نائب الرئيس العراقي في حوار خاص لـ"بوابة روزاليوسف"

نائب الرئيس العراقي في حوار خاص

لـ"بوابة روزاليوسف":

المالكي أرسل فرق مخابراتية لإغتيالي في تركيا

- تجربة حكم الإسلاميين فى مصر وليدة  ويصعب الحكم عليها الأن

- محاكمتى سياسية، ولم تطبق فيها ابسط المعايير القانونية والدستورية

- اثنان من افراد حمايتي توفيا اثناء التحقيق نتيجة  التعذيب

- العراق سيكون المحطة المقبلة للربيع العربي فى الفترة المقبلة

-  سياسات المالكي الكارثية  أفرزت ملايين العراقيين اليائسين والمحبطين والغاضبين

- إيران إستغلت الكسل العربي وتغولت في المنطقة

- مازال العالم يقف متفرجا علي مأساة السوريين العزل

في حوار علي البعد أجريناه معه عبر وسيط إلكتروني ، أكد طارق الهاشمى نائب الرئيس العراقى من مقر إقامته المؤقت في تركيا أن حكم الاعدام الذى صدر بحقة غيابيا مؤخرا هو سياسى بامتياز لان حزب المالكى رئيس الوزرارء العراقى الحالى قام بابتزاز القضاة ولم يطبق ابسط المعايير القانونية والدستورية.

 وأوضح الهاشمي فى أول حوار لـ"بوابة روزاليوسف  أن المالكى قام بإرسال فرق مخابراتية لإغتيالى فى تركيا، وأكد ان العراق سوف تشهد قريبا ربيعا عربيا على غرار تونس ومصر ولبييا مؤكدا ان ايران استغلت الكسل العربى فى تغول نفوذها والسيطرة على الثروات العربية والخليجية.

س: كيف يرى السيد طارق الهاشمى المحاكمة التى يتعرض لها من قبل المالكى وخاصة بعد صدور الحكم بالاعدام وبسرعة كبيرة ؟

المحاكمة سياسية بأمتياز لم تطبق فيها ابسط المعايير القانونية والدستورية وتوفي اثناء التحقيق بسبب التعذيب اثنان من افراد حمايتي ومصير اكثر من 100 معتقل منهم ما زال مجهولا لحد الان  اضافة الى كثير من جمهور ومناصري الهاشمي , وانتزعت الاعترافات بالاكراه من قبل لجان تحقيق الاجهزة الامنية التابعة للمالكي وليس للقضاء العراقي كما يدعون ، لقد استخدم حزب الدعوة كل طرق التهديد والابتزاز على القضاء كي ينطق بهذا الحكم الجائر حيث استبدل رئيس المحكمة في اللحظات الاخيرة بعد ان رفض رئيس المحكمة السابق اصدار الحكم ليقيينه ببرائتي وحمايتي  .

القرار باطل ولايعتد به ليس فقط لان المحكمة حرمتني وفريق الدفاع من ابسط حقوقي القانونية من ضمنها رفض الاستماع الى شهود الدفاع ؟؟!! هنا اسأل هل حصل ذلك في التاريخ ؟؟ بل لان المحكمة باطلة وليست جهة اختصاص طبقا للمواد 93 و96 من الدستور

 وبالتالي فانا لا اعترف بهذا الحكم وكتلتي السياسية العراقية لم تعترف به ايضا وتحفظ عليه رئيس الجمهورية  . بالطبع هذا لايكفي .

س: كيف ستكون شكل الحياة لدى السيد الهاشمى هل سيستمر فى العمل السياسى ام انه سينشئ حزبا وسيظل بتركيا حتى تظهر الحقيقة ام هناك مخاوف من عدم ظهور الحقيقة والهدف هو ابعاده عن الحياة السياسية فى العراق؟

الغرض النهائي من استهدافي هو اخراجي من العملية السياسية باي ثمن ، ولاينبغي استبعاد البعد الطائفي والكل يعلم اني فزت في الانتخابات باصوات اهل السنة في بغداد لذا استهدافي استهدافهم  ، اعيد النظر حاليا بتجربتي الشخصية وامامي خيارات عديدة لخدمة بلدي مستقبلا ليس من بينها استنساخ التجربة السياسية الفاشلة في اطار عملية سياسية عرجاء مفاتيحها بيد ايران ، لاامل في العملية السياسية ان بقيت الحال كما هي عليه .

