لقاء مع الشاعر سعود الأسدي

لقاء مع الشاعر : سعود الأسدي

سعود الأسدي

[email protected]

أجرى اللقاء : المطرب طه ياسين

الشاعر سعود الأسدي شاعر متميِّز ، ويقف في الصف الأمامي بين شعراء الطبقة الأولى في الشعر الفلسطيني ، وهو أستاذ ومربّ ٍ مرموق قام بتدريس اللغة العربية في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة وسواها ، وله حضور كبير في الندوات الطلابية في المدارس والمؤتمرات الثقافية والمهرجانات الأدبية في الوطن والخارج .

وهو علم من أعلام تراث الأدب العربي والثقافة العربية والغربية والفولكلور الفلسطيني ، وله العديد من المقالات في هذه المواضيع ، نشرها على مدى أربعين عاما .

* بداية أرحّب بك يا أستاذي ، وأسمح لي أوّلاً أن تعرّف نفسك للقارىء .

  أهلاً وسهلاً بك يا أستاذ طه كصديق وكمطرب،وأعرّف نفسي بأنني سعود الأسدي وكفى.

* وببعض أسطر إذا سمحت !

 أقول بكلمات قليلة : أنا ابن دير الأسد ، وقد جئت إلى الدنيا عام ال38 ، والدي الشاعر الشعبي المعروف محمد أبو السعود الأسدي رحمه الله . تعلمّت في إبتدائية البعنة ، وثانوية كفرياسيف ، وجامعة القدس.

 وكيف وصلت إلى الناصرة وأنت اليوم تقطنها في بير الأمير ؟

* وصلت إلى الناصرة عام 1960، وكانت بلديتها قد أعلنت في حينه عن حاجتها إلى معلم لتدريس اللغة العربية في المدرسة الثانوية البلدية مدرسة الجليل اليوم ، فاضطرني العمل إلى الإقامة فيها تمشّياً مع القول : مطرح ما ترزق إلزقْ ، وكان أن علّمت في الثانوية سنين بعمر السيد المسيح عليه السلام ، وقد رغبت في الخروج إلى التقاعد المبكّر ، وقد لبّى رئيس البلدية الراحل توفيق زياد رحمه الله طلبي بعد هياط ومياط وشفاعة من قريش كما يقول أبو العلاء المعري في رسالة الغفران .

* بعض الناس يفهمون من التقاعد انقطاع عن العمل ، ويحتارون ماذا يفعلون في أوقات الفراغ ، فهي كسل وملل ، والشمس طلعت والشمس غابت فما رأيك ؟

 أنا غير متقاعد برغم التقاعد ، وأتمنّى أن يكون النهار أكثر من 24 ساعة ، تشغلني المطالعة والكتابة ( ألّفت منذ تقاعدي أربعة كتب ) ، وأمارس النشاطات الأدبية بتقديم المحاضرات والندوات في المدارس والمؤسّسات ، وإذا أردت أنت كفنان ومطرب أن تنظر إليّ من زاوية فنّية فأنا سمّيع للأغاني والموسيقى العربية القديمة ، وكذلك الموسيقى الكلاسيكية الغربية ، وقارىء للشعر من امرىء القيس الشهير إلى المتنبي الكبير إلى المعري الأثير إلى شبلى الأطرش الغزير وشكسبير المعروف عند بعض العرب بالشيخ زبير ، ومن بينهم خلق كثير إضافة إلى ما أنشر من أشعار ومقالات في الصحف الورقية والألكترونية .

