لقاء مع فضيلة المراقب العام محمد رياض الشقفة

لقاء مع فضيلة المراقب العام

محمد رياض الشقفة

فضيلة المراقب العام

أبو حازم محمد رياض الشقفة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بداية ايها الاخوة والاخوات اقول ان جماعة الاخوان المسلمين في سوريا انما هي امتداد لحركة الاخوان المسلمين التي اسسها الامام الشهيد البنا رحمه الله تلك الجماعة التي تميزت بفكرها الوسطي وفهمها المعتدل للاسلام وهي تؤكد على الدعوة الى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة وتتبنى الحوار مع الآخر وتتدرج في الخطوات وتعتبر نفسها جماعة من المسلمين تجمع ولا تفرق وتبحث عن نقاط الالتقاء مع الجماعات الاخرى ومع العاملين للاسلام في كل الأمكنة وفي كل الساحات, بعيدة في تفكيرها وفهمها للاسلام عن العنف والتطرف وعن منهج التكفير تهتدي بالكتاب والسنة وتؤكد على العقيدة الصحيحة تقبل الآخر وتتعايش معه وتدعو إلى الله على بصيرة، بالحكمة والموعظة الحسنة...

الأسئلة والإجابات :

1- ما هو تقييمكم للأحداث التي حصلت بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام في بداية الصدام وخصوصا العمل المسلح لا سيما أنكم دائما ما تنكرون نسبته إليكم وفي كتاب الشيخ عدنان سعد الدين رحمه الله - مذكرات وذكريات - المجلد الثالث صفحة رقم 390 ذكر أن هذه المجموعات المسلحة كانت تدعم من طرف الجماعة ودعم هذه المجموعات كان عن إتفاق حصل بين أعضاء القيادة ورئيس مجلس الشورى ؟ وما صحة مانسب إليكم وإلى نائبكم السيد فاروق طيفور شخصيا من إتهامات بأنكم أمرتم بتفخيخ الباصات المتجهة من دمشق إلى اللاذقية بحجة أن غالب ركابها من الطائفة العلوية ؟

تلك مرحلة كنت بعيداً عنها ، وقد رجعت إلى كتاب الأستاذ عدنان سعد الدين ، ففهمت منه أنهم كانوا يقدمون مساعدات لأسر الشهداء والمعتقلين (مساعدات إنسانية) ، أما قضية الباصات فلم نستطع الوصول بها إلى الحقيقة لأن المصدر الوحيد للمعلومات هي المقابلة التي أجراها التلفزيون السوري مع المتهمين ، أن المجموعة المتهمة كانت تتحرك بتكليف منَّا بمهمة إخراج بعض المطلوبين المختفين في بعض المدن وقد أنقذوا عدداً منهم ، وقد فوجئنا بعملية الباصات ولا نستطيع أن نجزم إن كانوا هم من نفذها أم غيرهم لأنهم اعتقلوا ولم يخرج من سورية من ينقل لنا حقيقة ما جرى

2 - هل تعتقد أن الإخوان أخطأوا بإدارة الصراع مع النظام ولو بنسبة تصفها لنا ؟ ألا تعتقد أن تحمل الإخوان سابقا لحملة إقصاء الإخوان كان خيرا لهم كما حصل مع العديد من الجماعات الإسلامية كالإخوان المسلمين في مصر ؟ وما هو رأيكم لتصحيح هذا الخطأ إن كان ؟

لم يكن للإخوان خيار بعد أن استغل النظام بعض تصرفات شباب الطليعة ونسبها إلى الإخوان مستغلاً ذلك لاستئصالهم ، وما فعله الإخوان كان دفاعاً عن النفس خاصة بعد أن أعلن وزير داخلية النظام الحرب عليهم ببيان عبر التلفزيون ، وارتكبت قوات النظام المجازر في مختلف المدن السورية ، هذا رأينا ، ورغم ذلك فنحن مستعدين لقبول نتائج تحقيق لجنة محايدة تحدد المسؤوليات شريطة أن يتعهد النظام بقبول النتائج

