مع صالح محمد جرار

في ضيافة النهار

في لقاء أدبي مع المربي الفاضل

صالح محمد جرار

في 25 /6 /1989

صالح محمد جرّار/جنين فلسطين

[email protected]

§         التعليم رسالة السماء إلى ومهمة الوحي إلى الأنبياء والمرسلين!

§         لقد هانت اللغة العربية على أهلها وكسد سوقها عندهم.........

§         لست من المشجعين لذاك التعبير الذي يسمى بـ" الشعر الحر"

صالح محمد جرار في سطور

·            أنا العبد الفقير إلى الله، صالح محمد محمود جرار، ولدت سنة 1931 في قرية برقين قضاء جنين، وبهذا أدركت عهد الاستخراب الانجليزي لفلسطين، وشاهدت ما لحق أهلنا من تنكيل بهم، ومؤامرات عليهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل..

·            تلقيت مبادئ العلوم أولاً في كتاب " الشيخ حسن" في برقين، ثم دخلت المدرسة الابتدائية في برقين وأكملت المرحلة الابتدائية والثانوية في مدرس جنين، وحصلت على الشهادة الثانوية 1949/1950 ثم عملت معلما في بلدي، حتى انتقلت إلى مدرسة حيفا ثم مدرسة جنين الثانوية.

·            في تلك الأثناء اتاحت لي الظروف المالية أن أكمل دراستي الجامعية حتى حصلت على شهادة الليسانس في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية.

·            وكنت قد تسلمت إدارة مكتبة المدرسة الثانوية في جنين، حتى احلت على المعاش سنة 1981 وعملت بعدها معلما في مدرسة جنين الشرعية الثانوية، ثم في مدرسة الإيمان.

·            ومن هواياتي، المطالعة ونظم الشعر أحيانا..

·            متزوج، وقد رزقت: محمدا ونسرين واسلاما، والحمد لله رب العاملين.

ý     ما رأيكم في الحركة الأدبية الموجودة في الضفة الغربية وقطاع غزة؟ وهل أعجبتم بكاتب أو شاعر معين، من أصحاب المواهب الجديدة " الناشئة"؟ وماذا تقولون عن الشعر الحديث؟

-           بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد؛

فهل ابقى الزمان لنا قلوبا...

تحدث حبها عن كل أمر...؟

ولكني الملم ما تبقى...

لعل حشاشة تنبي بخير..

ومعذرة إذا ما حيل بيني ....

وبين الأمر، فالأقدار تجري...

حقا، يا أخي، فأن الأعزل الذي تنهشه الأنياب المفترسة وتمزقه مخالب الوحش الضارية، وقد خذله وتخلى عنه من كان يحسب أنهم إخوانه ونصراؤه، حقا، انه لمعذور، إذا ما انتقض أمام الوحش الضاري بكل ما أوتى من قوة- ولو بدت واهية- لعله يدفع عن نفسه شبح الفناء الذي سد عليه الأفق!! وراح يصبر نفسه في معركة المصير، وهو يردد قول " قطري بن الفجاءة" زعيم الخوارج وقائد ثورتهم:-

فصبرا في مجال الموت صبراً

     فما نيل الخلود بمستطاع...

وما للمرء خير في حياة

إذا ما عد من سقط المتاع!!

    أو يردد قول المتنبي شاعر

الحرب والبطولة:

غير أن الفتى يلاقي المنايا

    كالحات ولا يلاقي الهوانا

وإذا لم يكن من الموت بد

   فمن العجز أن تكون جبانا

نعم، إن هذا الموقف ليملي علينا احترام الكلمة، وتقدير نفوذها، وإشهار سلاحها، وبخاصة الشعر القوي الملتهب، الذي يدفع إلى النضال، ويثبت العزائم، ويحرض على المكرمات، وكم في تاريخ الجهاد من شاهد على ذلك، حتى حدث معاوية عن نفسه، فقال(اجعلوا الشعر أكبر همكم، وأكثر دأبكم، فلقد رأيتني ليلة الهرير بصفين، واتيت بفرس أغر محجل ،بعيد البطن عن الأرض وأنا أريد لهرب لشدة البلوى، فما حملني على الإقامة الإ أبيات عمرو بن الاطنابه ومنها قوله:

وقولي كلما جشأت وجاشت...