* أنا أعرف أنك موسوعة في الشعر ، وقد حفظت المتنبي ، ونخّلت كتاب الأغاني للإصفهاني ، وهو موسوعة الشعر العربي ، الذي أغنى سيف الدولة الحمداني عن حمولة عشرة جمال من الأسفار في الأسفار، وأن لديك مكتبة عامرة بشتّى الثقافات ، وكذلك مكتبة موسيقية عربية وكلاسيكية غربية كبيرة من تسجيلات وأسطوانات تعتزّ بها . لا أريد أن أسألك عن الموسيقى الشرقية ، ولكن كيف توصّلت إلى الغربية ؟

 أولاً أخي لا أحبّ أن نمرّ على الموسيقى الشرقية مرور الكرام فهي تستأهل القول : وقوفاً بها صحبي عليَّ مطيَّهم عند أشهر أعلامها وأرباب مسارحها وواضعي ألحانها في الأدوار والقصائد والتواشيح والمواويل . وإذا تجاوزنا عصور الموسيقى العربية إبان ازدهارها والغناء في العصرين الأموي والعباسي كما يشهد على ذلك  كتاب الأغاني السالف الذكر وغيره نجد أن مصر منذ بداية القرن الأخير حفلت بموسيقيين وملحّنين كبار وأساطين غناء ، ولا أبتعد كثيرأ بذكر أسماء الأوالي ممن ليس لهم أسطوانات مسجّلة ، بل أقترب إلى عبده الحامولي ومحمد عثمان والملحّن الموسيقي الشيخ سيد درويش ، وأستاذ الغناء المسرحي الشيخ سلامة حجازي ، والشيخ أبو العلا محمد والشيخ يوسف المنيلاوي وصالح عبد الحي والشيخ أحمد إدريس وداود حسني والشيخ سيد الصفتي والشيخ أمين حسنين وآخرين تابعين .

* ماشاء الله نصف الذين ذكرتهم شيوخ مطربون .

نعم نشأ من بين شيوخ ذلك الزمان مطربون كانوا مثقفين أدبياً وفنياً ، وملمّين بالأصوات والمقامات لصدورهم عن علم تجويد القران على قراءاته المتعدّدة ، وقد اعتمدوا على فهم النصّ ، وتأدية المعنى بإحكام ، وتميّزوا بفصاحة اللسان ، وصحة مخارج الحروف وسواها ، يضاف إلى تراث موسيقي وغنائي كبير ورثوه بالسماع كابراً عن كابر .

* وأنت أتيت الناصرة فأفدت منها الاطّلاع على الموسيقى والغناء .

   كان ذلك محض صدفة ففي عام 1964 كنت أسكن في دار قسطندي معمّر في حارة الروم ، ثم انتقلت إلى السكنى  في حارة النبعة ( المسمّاة حارة الموارنة قرب كنيسة مار مطانس ) في دار حبيب الخوري في بيت أنيق قديم يحفل خشب سقفه بنقوش بعض فنّانين أتوا من لبنان في بداية القرن الماضي فتركوا بصماتهم على سقوف كثير من البيوت القديمة في الناصرة .. وكان في بيت حبيب الخوري مكتبة صغيرة فيها كتب قيمة ، وأسطوانات أغاني عربية كلاسيكية بأصوات بعض من ذكرتهم وغيرهم منهم رتيبة وتوحيدة ومنيرة المهدية وفتحية أحمد وأم كلثوم ومحمد عبد الوهّاب . وإلى جانب تلك الأسطوانات جهاز فونوغراف ( صندوق غناني كما كنا نسمّيه ) قديم مهجور أكل عليه الدهر وشرب ، ذو بوق نحاسي ، ويدار باليد ( بمناويل ) ، وفي جاروره علبة إبر تُرَكّب على طرف ذراع الفونوغراف ، ولحسن حظي كان الفونوغراف يشتغل وعلبتة مليئة بالإبر ، وكنت كلما انبرت إبرة استبدلتها بغيرها حتى أتيت على آخر تلك الاسطوانات سماعاً وحفظاً.