3 - ما هو مصير التقرير الذي أعدته لجنة مكلفة من مجلس الشورى التابع للجماعة عام 98 التي طلب منها إعداد تقرير عن نسبة خطأ الإخوان في مرحلة الأحداث ؟ وهل من الصحيح أن نتائج هذا التقرير أخفيت بسبب أنها تجرم شخصيات كبيرة في الجماعة وتحملها مسؤولية الأحداث أو بعض ما حصل فيها ؟ وهل أدت مثل هذه الأحداث إلى إنقسامات في جماعة الإخوان المسلمين ؟

تقرير التقويم هو تقرير داخلي وليس للنشر اطلع عليه مجلس الشورى للاستفادة من السلبيات والايجابيات ولم يقره ، وليس صحيحاً أنه جرم شخصيات كبيرة وإنما ناقش سياسات وأعطى رأيه فيها

4 - ما هي الأسباب التي كانت وراء محاولة الإغتيال التي نجوت منها وهل كان للمخابرات السورية أي علاقة فيها كما أشيع ؟ وكيف هو وضع الإخوان السوريين في العراق لا سيما المسجونيين منهم ؟ وما هو الوضع الأمني لبقية الإخوان المسلمين السوريين في بقية الدول المضيفة ؟ وهل مازال الإخوان السوريون في الدول العربية وغيرها يعانون من وضع أمني صعب ومعرضون للخطر والملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية والتهديد المتواصل بالتسفير من بعض الدول العربية كما حصل مع قيادات للجماعة ؟

الأسباب التي كانت وراء محاولة الاغتيال التي تعرضت لها هو تصفية عناصر يعتقد النظام أنها شخصيات مؤثرة في تنظيم الإخوان ، وهذا ليس التكليف الأول فقد أرسل النظام عدة أشخاص لهذا الهدف في عهد صدام ، ولكن الوضع الأمني المستقر حينها لم يمكنهم من التنفيذ ، واعتُقلوا واعترفوا وحوكموا وسجنوا ، وبمجرد احتلال العراق وحصول انفلات أمني سارعوا لإعادة الكرة ، وعندنا الأدلة الكافية على مسؤولية الأمن السوري عن العملية ومن أمر بتنفيذها ، ولكن ليس من المصلحة الكشف عنها الآن . أما عن ملاحقة الإخوان في أماكن إقامتهم من قبل الأمن السوري فهذا أمر طبيعي ، ولكنهم يتورعون عن التنفيذ خوفاً من انكشاف أمرهم واتهامهم بالإرهاب ولكن إن سنحت لهم الفرصة فلن يقصروا وقد يستخدمون عناصر من مواطني الدول المضيفة كما حصل في محاولة اغتيالي إذ استخدموا شاباً عراقياً استطاعوا خداعه ، وبعد التنفيذ اكتشف عملية الخداع ، فاعتذر عن فعلته والتقيته وقص علىّ قصة الخديعة وتاب الى الله ..... وعلى كل فالحذر مطلوب

5 - ما رأيكم بالفترات السابقة وطريقة إدارتها من قبل المراقبين السابقين ولو بإختصار في طريقة التعاطي مع النظام والأوضاع المحيطة ؟ وهل يوجد في صفوف الجماعة تيارات يمكن أن تسمى بالحمائم والصقور وما صحة ما تناقله الكثير عن مرحلة إنتخابكم بالمرحلة الصعبة التي كانت أن تودي بإنشقاق الجماعة ؟ وهل وهل أن إنتخابكم كان للحفاظ على وحدة الجماعة لأنكم تقفون وسطا تقريبا بين ما يوصف بالتيار الحلبي والتيار الحموي ؟ وما رأيكم بهذه التصنيفات التي دائما نسمعها بين صفوف الجماعة ولماذا إنتشرت ؟ وكيفية التخلص منها ؟

