مع فصلة يوسف

فصلة يوسف:

كان رجل مرحلة يتمتع بقوة الشخصية والإرادة

وبكاريزما مميزة جعلته يكسب محبة الناس

حسين أحمد

[email protected]

لقد مرّ ثلاثة اعوام على غياب الشخصية الوطنية الكوردية البارزة ورئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا ( يكيتي ) , الأستاذ إسماعيل عمر الذي كان له بصمات واضحة في مسيرة هذه الحركة منذ آمد بعيد , إلى جانب شخصيات كوردية أخرى في صلب هذه الحركة , السؤال الذي يطرح نفسه ما هو الأثر الذي تركه الراحل على الشارع الكوردي سواء كان حزبياً أو سياسياً أو اجتماعياً وخاصة لو كان الراحل موجودا اليوم بيننا هل سيكون موقفه اعتيادياً مثل المواقف المطروحة اليوم أم كان لموقفه شأن أخر في هذه الثورة ....؟

جواب : فصلة يوسف :

بحلول الذكرى السنوية الثالثة على رحيل المناضل الاستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا " يكيتي " وتقديرا ووفاء منا لدوره الريادي في الحزب وفي الحركة الوطنية الكردية , لابد ان نتذكر ما كان يتمتع به هذا الشخص من صفات اهلته ليكون المسؤول الاول في الحزب , حيث قاد الحزب في ظل ظروف بالغة الحساسية والتعقيد من تاريخ سوريا فكان رجل مرحلة يتمتع بقوة الشخصية والارادة وبكاريزما مميزة جعلته يكسب محبة الناس ويحظى بشعبية واسعة بالاضافة الى حضوره المتميز وبعد نظره في المسائل السياسية , فكان سياسياً محنكاً يبتعد عن التطرف واقعياً في طروحاته ومواقفه صلباً وليناً بنفس الوقت , يؤمن بقوة الاقناع لا الإقناع بالقوة , متواضعاً صادقاً التزم بقضية شعبه وناضل من اجلها بجميع الوسائل السلمية فكان دوره فاعلاً ومؤثراً .

وكان وطنياً بامتياز فبقدر ماكردياً كان سورياً ناضل على المسارين الكردي والسوري وكان من المؤسسين لاعلان دمشق ايماناً منه بانه لا يمكن تحقيق اهداف الشعب الكردي الا في ظل نظام ديمقراطي يكفل بجميع مكونات الشعب السوري حقوقه , ويؤمن بالنضال السلمي والتكاتف مع جميع القوى السلمية , وانتهج لغة الحوار والمنطق لبناء الدولة الحديثة على اسس الديمقراطية والشراكة الحقيقية .

لاشك بان غيابه شكل خسارة ليس لحزبه وشعبه فحسب بل لعموم الحركة الوطنية السورية وبحكم تجربته النضالية الغنية وتاريخه الناصع ترك لنا تراثا نسترشد به في اتخاذ الدروس والعبر .

فعلى الصعيد الكردي كان همه بناء مرجعية سياسية كردية تملك حق القرار والتمثيل الكردي وتحويل القضية الكردية من قضية احزاب فقط لها اجندتها الخاصة الى قضية شعب يجب المراهنة عليه بمختلف فئاته الاجتماعية واطيافه السياسية وفعالياته الثقافية والاقتصادية كوسائل نضالية تكمن مصلحتها في إيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية في سوريا في إطار وحدة البلاد وتجسيد حلمه هذا في تشكيل المجلس الوطني والهيئة الكردية العليا شاءت الاقدار ان يكون الاستاذ اسماعيل عمر غائباً عنا في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها سوريا بعد قيام ثورة الحرية والكرامة التي دفع ثمنها السوريون غاليا فسوريا تنزف دماً ودموعاً امام مرآى ومسمع المجتمع الدولي الذي بات شريكاً لهذا النظام الاستبدادي الامني حيث الموت والدمار يخيمان في كل مكان وكل هذا لم ولن يثني من عزيمته الشعب السوري وعن مطالبه التي لطالما امن بها وقدم الكثير الكثير من اجلها .

وباعتقادي لو كان الأستاذ إسماعيل عمر حياً لكان من المؤيدين والمساهمين لهذه الثورة السلمية واجزم بانه كان سيسعى إلى جانب اطياف المعارضة الاسقاط هذا النظام الدكتاتوري للاتيان بنظام ديمقراطي تعددي برلماني يضمن الحقوق القومية لمشروعة للشعب الكردي واقتداء بالمناضل الخالد سنسلك الطريق الذي اتبعه ونعاهده بان نكمل المسير وان نبقى اوفياء مخلصين لتلك المبادئ التي امن بها وناضل من اجلها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فصلة يوسف : عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا " يكيتي "