذا يزال هناك إشكال لغوي منذ فترة الإستقلال الى اليوم؟

أرى أن المجتمع الجزائري مجتمع مسلم و منه المشكلة الطائفية غير مطروحة في الجزائر، كما أننا ننتمي للفضاء الأوروـ متوسطي والإفريقي، نتفاعل مع دول الفضاء المتعدد ولسنا وسيلة، لذلك إشكالية اللغة الفرنسية مثلا قد جاءت رغم أنفنا بحكم الاحتلال واستعمرت فرنسا وطننا وبهذا من الأجدر أن نستثمر هذا الوجود اللغوي ونجعله أداة للتواصل مع الآخر، وهذا لا ينقص من هويتنا كجزائريين مسلمين طبعا.

لقد أصبحت اللغة في الجزائر آداة سياسية لتمرير رسائل للمجتمع من خلال الخطابات، فما تعليقك؟

الخطاب السياسي عموما يمكن تمريره بطرق مختلفة سواء تحدثنا على المستوى اللغوي، نوعية اللغة، كتاب، رواية، فيلم، مسرحية، أغنية ، الفوضى بشكل آخر وغيرها من الوسائط. اللغة في رأيي هي مجرد وسيلة يتم شحنها بما يصبو إليه الهدف المنشود.

حدثينا عن إشكالية التعريب في الجزائر؟

حين نتحدث عن قوانين التعريب لابد أن نفعلها ونطبقها ونضيف لها قرارات تطبيقية، وما تعرفه الإدارة الجزائرية من عدم تطبيق القانون لا يخفى على أحد، والأمر يستدعي الصرامة و المتابعة الدقيقة، وهي غائبة، ولما ندخل الإدارات عندنا نجد أن الصرامة في هذا المجال غير موجودة بل هي منعدمة تماما وبالتالي لا يمكن القول أن الإدارة معربة تماما وهناك قطاعات واسعة في الإدارة لا تشتغل باللغة العربية بل تستبعدها لأسباب تبقى مجهولة على حد قول الكثيرين أو مستبعدة الطرح بشكل نهائي في رأيي.

كلمة أخيرة للقارئ؟

الهدف المنشود من خلال عملية مخبر البحث هو تكوين هؤلاء الشباب لمواصلة المشوار والاشتغال على اللغة العربية أو الأمازيغية أو الفرنسية و غيرها في الفضاء الجزائري وتحقيقهم للاستقلالية. أرى اليوم أننا مطالبون بالعمل وتنصيب جهودنا على تغيير الصورة النمطية التي باتت تعرفها اللغة العربية التي تعد بدورها مثل باقي كل اللغات في العالم فمئلا نجد الطلبة في الجامعة عاجزون عن التحكم في استعمال اللغة العربية ما يعرقل لهم عملية البحث كما ينبغي وهذا أمر مؤسف حقيقة.