ليس في نظامنا شخص يحدد سياسات الجماعة ولو كان المراقب العام وإنما تحددها الأغلبية في مجلس الشورى ، وقضية الصقور والحمائم هي من أحلام بعض المتربصين ، وسياسات الجماعة ترسم حسب الواقع والمعطيات وتُراجع باستمرار ، أما أن المرحلة صعبة فصحيح بسبب تعنت النظام والغطاء الدولي الذي يتمتع به حالياً ، ولا أنفي وجود بعض الأمراض كالإقليمية ولكنها لا ترقى إلى تيارات متصارعة لان التربية الإخوانية تعالجها وتخفف من آثارها ، أما الخلاف على اختيار فلان أو فلان لمنصب المراقب العام فهو يتعلق بنظرة كل أخ لهذا المرشح ومدى كفاءته وملائمته للمرحلة وليس بالنظر لمسقط رأسه

6 - ما صحة الأخبار التي يتناقلها الكثير عن فصل المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان الأستاذ عدنان سعد الدين رحمه الله ولمدة 14 عاما وهل إستعاد عضويته بضغط من التنظيم الدولي رغم معارضة بعض القيادات الإخوانية السورية ؟ وهل أن قرار فصله جاء لأسباب شخصية بينه وبين المراقب العام السابق الأستاذ علي صدر الدين البيانوني ؟

الاستاذ عدنان سعد الدين لم يفصل من الجماعة ، وانما القصة كما يأتي : حصل انشقاق في الجماعة السورية ، اعترف التنظيم العالمي باحد الطرفين واعتبر الطرف الآخر خارج التنظيم وكان على رأسه الاستاذ عدنان سعد الدين ، وبعد حوارات عاد الإخوان السوريون إلى وحدتهم فبارك التنظيم العالمي تلك الوحدة ولكنه أصر على إبقاء الأستاذ عدنان سعد الدين خارج التنظيم ، وعلى ما أذكر فإن مجلس الشورى السوري اتخذ مرة توصية بعودة الأستاذ عدنان سعد الدين وبدعم من الأستاذ البيانوني إلا أن التنظيم العالمي لم يصدق عليها ، ومرة أخرى اتخذ مجلس الشورى السابق توصية جديدة بعودة الأستاذ عدنان سعد الدين إلى التنظيم صدَّق عليها التنظيم العالمي والحمد لله

7 - ما رأي فضيلتكم بطريقة زوال حكم البعث في العراق وما أعقبه من أحداث دموية بين الفرقاء في المذهب والسياسة وما الدروس التي إستخلصها الإخوان السوريون من التجربة العراقية ؟ و ما هو موقفكم في جماعة الإخوان المسلمين إزاء أي هجوم إسرائيلي أو أمريكي على سوريا للإطاحة بالنظام السوري ؟

ما جرى في العراق خطيئة ، إذ استعان بعضهم بأمريكا للتغيير ، ونحن عندنا الاستعانة بالأجنبي خط أحمر ، وإذا تعرضت سورية لأي عدوان خارجي فواجبنا صد العدوان عن شعبنا ووطننا

8 - ما هو وضع جماعة الإخوان المسلمين في سوريا لاسيما أناها تعرضت لظلم كبير ولسنين طوال أنهك جسد الجماعة ؟ وما هو رصيد الجماعة في الداخل السوري ؟ وما صحة الأخبار التي تتحدث بأن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا من الناحية التنظيمة باتت كالهرم المقلوب حيث أن غالب منتسبيها باتوا ممن زاد عمرهم عن الأربعين ؟ وما صحة أن فئة الشباب مهمشة أو أنها نأت بنفسها عن هذا الخط الطويل التي فقد الكثير منهم الأمل بتحسن الأوضاع ؟

بالنسبة لوضع الجماعة في سورية ، فعندنا قرار بعدم إيجاد تنظيم داخل البلد حرصاً على أرواح الإخوان بسبب القانون 49 الذي يحكم بالإعدام على مجرد الانتساب للإخوان ، أما عن رصيدنا عند الشعب السوري فقد نقل لي أحد الأشقاء العرب أنه عندما بثت قناة الجزيرة لقاءً مع المراقب العام الأستاذ البيانوني مع أحمد منصور في برنامج ( بلا حدود ) ، أقفرت شوارع دمشق ، إذ أوى الناس إلى بيوتهم ليشاهدوا اللقاء على شاشات التلفزيونات ، أما عن ابتعاد الشباب عن التنظيم فهذا بسبب الغربة ورغبة الشباب بالعودة إلى الوطن دون التعرض للمسائلة

9 - ما هي الأوضاع المادية للجماعة خاصة وأننا نعلم أن منتسبيها ينتشرون في كافة أصقاع الأرض وأن الجماعة تتكفل بتوفير الرعاية المادية للكثير منهم ؟ وهل كما يقال بأن المنتسبين للجماعة باتوا عبئا عليها لأنهم لا يعملون ويتلقون رواتبا من الجماعة وباتوا يعتبرونه من حقوقهم المفروضة عليها ؟ أي ماذا سيحدث لو توقفت هذه الإمدادات المادية خاصة أننا نعلم أن الأخ في الجماعة هو من يدفع الإشتراك لهذه الجماعة ولا يجب أن يكون عبئا عليها ؟

وضعنا المالي جيد والحمد لله ، فعندنا نظام تكافلي جيد ، نأخذ من جيوب أغنياءنا ونرده على فقرائنا ، والبطالة ليست فقط عند إخواننا وإنما تحصل للناس في بلدهم بسبب الظروف ، والإخوان القادرون على العمل لا يكلِّون في البحث عن عمل .

التحالفات في السياسة أمر مطلوب إذا التقت الأهداف ، فنحن جزء أساس في إعلان دمشق ، وانسحابنا من جبهة الخلاص كان لخلاف في بعض الرؤى ، وسنحرص على جمع أطراف المعارضة باستثناء الذين لا يرون مانعاً من الاستقواء بالأجنبي . ونحن لم نجتمع لا مع جنبلاط ولا مع قوى 14 آذار ، أما زيارة الأحزاب الإسلامية لسورية فهي التي تقدر المصلحة في ذلك

10 - ما رأيكم بتحالفات الجماعة مع الأحزاب السورية المعارضة كتشكيل جبهة الخلاص الوطني مع خدام والأحزاب الغير سورية كعلاقتكم ب 14 آذار خاصة بعدما تبرأ إخوان لبنان من الإجتماع الذي حصل بينكم وبين جنبلاط ؟ وألا ترون أن الأحزاب الإسلامية والإخوانية تخلت عنكم وتركتكم فريسة للنظام السوري حفاظا على مصالحها الشخصية وذلك كما حصل في طلبكم للأحزاب العربية والإسلامية بمقاطعة المؤتمر الذي لم يستجب لكم فيه أحد ؟ وكيف تفسرون وتتفهمون أحتضان سورية لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين ( حماس ) بينما تحكم عليكم بالإعدام ؟ وهل هذا الوضع مشابه لما قام به الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله معكم ؟ وكيف تنسجم هذه الظاهرة المتكررة مع الثوابت الإسلامية والإخوانية ؟

التحالفات في السياسة أمر مطلوب إذا التقت الأهداف ، فنحن جزء أساس في إعلان دمشق ، وانسحابنا من جبهة الخلاص كان لخلاف في بعض الرؤى ، وسنحرص على جمع أطراف المعارضة باستثناء الذين لا يرون مانعاً من الاستقواء بالأجنبي . ونحن لم نجتمع لا مع جنبلاط ولا مع قوى 14 آذار ، أما زيارة الأحزاب الإسلامية لسورية فهي التي تقدر المصلحة في ذلك

11- على المستوى الإعلامي يلاحظ الكثير ضعفا غير مبرر من الجماعة في هذا المجال فهل ترون أن تعليق الأنشطة هو السبب الوحيد لذلك ولماذا لا تقيم الجماعة مهرجانات أو إعتصامات أمام السفارات السورية للمطالبة بحقوقها البسيطة المفروضة أصلا لها ؟ وهل سيستمر هذا التعليق للأنشطة وإلى متى ؟ وهل من الممكن أن نرى قناة فضائية ناطقة بإسم الإخوان وإن كان لا فما هي الموانع ؟ وهل سنشهد تصعيدا إعلاميا ملموسا ضد النظام في المرحلة المقبلة ؟

ضعف الظهور الإعلامي له سبب منا وهو عدم امتلاكنا لفضائية خاصة ، وسبب آخر هو من غيرنا وأضرب أمثلة وللقارئ أن يعلل السبب – جمعية مظلوم دار التركية -عقدت مؤتمراً صحفياً في شهر شباط الماضي بمناسبة مجزرة حماه قاطعته كل القنوات العربية ، وبعد فترة قام مواطنون سوريون باعتصامات امام السفارات السورية في ثمانية عواصم أوروبية للمطالبة بالحريات وإلغاء حالة الطوارئ في سورية ، امتنعت كل وكالات الأنباء عن تغطيتها

12 - بشأن المصالحة مع النظام ، كثيرا ما نسمع عن وساطات بينكم وبين النظام ولكنها جميعا كما يبدو باءت بالفشل كما حصل مع الشيخ يكن رحمه الله الذي حمل الجهتين المسؤولية عن فشلها وكما سمعنا عن وساطة قامت بها حركة حماس وأخرى قام بها الإخوان في الأردن وأخيرا النظام التركي وأردوغان فما صحة هذه الأخبار ؟ وما سبب فشل كل هذه الوساطات خلال السنين الطويلة ؟ وماهي إشتراطات الإخوان وما هي شروط النظام للوصول إلى حل لهذه الأزمة ؟ وهل سبب الفشل هو التعنت الرسمي للنظام السوري حيث قابل تعليق الأنشطة المعارضة له بالسخرية وطالب بالمزيد ؟

لسنا متعنتين في حل المشكلة مع النظام ، وطالما ينقل بعض المحاورين عن الشيخ فتحي يكن / رحمه الله / أنه يحمِّل الطرفين مسؤولية فشل مهمته ، فهذا النقل عنه ليس دقيقاً ، فقد التقيناه في استنبول برفقة الأستاذ البيانوني ، بعد ما وصلنا عنه بعض الكلام بأنه يحمل مشروع وساطة ، فلم نجد عنده شيئاً ، ولا بأس أن أروي لكم قصة إحدى الوساطات ( وساطة الأخ أمين يكن رحمه الله ) للقياس عليها ولتتبينوا الحقيقة وأنا شاهد عيان على ما حصل : التقى الأخ أمين يكن بالأستاذ البيانوني في السعودية وأبلغه بأنه مكلف من حافظ أسد بالوساطة لحل المشكلة مع الإخوان ، فرحب الأخ البيانوني بالفكرة وشجعه على الاستمرار ، ولما نقل ذلك لأركان النظام قالوا له هذا لا يكفي وعليك بأخذ رأي القيادة مجتمعة ، فحضر الأخ أمين إلى عمان والتقى مع القيادة وكنت حاضراً اللقاء ، ودعي الاستاذ عدنان سعد الدين للقاء ، وكان جواب أبي عامر ( أنا مع ما يقرره إخواني ) ، وعاد الأستاذ أمين يحمل البشرى باتفاق الإخوان على المشروع ، ولكن وقع هذه البشرى كان كالصاعقة على أركان النظام الذين كانوا يتوقعون أن يكون رد أبي عامر سلبياً ليتوكؤا عليه في اتهام الإخوان بالخلاف حول الأمر وتعنت بعضهم فيه ، وكالوا أقذع الشتائم للإخوان أمام الأخ أمين رحمه الله وأنهوا مهمته ، وما أدري إن كان اغتياله بعدها بسبب هذه القضية

