زهير سالم: ما يجري بمصر انقلاب على مشروع الديمقراطية

إخوان سوريا:

ما يجري بمصر انقلاب على مشروع الديمقراطية

زهير سالم

زهير سالم*

[email protected]

علامات أونلاين - قدس برس - 2013-07-03 18:34:19

رأى القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا زهير سالم، أن أخطر ما في الأمر اليوم أن يرى الإنسان العربي، وليس المصري وحده، أولئك الذين طالما تحدثوا عن سلّم للديمقراطية يكسره من يسمونهم بغياـ الإسلاميون ـ بعد أن يصلوا إلى السلطة عن طريقه، ثم يبادرون هم أنفسهم إلى كسر هذا السلم لأنه لم يسعفهم في تحقيق طموحاتهم ومآربهم.

وأكد سالم في تصريح صحفي له اليوم، الأربعاء، أنه لا أحد ينكر أن الشعوب العربية الخارجة لتوها من عهود الاستبداد والفساد والإفساد تحتاج إلى فترة من النقاهة أطول لتستعيد وعيها بذاتها، وإدراكها لما يدور حولها، وحسم خياراتها على طريق إثبات وجودها الحضاري والقومي والوطني.

وقال سالم: "هذا يحتم على النخب الوطنية على اختلاف توجهاتها أن تتحمل مسؤولياتها في هذه الفترة الدقيقة والحرجة من تاريخ الأمة لتكريس قواعد المجتمع المدني المؤسس على البر والقسط، والاحتكام إلى آليات العصر الديمقراطية الرئيسية: الحوار السلمي كآلية من آليات التوافق، وصندوق الاقتراع كآلية من آليات حسم القرار".

وأشار سالم إلى أن خطورة الموقف الناتج اليوم عن التشكيك في هاتين الآليتين (رفض الحوار، والانقلاب على صندوق الاقتراع) أن الذين يطلقون الرصاص على هذه الآليات الحضارية التي توافقت عليها شعوب الأرض لحسم خلافاتها على الأفكار والأشخاص؛ لا يملكون بديلا عنها.

وأضاف: "إنهم حين يجدون لأنفسهم الذرائع لرفضها سيفتحون الباب واسعا لمن يخالفهم أن يفعل الشيء نفسه. إن الذين يرفضون الحوار الوطني في مصر وينقلبون على نتائج صندوق الاقتراع يدفعون مشروع الثورة العربية في طريق المجهول. إنه نظرا لمكانة مصر المركزية فإن الحدث المصري لن يبقى مصريا؛ بل ما أسرع ما سيتحول عربيا.. ولا يمكن لهؤلاء البهلوانات الذين يصادرون مخرجات صندوق الاقتراع الحر والنزيه اليوم أن يدعوا الناس إلى النزول على حكمه غدا".

وأكد سالم أنهم ينظرون ببالغ القلق إلى مجريات الانقلاب على الشرعية في مصر، وأكد أن شرور انعكاسات المشهد المصري سوف تستطير نارا تحرق أول من يظن أنه قادر على الاصطلاء بنارها..

وأضاف: "نؤكد وقوفنا الكامل إلى جانب المشروع الديمقراطي العربي في كل مكان بركيزتيه الحوار الإيجابي المنتج الذي يجسر الفجوات، وصندوق الاقتراع الحر النزيه الذي يحسم الخلاف ولا يكسر الإرادات. و من المفيد أمام صندوق الاقتراع أن نتفهم الخسارة انتصارا وأن نفهم جماهير أمتنا الأمر كذلك لا أن يذهبوا في طريق التحريض".

وشدد على "دعمنا للشرعية في مصر ممثلة في الدستور الوطني وفي الرئيس محمد مرسي ونعتبر أي مساس بهاتين الركيزتين كرة من لهب لا يدري من يمسكها إلى أين سيقذفها بعد".

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية