حوار صحفي مع الدكتور الروائي السيد نجم

حوار صحفي مع الدكتور الروائي السيد نجم

أمين سر اتحاد كتاب الانترنت العرب

السيد نجم

عبد الواحد محمد

[email protected]

أدب المقاومة أم أدب العجز الجنسي ؟!

الزمان

والمكان  / منزل الدكتور الروائي السيد نجم المطل علي قصر الطاهرة بالقاهرة بسراي القبة

....................................

      عناوين بارزة

....................................

الرواية العربية  وأدب المقاومة

الطفل العربي في أدب الحرب  وعلامات  استفهامية ؟

بعض من هؤلاء يندرج تحت أدب الحرب أنا حرة لاحسان عبدا لقدوس .. الأرض  لعبد الرحمن الشرقاوي

هل تستطيع المرأة المنافسة للرجل في كتابة سيرة الحروب  

رسائل الدكتوراه  فلسفة متعمقة لكيان روائي تاريخي

سطوة العقل الغربي علي ثقافتنا بمكر .. ودجل .. وشعوذة

الإعلام العربي يصفق لمن ؟

اتحاد كتاب الانترنت العرب رسالة عصر جديد

ثقافة الجنس  بين الوهم  والحقيقة

دراويش الأدب بين زمن حالم وزمن راقص  

أيام يوسف المنسي سيرة ذاتية أم رواية .. وما علاقتها بسيناريو الكاتب الكبير وحيد حامد مؤلف فيلم المنسي ؟

يا بهية وخبريني فلكلور شعبي معاصر أم روايات ثلاث قصيرة

.........................................

يحمل قلمه روح شهيد بفلسفته الصادقة والعميقة في تبنيه مفهوم المقاومة من أجل استرداد الأرض المغتصبة والتي دافع عنها يوما ما مقاتلا يرتدي بزة عسكرية مع أبطال وشهداء السادس من أكتوبر من عام 1973 لترسم له التجربة إبعاد روائية من رحم سيناء المقدسة بكل ما جسدته من تضحيات ومعاني وفوق ذلك أرض الأديان والرسالات السماوية الثلاث  اليهودية والمسيحية والإسلامية  لتعانقه رؤية مخضبة بالدماء الذكية والثقافة المباشرة بين أبناء وطن عربي كبير  في العديد  من الإبداعات الروائية الملهمة والتي عكست لنا كيف يكون الحوار والحرف منبثقا من شفافية مبدع  لايتواني   في كشف سبر أغوار النفس المتطلعة دوما  إلي  عالم آخر ينغمس فيه الدكتور السيد نجم بوجدانه وعقله الثري كأحد المهتمين في وطننا العربي اليوم من المحيط إلي الخليج بتجاوز الهم الثقافي بعد خروج النص الشعري من عالم الريادة إلي عالم المتاهة  ليتبوأ مكانته بثبات منفردا عن كثيرون من الكتاب  بوعيه الملهم لجيل لا يعرف  حقائق التاريخ العسكري العربي والتحديات التي تواجه العقل لكي يسقط  رويدا رويدا في متاهة أخري من أوهام  الطابور الخامس والسادس لذا حفلت العديد من رسائل الدكتوراه للباحثين بالتنقيب عن أعماله التي استحقت اهتمامهم باعتباره مفتاحا لهم وملهما لدور منقوص في عصر الرواية العربية  التي تؤرخ لأدب الحرب عبر عصورها المختلفة   وهذا يبدو جليا في كتابه المعنون ( الحرب ) الفكرة ..التجربة .. الإبداع  شاهرا سيف الحقيقة في وجوه من يتربصون بمنطق العرض والشرف والأمانة التاريخية للأرض العربية الغالية علي أبنائها دوما مهما كانت مبرراتهم الوهمية لخروج العقل من لعبة التوازنات المعرفية والمنهجية بلغة بالية وخرف صبياني متعمد هكذا تشير السطور غير المقروءة بل والمقروءة لوضعية الدور الأخلاقي لقواعد اللعبة العسكرية لحماية الأرض والعقيدة والجنس في سطور منصفة وفاعلة للكل وليس الجزء فبدا الروائي الكبير الدكتور السيد نجم حداثيا أكثر من كل الذين سبقوه بمهارة  وعمق الراوي الذي يطالعك في يسر عن سر وجدوى الدفاع عن  الأرض كما حمل عنوانه ( ميثولوجيا الشعوب)   ( حكاية الخوارق ) ( العقائد السماوية )  اليهودية .. المسيحية .. الإسلام .. وفوق ذلك أراء الفلاسفة والمفكرين عبر بوح تاريخي جاء علي لسان ميكافيلي .. كلاوزفيتر.. بل وما تضمنه من رؤى علماء  ومفكري علم الاجتماع   سان سيمون .. أوجست كونت  .. والفلاسفة هيجل .. نيتشه ..  ليرتدي مع طليعة هؤلاء روح مقاتل  في  قصة ( هو السيد في الحرب .. هي السيدة في الحب ) للكاتب العراقي عبدالستارناصر   ودرويشي في قصة الأرض  للكاتب جمال الغيطاني