13 - هل يستفيد الإخوان السوريين من وجود مكاتب لحركة حماس في داخل سوريا والعلاقة الجيدة بينها وبين النظام ؟

الاخوة في حماس ضيوف في سورية ولا أعتقد ان وضعهم يسمح لهم ان يقدموا لنا اي خدمة ..

14 - لماذا يشعر البعض أن إخوان سوريا لا يستطيعون أن يتجاوزوا أزمتهم مع النظام ولن يسمحوا بطي صفحتهم الماضية مع النظام حتى يبكي ندما على ما قدم ؟

الامر على العكس تماماً فالنظام هو الذي يتعنت في حل القضية ، وقد تجاوبنا مع كل الوساطات ومازلنا جاهزين لاي حوار جدي ينهي حالة التأزم

15 - هل تعتقد أن الجماعة وقياداتها قد فقدت المصداقية والثقة عند أبناء الجماعة وخاصة عند جيل الشباب الذي يعاني دائما لما يعتبره خطأً إرتكبه غيرهم ؟

ليس دقيقاً ان قواعد الاخوان فقدت الثقة بالقيادات وانما يوجد عدد محدود يمثل تلك الحالة ولكن اصواتهم مرتفعة .

16 - ما هو البرنامج الذي إنتخبتم لأجله ؟وما الذي ستعملون على تحقيقه خلال السنين القادمة ؟ وهل تعتقدون أن لديكم شئ جديد تستطيعون تقديمه للجماعة ومستقبلها؟

الانتخاب كان على اساس معرفة الاخوان بمواصفات الاخ عبر السنوات الطويلة التي قضاها في مواقع قيادية ، وليس في البرامج تغيير كبير ، وما أنوي تحقيقه بعون الله

17 - يخاف الكثير من المنتسبين لهذه الدعوة من تناقص عدد أصحاب الرأي والفكر فهل مازالت الجماعة قادرة على تخريج جيل جديد يحمل نفس الفكر الراقي لا سيما بفقد الكثير من قادة الصف الأول وهل تعمل الجماعة بشكل حقيقي لتجهيز جيل شاب يحمل المسؤولية ويكون بكفاءات عالية ؟

الاهتمام بالصف الاخواني وخاصة جيل الشباب وتنشئتهم على ثوابت الاسلام ومباديء الإخوان المسلمين لترسيخ التربية الايمانية في نفوسهم ، وتبني منهج التدريب والتأهيل في مختلف الجوانب لتوفير الكوادر الكفوءة لتغطية انشطة الجماعة

18 - ما هو تصوركم لطبيعة الصراع مع النظام السوري في المرحلة المقبلة وكيفية الخروج من هذ الصراع ؟ وأن لا يكون الرجوع مبنيا على هزيمة نفسية ؟ يعيب البعض على الجماعة بعدها عن التربية الإيمانية حيث أنه لم يعد من أولوياتها بل طغى العمل السياسي على ذلك فما ردكم ؟

أ- العمل على إحياء قضية الشعب السوري ومايتعرض له من انتهاكات لحقوقه الطبيعية وحملها إلى الحكومات والشعوب ومنظمات حقوق الإنسان ، خاصة بعد أن أصم النظام آذانه عن سماع صوت الناصحين واستمر في غيه وانتهاكاته .

ب - الاهتمام بحقوق الانسان وإحياء ذكريات المجازر والتنسيق مع منظمات حقوق الإنسان العالمية في ذلك

ج - تهيئة وتخريج قيادات من الجيل الجديد ورد ضمن برنامجي المستقبلي وكذلك إعطاء الأولوية للتربية الايمانية

19 - ما هي علاقة الجماعة بالجماعات المعارضة للنظام داخل وخارج سوريا الإسلامية منها وغير الإسلامية ؟

العلاقة مع أطراف المعارضة السورية بحاجة إلى تطوير وتحسين للاتفاق على الأهداف الرئيسية دون المس بخصوصيات كل طرف .