وجودي في تركيا مؤقت ومكاني الطبيعي حيث انتمي بين اهلي في بغداد وساعود حالما تحل قضيتي سياسيا لانها ليست جنائية اصلا .

س: هل يتوقع دولة نائب الرئيس ان العراق ستشهد ربيعا عربيا وما تفسيرك لما يحدث فى العالم العربى ؟

الظروف المأساوية التي دفعت الشعوب العربية في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا هي نفسها موجودة في العراق وربما اوضاعنا اسوأ اذا مااضفنا الى همومنا نفوذ ايران ، بمعنى ان مبررات الانتفاضة في البحث عن فرص لحياة افضل  قائمة في العراق وقد افرزت سياسات المالكي الكارثية الملايين من العراقيين اليائسين والمحبطين والغاضبين الذين سوف يتأثروا مباشرة بالتغييرالحاصل في سوريا و سقوط نظام الاسد الظالم ، باعتبار التغيير مصدر الهام وعامل محاكاة .

س:هل هناك محاولات مؤخرا لاغتيالك ؟

نعم وصلتني تهديدات ، ولدي معلومات ان المالكي ارسل الى هنا في تركيا فرق مخابراتية متخصصة ، وسوف تتواصل التهديدات  ، والذي يطلع على العديد من مواقع الأنترنيت  المنحطة القريبة من المالكي يدرك ذلك جيدا .

س:هل ستعود الى اقليم كردستان وستظل هناك ؟

موقف الأكراد من قضيتي طيب وانا اشكرهم عليه ولا اريد ان احملهم فوق مايستطيعون لكن رغبتي ستبقى قائمة في العودة للعاصمة الحبيبة بغداد  باقرب فرصة .

س:هل المالكى ياخذ قراراته نابعة من قرار عراقى سيادى او تابع لدول اخرى؟

عندما يفقد بلد سيادته لصالح دولة اخرى كما هو عليه الحال بالنسبة للعراق فكيف نتوقع ان تصدر قراراته وهي نابعة من مصلحته الوطنية هذا لن يحصل ، وهناك شواهد عديدة ليس اقلها اصطفاف العراق خلاف الاجماع العربي مع النظام القمعي في سوريا لكن انسجاما مع موقف النظام الايراني ، كل شيئ منسوب للعرب اصبح متهم في العراق ؟؟ هل حصل ذلك في تأريخ العراق الحديث ؟ كلا ...واليوم العراق اصبح طرف في محورطهران – بغداد – دمشق – حزب الله  ، وتحول العراق الى عبئ على الامن القومي العربي بدل ان يتحمل قسطه في النهوض والدفاع عن مصالح الامة .

س:كيف ترى التدخل الايرانى فى العراق وماالهدف من ورائه وكم يقدر حجم العملاء الايرانيين فى العراق هل لهم رقم  وهل يحتلون المناصب السيادية فى العراق

ماهو المشهد الحالى فى العراق ؟

ايران الدولة القومية توظف الدين والمذهب من اجل  التوسع والهيمنة ، وقد استغلت ايران الكسل العربي في الانتشار وبسط النفوذ وبات من السهل التعرف على الاصابع الاجنبية في العديد من القرارات  ، ايران لا تكتفي بالعبث بالامن القومي وتهديد المصالح ونهب الثروات بل وتمارس دورها في التاثير حتى على صناعة القرار ايضا .