مكانك تحمدي أو تستريحي.... 

حقا، يجب أن يسود امتنا الإسلامية، في كل زمان ومكان أدب القوة والنضال، لا كلام الميوعة والانحلال! وبخاصة بلد الرباط، فلسطين وكما يقول الشهيد سيد قطب:

ان كتابات المكافحين الأحرار توقظ النائمين، وتثير الهامدين، ويقول – رحمه الله:

"انه ليست كل كلمة تبلغ إلى قلوب الآخرين فتحركها وتجمعها وتدفعها، انها الكلمات التي تقطر دماء، لأنها تقتات قلب إنسان حي، كل كلمة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان، اما الكلمات التي ولدت في الاقواه، وقذفت بها الألسنة، ولم تتصل بذلك النبع الإلهي، فقد ولدت ميتة، ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الأمام وقبل ان نتفحص ما عندنا في الضفة والقطاع من أدب، ينبغي أن تطمس حالا، وباللون الأحمر ذلك الكلام الهزيل التافه الساقط، الذي لا يبني إنسانا سويا، ولا مجتمعاً طاهراً عزيزاً قوياً ولو ملأ الصحف والمجلات، والكتب البراقة، ولو حسب أصحابه _  وهما وخبالا _  أنهم أدباء وشعراء وقصاصون، أو عدهم كذلك فاسدو الفطرة، ومطموسو البصيرة، أولئك الذين يلهثون بأنفاس قذزة منتنة، وراء الجنس والانحلال والإلحاد بكافة صوره، فهم عبيد الشهوة والمادة، وهم طاعنو المجتمع، وهدامو الفضيلة والإخلاص، بل إنهم أعداء الإنسانية والطهارة، وخائنو الدين والوطن، والمتآمرون على أغلى ما نملك من روح الشباب وعزته وبعد هذا نتفحص ما بقي عندنا من كلام يسمى أدبا، فتجده على مستويات ثلاثة:

1.        ذلك الأدب الجيد الذي فيه براعه وذاتية، وحرص على سلامة الأداء العربي وقوته وفصاحته، مع اتسامه بالحق والخير والجمال، وحمل مسؤولية النضال والجهاد في سبيل الله، وتحرير العباد والمقدسات، ومن هذا اللون إليك هذا النص الشعري النابض بالحياة، والمفعم بالعاطفة والألم، للشاعر الفلسطيني خالد نصرة الذي يحاول جاهدا أن يفتح أعين قومه ليروا كيف هم على الشوك ينامون، كما يحاول نزع اكفان لبسوها وحدهم الأنام، وهو يضع يده على موضع الداء، ويصف الدواء، فيقول الشاعر خالد نصرة في ديوانه "عن الخيول":

عد للوراء، وسائل الصحراء،

      تخبرك اليقينا 

تخبرك أنا ما ذللنا حين كنا

       صادقتنا

كنا كسيل جارف يجتاح مكر

      الماكرينا.... 

واليوم، أحتضن اليسار، وأنت

    تحتضن اليمينا

ويصدرون لنا المبادئ، اتخموا

     المستوردينا

كنا نسورا عندما كنا الاباة

      المخلصينا

واليوم أصبحنا طواويسا تسر

      الناظرينا

أواه، يا صحراء، لو أيقظت

      غافي الخير فينا

لو أمطرت نيران شمسك

    باللهيب فضللينا

أو اشكل التمييز، دونك

    فاحرقيهم واحرقينا

ويرى شاعرنا الفلسطيني المسلم"محمد صيام" الذي حرم من العيش في وطنه السنة الماضية، ويرى أن لا عز لنا الأ بما عز به اولنا، فهيا إلى الإسلام عقيدة وعبادة ونهج حياة، فيقول في ديوانه (دعائم الحق):_

يا شعبنا فارجع إلى

     الله العظيم بصدق نيه

يمددك بالنصر المبين

      كما أمد به نبيه

ارجع فلن نلقى الخصوم

    بغير أفكار قوية..