ومتصوفا في قصيدة سأقتلك للشاعر صلاح عبدا لصبور وماكرا في ( يوميات معركة الجزائر ) للروائي مولود فرعون  ومؤانسا لجيل يهرب في روايته الواقعية جدا ( أيام يوسف المنسي )  وليبراليا في روايته القصيرة (يا بهية وخبريني )  وعاشقا في روايته ( العتبات الضيقة ) وغير ذلك من إبداعات لها خصال متعددة فجرت في أعماقه روح حالم يمتطي جواد عربي في زمن مفعم بالنرجسية التي لوثت كثير من الثياب والعقول التي عول عليها الكثير بعدما سادنا عصر عولمي ليخرج من هذه العبثية مع جمع من الرفاق ليعلنوا للعالم تأسيس أول اتحاد رقمي للانترنت  العرب عبر الفضاء ويتم انتخابه بالإجماع أمين سره  الدءوب والغيور علي لغتنا العربية للمرة الثانية علي التوالي مانحا العديد من الأسماء الشابة فرصة تغير واقع ثقافي جديد بلا قيود لكي يدلل علي صدق رسالته   الحرب ( الفكرة .. التجربة .. الإبداع ) تأكيدا لخروج يوسف المنسي بطل روايته من قبوه قبل فوات الأوان ؟!

وفي بداية الحوار الصحفي الذي جمعني بالدكتور الروائي السيد نجم في منزله المعبق بروح الثقافة والتاريخ شاخصان لكل من يبحث عن الحقيقة والجمال الذي يتصف به شخصه  المتواضع جدا والغيور علي عروبتنا بلا تعصب زائف ووعي يفوق ما تصورته  لدرجة جعلتني ملتصقا به ساعات دون أن أدري كأنني فقدت الشعور بالزمن وبقي لي المكان سيدا يطوقني بثقافته الموسوعية والتي حاولت قدر جهدي نقلها للقارئ العربي في حوار مفتوح  ..

س..  هل تستطيع الأديبة كتابة أدب الحرب شأنها شأن الأديب الرجل ؟

لا اعتقد ذلك نظرا لظروف تفرض نفسها علي الكاتب الذي لابد أن يمر بتجربة علي أرض الواقع لكي ينتج عمل مكتمل الأركان فيه رؤية متعمقة للذات الباحثة عن هدف عبر مشاهدات يومية ومعايشة تامة وهذا من الصعب علي الكاتبة العربية أن تنقله للقارئ العربي ويقتنع بها ربما تأتي من تكتب لنا مستقبلا عن أدب الحرب بعدما نالت المرأة حريتها ومساواتها بالرجل في كثير من الأدوار الاجتماعية  فلامانع أن ترتدي في وطننا العربي بزة عسكرية وتقاتل بجوار الرجل هنا سوف تمكنها التجربة من كتابة أدب الحرب ؟

س.. ما هو مفهوم أدب المقاومة لدي الروائي من وجهة نظركم ؟

الحقيقة في ذلك تعود إلي خدمتي العسكرية كمقاتل في صفوف القوات  المصرية علي الجبهة بسناء منذ معارك الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر 73 من القرن المنصرف والذي بلور لدي رؤية لهذا العالم بكل ما يحمله من متناقضات .. وأهوال .. ففجر لدي كم هائل من مشاعر لمفهوم أدب الحرب الذي هو نفس مفهوم أدب المقاومة ؟

س.. وماذا عن كتابكم  الحرب ( الفكرة .. التجربة .. الإبداع )   كجنس  أدبي ؟

من الضروري تقيم التجربة الذاتية ودوافعها مجتمعة مابين موقف وحالة تفرض نفسها لشعور عميق يلامسك من مرحلة لأخرى تكمن في بلورة تاريخ يعلق بالعمل الدعائي أو الأيديولوجي   في أدب الحرب إلا نمضا منه وأيضا لا يقلل من قيمته كأدب إنساني .. أليس الدفاع عن العرض والشرف قيمة تقرها الأديان والقيم العليا  ومع كل هذا أصدقك القول بأني استعنت بالعديد من المراجع ومنها الدراما الألمانية الحديثة .. / هـ.ف .جارين ... والاشتراكية والفن / ارنست فشر .. صنعة الرواية / بيرس لوبوك .. الرواية الحديثة / بول ويست  ..أفاق الفن /ألكسندر اليوت   .. وغير ذلك من عالم ينبض بروح المقاومة  لكي تلتحم الصور بالتجربة المباشرة فيصبح لأدب الحرب رد فعل محوري  فيه تعضيد ألذات والضعف معا  كشف عنها عملي الحرب .. الفكرة .. التجربة .. الإبداع ؟