20 - نسمع الكثير عن الوساطات بين النظام والكيان الصهيوني بشأن الجولان المحتل : كيف ترى جماعة الإخوان المسلمين مستقبل هذه المفاوضات ؟

لقد ثبت على مدى العقود الماضية أن الكيان الغاصب لا تنفع معه المفاوضات وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة .

أخيرا نريد من حضرتكم كلمات مختصرة لكل من : كلمة للملتقى والمشرفين والأعضاء ، كلمة لشباب الإخوان السوريين ، كلمة لشباب الإخوان حو العالم ، كلمة للشعب السوري ، كلمة للرئيس بشار الأسد والحكومة السورية ، كلمة تنصح بها إخوانك في الجزائر وحركة مجتمع السلم - حمس - وكلمة لجميع المضدطهدين في الأرض وعلى رأسهم حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة والضفة ؟

- أتوجه بالشكر الجزيل للإخوة المشرفين على هذا الملتقى ، وللمشاركين فيه على هذا الجهد الطيب ، فالاجتماع على مائدة الحوار هو الطريق الأمثل لتبادل الأفكار وتوحيد الرؤى وتبين طرق الهدى للنهوض بهذه الامة .

- أما رسالتي لشباب الاخوان في سورية والعالم : ان اثبتوا على طريق الدعوة ، واحملوا لشعوبكم ولشعوب العالم رسالة الاسلام على منهج الامام الشهيد حسن البنا ، منهج الوسطية والاعتدال ، والانفتاح على الآخر.

- أما الشعب السوري فأقول له – ما مات حق وراءه مطالب – فالحرية حق من حقوقكم والعدالة والمساواة بين المواطنين حق من حقوقكم ، والمشاركة السياسية حق من حقوقكم ، ولابد من التضحيات والصبر والمصابرة لنيل تلك الحقوق ، وأنتهز هذه الفرصة لاحيي شيخ المناضلين الاستاذ المحامي هيثم المالح ورفاقه من أمثال ميشيل كيلو وعارف دليلة ، الذين يقضون الكثير من أعمارهم في السجون ، وجريمتهم انهم يطالبون بالحرية للشعب السوري .

- أما النظام السوري فاقول له : بان رفعة الوطن ونهضته وصموده لن يتم الا باعادة الحرية للشعب ، وبناء وحدة وطنية راسخة لاتستثني احداً ، وان رضى الخارج عنك يمنحك استقراراً مؤقتاً ويخضع للتقلبات السياسية ، اما الاستقرار الداخلي فهو حصن الامة الحصين .

- أما المضطهدون في الارض فلابد من ان يقاوموا الاضهاد ويستردوا حريتهم وكرامتهم بايديهم واذكرهم بقول الشاعر :

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وأحيي هنا حركة المقاومة الإسلامية حماس التي رفضت التسليم بواقع أرادت أن تفرضه على الشعب الفلسطيني قوى الاستكبار العالمي فاختارت طريق الجهاد لتحرير الارض وضربت المثل بالصمود فرفعت رؤوسنا عالياً ورفعت الحرج عن الامة .

- أما اخوتي من شباب حركة مجتمع السلم فارجوا ان يكون لهم دور فاعل ومؤثر في الحفاظ على وحدة الحركة ومنهجها الذي أرسى دعائمه الشيخ محفوظ النحناح رحمه الله في التربية الايمانية والمشاركة السياسية البصيرة والانفتاح على الآخر

وختاماً اتمنى للجميع السداد والرشاد ونيل رضى الرحمن ...

أخوكم : المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا

أبو حازم محمد رياض الشقفة