س:وهل يتجه العراق الى التقسيم وكيف تخرجوا من تلك الازمة ؟

السياسات الخاطئة للمالكي وظلمه وفساده وضعت مستقبل العراق على مفترق طرق ، الناس مضطرة للبحث عن خيارات كانت لفترة قصيرة من الزمن تعتبر من المحرمات لكن ما يهم الناس في المقام الاول هو العيش الحر الكريم الذي افتقدوه في ظل حكومة المالكي

س:هل حقا الشعب العراقى يرفض سحب الثقة من المالكى وكيف ترى تلك الدعوة ؟

و هل حصلتم على النصاب الكامل لسحب الثقة منه ؟

سحب الثقة من حكومة المالكي هو الحل ولاحل غيره وستعود الكتل السياسية اليه بعد ان يتاكد لديها مجددا ان الحديث عن الاصلاح ماكان الا كذبة كبرى كان يراد منها التخدير وتضييع مزيد من الوقت ، المالكي اصل المشكلة فكيف ننتظر منه الحل ؟

س:كيف ترى الدور الامريكى فى الازمة وهل حقا انتهى الاحتلال الامريكى بقواعدة؟

انتهى الدور الامريكي في العراق بعد ان سلمت الولايات المتحدة مفتاح العراق الى ايران ، والرئيس اوباما منشغل في الحملة الانتخابية وقبلها في ملفات الاقتصاد والخدمات ، والولايات المتحدة عندما تدعي ان لانفوذ لها او تاثير – رغم ان اتفاقية الاطار الستراتيجي لازالت قائمة - فانها انما تتهرب من مسؤوليتها الاخلاقية والسياسية لانها تركت البلد منقسم وفقير ومتخلف وغير آمن .

ماهو موقفك من مجاهدى خلق بعد نقلهم الى مخيم ليبرتى وهل  لايران دور فى ذلك ؟

 مجاهدي خلق منظمة ايرانية معارضة للسلطة في ايران تقطن في العراق بشكل شرعي منذ 25 عاما وفق اتفاقية جنيف الرابعة  وقد تدخلت ايران بقوة عن طريق حلفائها في الحكومة العراقية لطردهم خارج العراق خلاف الاعراف والقوانين الدولية وعملية نقلهم من مقرهم في اشرف الى مخيم او بالاحرى سجن ليبرتي تمت بطريقة تعسفية وهمجية سقط فيها مايقرب من 39 قتيل ومايزيد على مائتان وخمسون جريح والمعسكر الجديد  يفتقر الى ابسط متطلبات الحياة اليومية  .

س:كيف ترى التدخل الايرانى فى الخليج العربى وخاصة جزر الامارت المتنازع عليها ؟

سلوك ايران مثير للمخاوف ولذا اصبحت ايران عنصر عدم استقرار سواء في الخليج العربي او خارجه ، والجزر العربية الثلاث ملك الامارات العربية المتحدة وفق حقائق الجغرافيا والتاريخ واحتلالها من جانب ايران يشكل تهديد لامن الخليج العربي ، آمل ان تسمع ايران لصوت العقل وتوافق على التحكيم كما اقترحته الامارات العربية المتحدة .

س:ماموقفك من الازمة السورية وهل حقا التدخل الاجنبى هو الحل? 

مايتعرض له الشعب السوري مأساة انسانية حقيقية بكل المقاييس لكن ماهو افضع من ذلك  ان نرصد العالم باسره يتفرج على محنة شعب اعزل ولايحرك ساكنا وهو قادر ، نتفهم ان العلاقات الدولية محكومة بالمصالح لكن ماذا عن الموقف العربي لماذا لم يتجاوب العرب مع مبادرة امير دولة قطر التي اطلقها من على منبر الامم المتحدة ؟

ثمن التراخي وعدم  الاكتراث هو مزيد من ارواح ودماء ابرياء ، وفي هذه الحالة لاادري كيف يكون السقوط ؟ 