س.. هل لدينا أدب للحرب يخاطب الطفل العربي  تحديدا حسب عمره وثقافته  في ظل إعلام ينقل الحدث للكبار والصغار معا عبر فضائيات مفتوحة ؟

للأسف لا يوجد هذا النوع للأدب بالنسبة للأطفال العرب رغم الحاجة الملحة لذلك اليوم لكي يكون قريب وملتصق بالأحداث العالمية من خلال الخطاب الإعلامي بعكس الطفل في الأدب العربي الذي يجد أدب يجسد النسيج العبري لرحلة كيان مجاور يدفع بعقلية الطفل نحو رشق الكيان الآخر بالسلاح حسب مقتضيات وتطورات كل مرحلة تاريخية ليكون علي أبهة الاستعداد  العقلي والبدني حتى ينهي دراسته الجامعية ؟ أما نحن دائما نسافر خلف مراكب الشمس لنجد الطفل متلقيا فقط لخطاب ربما يكون زائفا ومبالغا فيه فينعكس سلبا علي وعي الطفل أساس منظومة مستقبلية ؟!

س..لعل كتابكم اليتيم تقريبا في مكتبتنا العربية الحرب  .. الفكرة .. التجربة .. الإبداع .. كأدب مقاوم ظفر بأهمية العديد من الباحثين وحملة الدكتوراه الذين شغفهم عملكم الهام والملهم لهم في ثنائية حلم ودور اجتماعي دافع نحو أدب الحرب ؟

مؤكد أن هذا اللون من الأدب تفتقر إليه المكتبة العربية وذلك لعوامل تسويقية أو أيديولوجية وربما سياسية أو مادية لكن ما أسعدني هو إقبال العديد من  الباحثين الشباب عليه واتصالهم بي من الحين والآخر للوقوف علي رصد هذه التجربة وتعميقا لدورهم في المكاشفة عن مفهوم متأصل للعلاقة الثرية التي جمعت كاتب بمقاتل علي الجبهة في آن واحد ومن بين تلك النماذج الباحثة الدكتورة غادة أحمد عفيفي التي نالت درجتها العلمية عن بحثها المقدم للجامعة ( الحروب العربية المعاصرة وأثرها في تاريخ الرواية ) من عام 1965 .. حتى  1975 من القرن الماضي  وأيضا الدكتور عبدا لمنعم أبو زيد  فكان كتابي هو خير كاشفا لعالم وأدب الحرب مما جعلني في موقف دائم من هذه التجربة التي مازالت تحمل في جوهرها لدي الكثير والكثير الذي لم يكتب بعد ؟

س.. هل توجد لدينا بعض من الأعمال الروائية العربية   التي تندرج تحت أدب الحرب ؟

نعم توجد بعض من هذه النماذج والأعمال الروائية مثل أنا حرة لاحسان عبدا لقدوس  .. والأرض للكاتب عبدا لرحمن الشرقاوي .. وشجرة الدر للكاتب أحمد علي باكثير  وربما هناك بعض الأعمال التي يدرجها النقاد تحت أدب الحرب  رواية الأسري يقيمون المتاريس  للروائي فؤاد حجازي  .. قصة الأرض لجمال الغيطاني .. هو السيد في الحرب ..هي السيدة في الحب للأديب عبدا لستار ناصر .. يوميات معركة الجزائر للجزائري مولود فرعون وغير ذلك لكن التجربة الثرية لهذا الأدب تكمن في الكيان الذي تعامل مع هذا المفهوم عن قرب بدا له كم من متناقضات  ومشاعر يصعب سردها في كثير من المواقف التي تحتاج  صبر وأكثر من عمل أدبي يجسد بعض من تجربة وهكذا حتى تستيقظ كائنات من سباتها المزمن ؟