كمبادئ الإسلام تدفع

     للقتال بعبقرية

وبغير ذلك فلن تحل

    على المدى تلك القضية

وينهج نهجه القويم، شاعرنا الفلسطيني الشاب المسلم " خالد عبد القادر" ومجموعة أخرى طيبة من الشعراء والأدباء أمثال: فتح الله السلوادي، ونجيب الحثناوي ومحمد ذياب وفوزي خالد عبد الهادي، وإضرابهم، ولن انسى شاعرة فلسطين الموهوبة " فدوى طوقان" التي ضربت بسهم وافر في الشعر الوطني، ومن قبلها شقيقها المرحوم "إبراهيم طوقان" شاعر الوطنية في فلسطين، ومعه الشاعر الشهيد "عبد الرحيم محمود" رحمه الله، والمرحوم الشاعر أبو سلمى، وغيرهم من الشعراء الذين حملوا راية شعر الوطنية والنضال في فلسطين.

وهناك شعراء فلسطينيون كثر، خارج وطنهم، يذوبون شوقا وحنينا إلى فلسطين الحبيبة، ويرفعون اسم فلسطين عاليا في شعرهم، أمثال: هارون هاشم الرشيد، ومحمود مفلح، وأحمد محمد الصديق، وعبد الرحمن بارود، وسعيد عبد الهادي تيم، وأحمد فرح، وغيرهم ممن لم تتح الظروف نشر شعرهم، فجزاهم الله خيرا.

2.        وهناك الأدب الأخر الذي يشينه التحذلق والتفاصح، ثم يوغل في الرمزية حتى يصبح طلاسم ليس لها حل الا بكد القريحة، وإرهاق النفس، ويفكر تفكيرا غريباً، ويتفلسف فلسفة غريبة عن قيمنا وذوقنا العربي الإسلامي، ثم يدعي أنه أديب عربي يشعر بشعورنا، وتهمه قضايانا، وهو بريء من ذلك براءة الذئب من دم يوسف...

3.         وهناك تلك المحاولات المضنية لتستطيع السير القويم على طريق الأدب، ولكنها خطا متعثرة نرجو لها النهوض لتسير بثبات واطمئنان واستقامة، وعلى هؤلاء أن يأخذوا للأمر عدته من علم باللغة مادة وفقها ونحوا وصرفا، وعلم بالأدب وعناصره المترابطة، والمطالعة لمستمرة في الأدب السامي البليغ، وعليهم الا ييأسوا، فاليأس قاتل، ولا يتعجلوا الشهرة، وليعتمدوا على أنفسهم فلا يسرقوا أنتاج غيرهم، وكثيرة تلك هي السرقات الأدبية، منها ما ظهر ومنها لما يظهر.

 هذا وأن الشعر هو اللون السائد عندنا، وكثير منه لا يزال مخطوطا لما يظهر في دواوين لأسباب مادية وغيرها، ثم يلي الشعر في الشيوع أدب المقاتلة والخاطرة ثم الأقصوصة والرواية ثم المسرحية ولكن ذلك كله لا يبلغ مستواه مستوى أدباء العرب، الذين رفعوا راية الأدب في النصف الأول من هذا القرن أمثال الرافعي، والعقاد، وعلي الطنطاوي، والنشاشيبي وشكيب ارسلان.

وأما ذلك اللون من التعبير الذي يسمى (الشعر الحر) فقد كثر الكلام فيه، وهو يملأ الصحف والمجلات، ولكن أكثره غث هزيل، لضعف مواهب أصحابه، وامعانهم في الرمزية، والشرود والهذيان، ومنه الحس الجميل الذي تتذوقه النفوس، وترتاح له الأسماع، ولكن هذا قليل جدا، ويدور الجدل حول تسمية هذا اللون من التعبير شعرا، ويقترح الأستاذ عبد الرحمن حبنكه أن يسمى باسم (النظير) باعتبار أنه نظير الشعر العربي التقليدي بفارق عدم التزام كل ضوابط قي الوزن والقافية.