هذا وللوفاء فقد كان المرحوم الشاعر الأستاذ ميشيل حداد يدعوني إلى مكتبه قرب عين العذراء فنتحدث في الأدب والشعر ، وكان يومها يصدر مجلة المجتمع الأدبية ، وكنت متحمّساً للشعر ، ومتحسّسا للموسيقى والغناء القديم ، وكانت لديه مجموعة كبيرة من أشرطة الأغاني القديمة المسجلّة ، كان يأتي بها من دار الإذاعة في القدس ، وكنت أسمع وأتذوّق معه حلاوة تلك الأغاني وجمالية الكلمات وروعة القفلات في الموّال والأغنية والدور ، والإبداع في أداء ألحان تلك الأغاني ، وكنت أقوم بتسجيلها على آلة تسجيل فخمة ، سعة شريطها الواحد ست عشرة ساعة ، وتظل ترقع في غرفتي ( وقد كنت أعزب ) بعد عودتي من التدريس من العصر إلى طلوع الفجر .

كما كنت أقوم بتسجيل برنامج " من أرشيف الأغاني " من إذاعة مصر ، و " من الرفوف العالية " من إذاعة بغداد ، فتعرّفت على الجالغي بغداد والموّال العراقي والعتابا الجبورية والأبودية بصوت محمد القبّانجي ، ورشيد القندرجي وعفيفة اسكندر وسليمة مراد وناظم الغزالي . وأمّا برنامج بين القديم والحديث من إذاعة القدس ، فكنت أسجل منه القديم وأهمل الحديث .

*حبّذا لو ذكرت بعض تلك القصائد والأدوار من تلك الأسطوانات .

  قصائد كثيرة وأدوار أكثر يضيق بها المجال ، قصائد لكبار شعراء العرب من عذريين وغير عذريين من مختلف العصور الكلاسيكية ، وموشحات أندلسية ، ومواويل .. أذكر من  تلك القصائد قصيدة ذاع صيتها بصوت الشيخ سلامة حجازي في حينه ، وهي من مسرحية روميو وجولييت مطلعها :

سلامٌ على حُسْنٍ يدُ الموتِ لم تكنْ    لِتَمْحوه أو تمحو هواه من القلبِ

وكذلك قصيدة :

إن كنتُ في الجيشِ أُدْعَى صاحبَ العَلَمِ    فإنّني في هواكم صاحبُ الألمِ

من المسرحية الغنائية صلاح الدين الأيوبي ، وأنا أزعم أن صوت الشيخ سلامة حجازي في أسلوب غنائه المرسل ( بدون إيقاع ) من أروع الأصوات وأقواها و ( كان يجوّد القران ، وينشد في الموالد ) ... وفي القصيدة الأولى يصل إلى قمة عالية من الأداء لدى مخاطبة روميو جولييت المسجّاة أمامه بقوله :

أجولييتُ ما هذا السكوتُ ولم iiأكنْ
أمـائـتـةٌ  أنتِ نَعَمْ  لا فأنتِ iiلا
وعـمّا قليلٍ سوف أقضي iiوعندَها


لأعهدَ فيك الصمتَ عنِّيَ في قربي
تـموتينَ بل تحيينَ منّيَ في iiقلبي
تـمـوتين  إذ لا بدَّ يقتلني iiكَرْبي

كمْ  بعثنا  مع  النسيمِ سلاما         للحبيبِ  الجميلِ  حيثُ  أقاما

وهي من ألحان أبو العلا محمد وقد غناها كما غنتها المطربة فتحيّة أحمد .وكذلك قصيدة:

مالي فُتنتُ بلحظك الفتّاكِ   وسلوت كلّ مليحة إلاّكِ

 كلمات علي الجارم وألحان محمد القصبجي ومقامها بيات .

 وهذه القصيدة استنهضت محمد عبد الوهاب ليغني يا جارة الوادي من نفس الوزن والبحر والقافية .

 أظن أن هذه الأجواء الغنائية كانت دفيئة ملائمة لخلق حالة استعداد لديك تستحثّك لكتابة الشعر .