س.. روايتكم يوسف المنسي أختلف البعض حولها كسيرة ذاتية أم رواية ؟

ربما هنا أترك الحق لكل من يراها من وجهة نظره بعين السيرة أو الرواية فهذه وجهة نظر لكن قناعتي تكمن في أنها رواية خرجت وتبلورت من رحم شخصيات تعيش بيننا ونتعايش معها كواقع يفرض نفسه علينا وهذه هي طبيعة الروائي الذي يكشف عن واقعه وواقعنا من خلال رؤية عميقة لمفردات تبدو خيال لكنها الحقيقة فشخصية يوسف عبدا لواحد المنسي بطل الرواية محورية بكل أبعادها في تطورها عبر زمن فيه كثير من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأيديولوجية  بلا مواربة لأن الأدب إنساني في المقام الأول والفقير هو الذي يدفع الحدث ويفجر ثورة لدي الطبقات البرجوازية المتوسطة والتي تعتلي السلم الاجتماعي بفضل بالشهادة الجامعية في زمن ما قبل الخصخصة   والعولمة وعندما انهارت الاشتراكية فقدت الطبقة المتعلمة كثير من بريقها لكنه العصر ؟

س.. وداخل المطبخ الروائي للدكتور السيد نجم عالم يوسف المنسي مازال يفرض نفسه علي جو الحوار الصحفي بلغة فاعلة فيها الفعل والفاعل وجها لوجهه ؟

جليا تبدو نظرة متصاعدة لطبيعة العلاقة التي ربطت المعلم يوسف بالواقع من خلال تسائله ( هل أنا نكره )  فيقول عن المعلم محرز ( يعشق لعبة الأنساب وتأصيل الأسماء ومعرفة كل صغيرة  وكبيرة  داخل بيوت الحارة )  (نفسه) .. وتأتي بنية العبارة علي النحو التالي :

يعشق لعبة الأنساب

.. فعل بفاعل ( غائب )  + مفعول به + مضاف أليه وتأصيل الأسماء

فعل بفاعل + معطوف عليه + مضاف أليه ومعرفة كل صغيرة

مدلولات تبرز عالم يوسف المنسي   الذي جاء منه استنساخ السينارست  الكبير وحيد حامد قريبا لفيلمه الجماهيري ( المنسي ) والذي لعب بطولته النجم عادل أمام ويسرا فتفوق أي منهما علي الآخر ؟

وهل صادف المؤلف وحيد حامد نفس هاجس الروائي الدكتور السيد نجم لدرجة بات التساؤل في هذه القضية مفتوحا ويحتاج إلي ردود أفعال في رواية المنسي وسيناريو الفيلم لكي نتعرف علي الحقيقة معا ؟!

س.. يا بهية وخبريني روايات قصيرة أم فلكلور شعبي فيه  بعض من صور الماضي الذي جاء علي لسان الجد والجدة يوما ما ؟

كل ما قصدته هنا  الرواية القصيرة بجملها المكثفة والعميقة والتي تحمل كثير من المفردات الاجتماعية لذا حملت عناوين منفصلة

ومنها  حصار .. انتظار .. انفجار .. لكن الفلكلور الشعبي يقينا كامنا في الأعماق دون أرادة منا لأن الواقع ملح بكل تجاربه سمعا ورؤية وبيئة  ومكان وزمان وأشخاص  وثقافة تعي كم المؤثر في مشوار حياة لذا جسدت يا بهية وخبريني جمل مقطعية للعلاقة الرابطة بين الأنا المحركة للصوت الداخلي في سرد تفاصيل الأحداث التي تصنع جنس أدبي  وغلب علي هذه الروايات القصيرة تجربة الحرب أيضا  في علاقة الزمن بالسرد بعد حياة عسكرية ودعها الرواي بقرابة ثلاثين عاما تقريبا  لكن الرؤية الأخرى تكمن في السلام  الذي تعلق به البعض  ورفضه البعض  كي  لا يفارقون صوت المدفع وأزير الطائرة  وحب الشهادة  ؟

رؤية بلورها الدكتور السيد نجم بمهارة الكاتب الموهوب لتبقي فلكلورية زمن وأزمان تجذبنا كثيرا من فضائيات الإعلام التي ترصد كثير من المواقف ويبدو موقفها كموقف يوسف المنسي من عالمه ( أنا نكره )

ليكتب لنا الروائي الدكتور السيد نجم شهادة ميلاد لجيل شاب من خلال تفعيل دور اتحاد كتاب الانترنت العرب بينهم  كحقيقة لاتقبل جدل بعدما جذبهم  هذا الكيان  الرقمي لدرجة كان معها لامستحيل  ليصبح كثيرون منهم أسماء لامعة فرضت نفسها علي الساحة الأدبية والثقافية  وليصبح للأدب جمهور ورقي وآخر فضائي  تبلور ذلك في اتحاد كتاب الانترنت العرب الذي أنتخب لدورة ثانية الدكتور السيد نجم أمين لسره لما تمتع به من كيان قائم علي المكاشفة وتقديس العمل بروح الفريق الواحد.