ولست من المشجعين لهذا اللون من التعبير، فهو تقليد للشعر الأوروبي، وكثير منه هذيان لا طائل تحته، ولا يمت إلى الشعر بصلة ونحن مع أصالة شعرنا لسنا بحاجة إلى تقليد أدب الغير!!

ý                        ما أخر ما نظمتموه من الشعر....

وهل تفكرون بطبع قصائدكم المتفرقة في ديوان؟

-           يجد الإنسان- أحياناً- متعة في التعبير عن نفسه، بأسلوب الشعر، ولكن بيانه قد يقصر عن ترجمة مشاعره الفياضة، فيظل شعره مجهدا من الشعور بالتقصير، ولكن، لا بأس فلا أزعم أنني في مصاف عباقرة الشعراء ومشهوريهم، وإن الإقرار بالحق فضيلة، وفي هذا غزائي ومعذرتي.

واما أخر ما نظمت من الشعر، فهناك قصيدة بعنوان" فتية الإسلام"  وهناك قصيدة أخرى بعنوان (فتى من بلد الانتفاضة).

اما جمع شعري في ديوان مطبوع، فهذا ما ارجوه وعسى إن يكون ذلك قريباَ، أن شاء الله.. علما بأن لدي شعرا كثيرا، نشرت قليلا منه، في بعض المجلات والصحف.

ý     باستثناء صفحة (النهار)الأدبية، هل نشرتم شعرا في صحف أخرى؟

-           نشرت قصائد كثيرة في مجلة "هدي الإسلام" التي تصدر عن إدارة الأوقاف في القدس الشريف، كما نشرت قصائد أخرى في صحف دبي في الخليج العربي الإسلامي، ونشرت قصائد أخرى في الستينات في مجلة الشهاب والمجتمع اللبنانيتين، ونشرت قصيدة في صحيفة كويتية.

ý     بمن تأثرتم وأعجبتم من شعراء العربية، بصرف النظر عن الزمن؟

-           جاء في الحديث الشريف ما معناه:" الحكمة ضالة المؤمن، يلتقطها اني وجدها، فانا لست من أنصار فلان أو فلان من الشعراء والأدباء، وإنما ابحث عن العمل الجيد اينما كان، ومن طبيعة الإنسان الا يكون في انتاجه في مستوى واحد، فمرة تراه في القمة، ومرة تراه في السفح، وتارة تراه بين بين...

وكما يقول الشهيد (سيد قطب) في كتابه (النقد الأدبي): "وقيمة الأديب الكبرى، انما تقاس بمقدار اتصاله بالنبع من وراء الحواجز والسدود، وبعض الأدباء يبدو دائم الصلة بالنيع الكبير، وأولئك هم الكبار، وهم قليلون جدا في هذا العالم، وبعضهم يتصل بهذا النبع فيرشف منه قطرات سريعة، ثم يحال بيه وبين النبع، فيقف من وراء السدود حتى تتاح له قطرات أخريات، وأولئك هم الممتازون، على تفاوت في هذا الامتياز، ومن هذا النحو كبار الشعراء في الأدب العربي في القديم والحديث، كابن الرومي والمتنبي والمعري، وهناك شعراء محدودون كبشار وأبي نواس وعمر بين أبي ربيعة وجميل بثينة وإضرابهم، على اختلاف بينهم في النوع والدرجة والاتجاه، وهناك شعراء أصغر كالبهاء وزهير وإخوانه، وهناك نظامون تجدهم على مدى العصور.