نعم ، يضاف إلى ذلك الوحدة وطول الليل فهو عشير الشعراء منذ امرىء القيس القائل :

وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله        عليّ  بأنواع  الهموم ليبتلي

ألا أيُّها الليل الطويل ألا انجل  بصبح وما الإصباح منك بأمثل

 الليل بسكونه وطوله مثير أشجان الشعراء والعشاق ، هو خيمة الخلو إلى النفس ، وما أجمل قول ابن زيدون :

يا ليلُ طُلْ لا أشتهي
لوكان  عندي iiقمري
يـا لـيلُ خبِّرْ iiإنّني
باللهِ قلْ لي هل iiوفَى



إلا بـوصلٍ iiقصرَكْ
ما  بتُّ أرْعَى قمرَكْ
ألـتـذُّ  عنه iiخبرَكْ
فـقالَ لا بل iiغدركْ

* يا عينى يا استاذ ! وهل أنت لمّا كنت تسهر الليل كنت ترعى قمرك أيضاً ؟

 شوف يا استاذ طه من ليس له في ليله قمر تراه بالظلمة انغمر ، ومن ليس له في نهاره شمس فقد مات من أوّل أمس .

*أوه ! أوه !  ، ولكن لفت انتباهي قبل قليل قولك يا أستاذ إن أم كلثوم في صباها كانت في فترة ازدهارها ؟ وماذا عن الفترات اللاحقة ؟

* أم كلثوم ظلّت مزدهرة إلى آخر أيامها ، ولكنها في صباها كان صوتها صهيل مهرة أصيلة على سبيل التشبيه المقلوب ، وكان صوتها في قمة ثأتيره بسبب رقّته وليونته وطواعيته وفصاحة لسانها وصحّة مخارج الحروف والصداح والجهارة لثأثّرها بأساليب التجويد القرآني ، ومشايخ الغناء القديم ، وهي التي أحسنت التجويد ، وأبدعت في إنشاد الأماديح والتواشيح وروائع الطقاطيق والقصائد في دائرة الكمال والجمال ، لا يضاهيها من الرجال سوى محمد عبد الوهاب .

*ولكن العصفورة قالت لي : إنك تقف في سماع أم كلثوم عند حد سنوات الخمسينات .

أقول وأجري على الله إن صوت أم كلثوم يذيب الحجر ، ويرقِّص الشجر وأغانيها كالهرم ،   الأولى منها رأسه نزولاً بالمداميك الضخمة إلى قاعدته بأغانيها الطويلة ، ومن القديمة قصيدة :

إن حالي في هواها    عجب أيّ عجب .. وقصيدة : وحقّك أنت المنى والطلب  وأنت المراد وأنت الأرب ، وجواباً عل قولك قبلاً : هل كان سماعك الغناء يستحثك عل قول الشعر ؟ أقول نعم الغناء يثير الوجد والشعر ابن الوجد ، لذا فأنني كتبت قصيدة معارضة لقصيدة  وحقك أنت المنى والطلب لشدّة استقرارها في وجداني ، ونشرتها في مجلة الهدف على ما أظن سنة 62 أذكر منها :

إلامَ الجفاءُ وفيمَ الغضبْ      وحتّامَ هذا الدلال العجبْ

وكان ختامها :