 س:كيف ترى الموقف الروسى والصينى من الازمة ؟

موقف مخجل ، تعرضت فيه سمعة كلتا الدولتين الى ضرر فادح لن يتصلح على مدى اجيال ، لكن النقد لايوجه لكلتا الدولتين فحسب وانما للدول العربية التي تربطها بالدولتين منظومة واسعة من المصالح ، لماذا لم تستخدمها الدول العربية كورقة ضغط  لترشيد موقف الدولتين من اجل ايقاف نزيف الدم ؟؟

س:كيف ترى المشهد الان فى مصر وخاصة بعد صعود الاسلاميين  ؟

مبدئيا انا مع اوسع مشاركة في السلطة وعدم استقطابها بيد طرف واحد ، هذه بالمناسبة واحدة من معاناتنا واعتراضاتنا على المالكي ، مع ذلك  لا اعطي لنفسي الحق في تقييم تجربة وطنية وليدة والوقت لازال مبكرا ، واترك المسالة لتقدير المصريين انفسهم ، ولجماعة الأخوان المسلمين القدرة على الرد ولم يوكلوني بذلك ، لكن باعتباري اخ لكم انصح ان نتجنب الاحكام المسبقة ، وبدل ان نركز على (من يحكم )   نركز على ( كيف يحكم ) ، امنحوا الاخوان فرصة راقبوا ادائهم ثم حاسبوهم ، لقد تعاطى الشعب المصري مع حكم العسكر ستين سنه واستجاب بل وكيف نفسه خلال هذه السنوات مع مشاريع وبرامج احدثت تغييرات حادة ودراماتيكية في الحياة العامة للشعب المصري في السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع وصبر على ذلك  ، اقول ذلك من باب التذكرة ، هل اعترض الشعب المصري يوم 23 يوليو عام 52 على الضباط الذين فرضوا انفسهم قادة عليه وهم لازالوا مغمورين لا يعرفهم احد ، رحمهم الله جميعا وغفر لهم ،  تصرف الشعب بانضباط عال ومنح القادة الجدد فرصة ....لماذا لا يتصرف الشعب المصري هذه المرة هكذا والقادة الجدد وصلوا الى الحكم بطريقة مشروعة وبرغبة الناس عن طريق صناديق الاقتراع وليس بقوة السلاح مشفوعة بالبيان رقم واحد .   

اقول لكم بصراحة نحن اخوانكم خارج مصر نتابع احوالكم و ننظر بقلق على التجربة الديمقراطية الوليدة كما ننظر باشفاق على الاخوان وهم يتحملون المسؤولية في ظروف بالغة الصعوبة ولابد ان يلتف الشعب المصري حولهم ويعينهم على النجاح ، واذا فشلوا بعد ذلك فمن حقكم ان تحرموهم فرصة التمدد لدورة قادمة . هذه هي نصيحتي ويسعكم رفضها او قبولها .

س:ماهو توقعك للمشهد السياسى فى مصر الان وهل ترى سيطرة الاخوان على مقاليد الحكم ام ترحب بالدولة المدنية وهل تتصور شكل مصر فى الدولة الدينية وخاصة مايقال بانها ستكون ضمن ولايات الخلافة الاسلامية وعاصمتها القدس ؟

لم اسمع ولم اقرأ في برامج الاخوان غير الدولة المدنية بمرجعية اسلامية احتراما لخصوصية الشعب المصري المسلم . اسال متى واين رفع الاخوان شعار احياء الخلافة الاسلامية وعاصمتها القدس ؟ لم اسمع بذلك ولا اعتقد بصحة الخبر .

 لنترك المخاوف جانبا ونتعاون في بناء النظام السياسي البديل ، دولة مؤسسات حقيقية ،

 تقوم على الحق والعدل والناس متضامنون شركاء متساوون في الحقوق والواجبات ، يتداولون السلطة من خلال صناديق الاقتراع .

 الشعب المصري بحاجة الى استقرار من اجل تحفيز الاستثمار الاجنبي وتحسين الاقتصاد الوطني والفرصة مواتية ، ركزوا على الاقتصاد وتحسين ظروف حياة الفقراء الذين يتطلعون الى رغيف خبز افضل والبديل ليس المناكفة السياسية ابدا .