·            أرجو أن تحدثنا عن مهنة التعليم ورسالتها، واحب مواضيعها إليكم، وهل صادفتكم أثناء العمل أية مفارقات أو طرائف؟

-           أن التعليم رسالة السماء إلى الأرض ومهمة الوحي إلى الأنبياء المرسلين، وهم هداة البشرية ومخرجوها من الظلمات إلى النور، إلى أن تسلموا ورثتهم من العلماء، لواء الهداية، ومشعل النور، فهل بعد هذا من شرف وهل بعد هذا من مجد وكرامة.

وهل وعت البشرية، اليوم شرف هذه الرسالة وهل عرفت منزلة أهلها وكرامتهم عند الله، أم أنها تنكرت لها، وسارت بها في دروب الشر والدمار والبست أهلها غير لباسهم، وغلت أيديهم وكممت أفواههم ووضعت الأشواك في دروبهم، وحاولت جاهدة شراء ضمائرهم وإغواء صلحائهم، وإفساد تلاميذهم حتى طهر الفساد في البر والبحر، بما كسبت أيدي الناس .

نعم، لقد حصل كل ذلك، حين وقعت الشعلة المقدسة من أيدي المسلمين، فتلقفتها أوروبا، ولكن في ظل الشيطان لا في ظل الرحمن، وبذلك خرج العلم من دائرة الإيمان والأخلاق فأصبح أداة شر وتدمير، بعد أن كان في ظل الإسلام أداة خير وتعمير، فهل يأخذ المسلمون مكانهم من جديد في قيادة الإنسانية، وإنقاذها من الدمار، عسى ذلك أن يكون – أن شاء الله –وإذا أردنا ذلك فينبغي أن يكون لذا من الإسلام نهج يحررنا عقلاً وقلبا، وتكون لنا شخصيتنا المتميزة، فلا نستورد مناهجنا ممن يريد غوايتنا وضلالنا، فنهون على الناس ونظل عالة على فتات موائدهم.

هذا، وأن رسالة التعليم رسالة مقدسة تتطلب من المعلم مواهب، خلاقة، ومؤهلات عالية بناءة وأخلاقا سامية، أولها الإخلاص والصبر، وسعة الأفق، وطمأنينة النفس  وهدوء الأعصاب وللمعلم حقوق ينبغي أن تتوفر له حتى يؤدي رسالته على أكمل وجه، والا كان موزع الجهد، ومعذب النفس، لا يستطيع أن يحقق ما يصبو إليه من بناء جيل مؤمن صالح.

والحديث عن رسالة التعليم طويل، ولا مجال لذلك الان، فهناك عناصر مهمة تدخل فيها كالمعلم والطالب، والمنهاج، والوسائل المعينة، والمكتبة، والمختبر.. وقبل أن أنهي الكلام، أود أن أشير إلى النكبة التي المت باللغة العربية في معاهد الدراسة وفي كل نواحي المجتمع، وفي وسائل الإعلام وحتى على المنابر، لقد هانت العربية على أهلها، وكسد عندهم سوقها مع أنها لغة الوحي والرسالة، ولغة الحضارة الإسلامية التي يشهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، وكما يقول النشاشيبي رحمه الله: (لا تلوموا العربية، ولوموا أمة صغرت هممها، وتضاءلت غزائمها، وتهزعت أخلاقها).

ولولا الإطالة لاتيت بكثير من أقوال المفكرين الغربيين في تمجيد العربية، فهل يعرف ذلك أولئك الذين يدعون حب العروبة وهم لا يحسنون لغتهم، مما يؤكد أنهم سماسرة غزو أجنبي، ورحم الله حافظا حيث قال:  

أنا البحر في أحشائه الدر كامن

فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟

ولهذا أحببت العربية، واخترتها موضوع التعليم طيلة حياتي...وكم من مفارقة وطرفة حدثت أثناء   تدريسي، ولكن المجال ضاق بي الان ولا أستطيع إتحافكم بذلك، فمعذرة.

- وأنا بدوري أتوجه للأخ الشاعر أبي محمد بالشكر الوفير، مع تعهدي بالإعلان عن صدور ديوانه المنتظر في "النهار" والتقديم له أن شاء الله.