فإن كان يشفعُ فيكِ الجمالُ  تشفّعَ فيه جمالُ الأدبْ

وهناك عشرات القصائد إلى جانب : كم بعثنا مع النسيم سلاما ، وعشرات المونولوجات والتواشيح والطقاطيق ، أذكر قصيدة رائعة من كلمات صالح جودت وألحان رياض السنباطي غنّتها أم كلثوم بمناسبة رفع الستار عن تمثال طلعت حرب (رجل الاقتصاد المصري) بأسلوب فريد ( مارش ) ، ففيها شحنة كبيرة من الشوق الحزين لرجل عظيم تكفي لأن تهزّ أركان جبل المقطّم ،  والا بلاش خذ مثلاً أغنيتها : يا قلبي بكره السفر ونغيب عن الأوطان ، وتطول ليالي السهر في البعد والأشجان " ،  كلمات أحمد رامي ، وألحان محمد القصبجي ( أحسن ضارب عود من المعاصرين ) ، والأغنية مقام راست ، ففي الأبيات الأربعة الأخيرة منها تشوط أم كلثوم شوطاً بإدائها وطبقة صوتها العالية إلى مدى ربّما لم تصله على ما أعتقد في سائر أغانيها ، هذا الأداء الفذّ أقول ربّما كان منها وهي في حالة Trance  أي نشوة غراميّة أو شطحة صوفية أعتملت في أعماق وجدانها شوقاً إلى الحبيب وربّما المطلق ، فاختصرت به جميع أشواق نساء مصر والعالم العربي ، مع العلم بأن هذه الأغنية مسجّلة إلا أنها لم تُذَعْ إلا مرة واحدة ، ومن المفارقة أن أم كلثوم كانت "غير راضية " عنها :

يقول مطلع القصيدة :

يا  قلبي بُكْره السفرْ             ونغيبْ عن الأوطانْ

والأبيات الأخيرة المقصودة :

لـكنْ يا قلبي وين النسيم
وفين يا قلبي ساعة النعيمْ
لـمّا أبقى وحدي iiغريبْ
حـيـرانْ  ومالي حبيب



ينقل  له شوقي iiوأفكاري
وقت القمرْ والليل iiساري
بـيـن الأمـل iiوالخيالْ
أسـعـدْ  معاه iiبالوصالْ

*يعني تريد أن تقول إنك وقفت بالسماع عند حدّ الغناء القديم ؟

 نعم .. ولا .. ففي الغناء الحديث محطات تستوقف عند فيروز ، ووديع الصافي وهو أحسن من غنّى الزجل الشامي في الشاطىء الشرقي للبحر المتوسط ، وعلى فكره أغانيه وأغاني فيروز في الفصحى قليلة الأهمية ؟

طيّب وإذا أجينا لألبومات المغنيات الجدد ؟

هذه الأغاني لها جيل حديث يسمعها وإيقاعها جسدي سريع بمشاهد مثيرة تغري الناظرين من الشبيبة ، بينما الغناء القديم بإيقاع آخركان يلائم تلك الحياة ومفاهيم فنية مغايرة .

هل تحب سماع أغنيات حديثة بعينها ؟

أنا للأسف لم تستوقفني موجة الغناء الحديث لأنها أغاني جمعة مشمشية وتختفي .  وبالرغم من ظهور كثير من المغنين والمغنيات بسبب الفيديو وكثرة الفضائيات ، وسهولة التسويق التجاري ، ويسر طباعة الألبومات والسي دي هات ومناظر الكليبات الغارقة في الإغراء فإنني لا أعرف إلا بعض الأسماء التي يكرّرها على سمعي جيل النشء الجديد منهم أحفادي وأبناء الجيران ، وما تضجّ بعرضه التلفزيونات والصحف من صور خاصّة لصاحبات صنعة الغناء فكأنهن راقصات أو عارضات أزياء ، وأكاد أقول إن جورج قرداحي إذا وضعني على الملأ في " برنامج من سيربح المليون " ، ووضع لي في البداية صور أربع مطربات حديثات وأسماءهن وقال لي : اكتب اسم كل مطربة تحت صورتها لوقعت في حيص بيص ، وكتبت اسم روبي تحت صورة نانسي عجرم ، واسم هيفاء وهبي تحت صورة أليزا وخسرت المليون !!

* أشكرك يا أستاذ سعود على هذا اللقاء الجميل ،  ويسعدنا أن نلتقيك في حديث عن الشعر وآخر عن الموسيقى الكلاسيكية الغربية.