مقابلة مع الشاعر الإسلامي يوسف عبيد

مقابلة مع الشاعر الإسلامي يوسف عبيد

( رحمه الله )

 أجراها معه الأستاذ أبو حفص

س1 – بسم الله الرحمن الرحيم ، يقول الله تعالى: ( يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ).

فهل لكم في الحديث عن يوسف عبيد الشاعر المنبجي المسلم ؟ وتعريفنا به ؟ وأين درستم ؟

ج1 – أنا مولود في قرية عين النخيل في منبج في خريف عام 1931م . أصبت بالجدري عام 1942م بعد أن قرأت القرآن عند الكتاب ، ثم بعد ذلك حفظت القرآن غيباً خلال ( 120 ) يوماً على وجه التحديد . ثم بعد أن زدت على العشرين خطرت لي فكرة ، وهي أن أتعلم لأني كنت أتطلع إلى العلم كشخص كف بصره ، وهو يرغب في تحقيق ذاته ، وفي طلب العلم ..

وقد نشأت نشأة إسلامية والحمد لله . وكان الشيخ جمعة أبو زلام رحمه الله ، مفتي البلدة آنذاك ، هو الذي أرشدني إلى مدرسة الشعبانية ، وفي حلب هناك مدرستان : الثانوية الشرعية ( وهي مدرسة رسمية ) ، والشعبانية – أيضاً على حساب الأوقاف – ولكن شهادتها غير معترف بها كالثانوية العامة ، ولكنها مليئة بالعلوم الشرعية ، فذهبت ودرست فيها ، وأخذت الشهادة منها ، ثم بعد ذلك اتجهت إلى الرياض وأخذت الإجازة في الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .

س2 – ما عملكم الحالي ؟

ج2 – أنا لم أعمل في أي عمل وظيفي ولم أدرّس أبداً . وإنما العمل الذي أعمل به منذ 15 أو 20 سنة هو أني أصلي بالناس في المسجد هنا ( في عين النخيل ) وأخطب الجمعة بدون أجر . أما الوظيفة فلأسباب لم أمارس الوظيفة أبداً ، وإنما أعيش من عمل زراعي خلفه الوالد .

س3- ما أول عهدكم بالشعر ؟ ومتى كان ؟

ج3- الواقع أول ما قلت الشعر كان شعراً طفولياً ، قلته قبل أن أذهب إلى المدرسة أيام أحداث فلسطين ، ولكنه ذهب من ذهني كله ولو بقي لمحوته ؛ لأنه شعر لا يستحق الحياة ، وليس جديراً بالاحتفاظ به ، وإن كنت قلته في الخامسة عشرة من عمري أو السابعة عشرة ، لكنني كنت لم أمارس الثقافة بعد ولم أتلق العلم ، ثم حين ذهبت إلى الشعبانية قلت قصائد أيضاً في احتفالات المدرسة ولكنني أيضاً غير راض عنها ولم أسجلها في شعري المدون . وقد تعجب أنت كدارس حين ترى أن من أوائل قصائدي التي سجلتها ونشرت بعضها كان في عام 1960م أي كنت في الثلاثين من عمري .

في الحقيقة هذه المسألة علمتني أن الشعر موهبة فعلاً لكنه أيضاً كسب ثقافي فبدون رصيد ثقافي لا يكون الشعر شعراً .

وكم ماتت من مواهب في حقيقة الأمر وكم ذهبت وانطوت ولم تبرز للنور ؛ لأنها لم تتلق العلم الذي يفيض على هذه الموهبة من التجربة الشعرية . فأول قصائدي الآن مسجلة في بعض الدفاتر وفي المجلات وفي النشر ، وهذا هو الشعر الذي اعتبره شعراً فعلاً .

أنا أقرأ أحياناً عن بعض الشعراء أنه نظم الشعر في العاشرة أو في الخامسة عشرة ، نعم كل هذا صحيح وإن كانوا على طريق الثقافة والعلم .

ولكن أنا الآن ينبغي أن أبدأ الدراسة مثلاً في سن السابعة ، والإعدادية في سن الثانية عشرة ، ولكنني بدأت الدراسة وأنا ابن اثنتين وعشرين سنة . وفي الشعبانية اعتبروا ثقافتي وحفظي للقرآن الكريم بمثابة الشهادة الابتدائية فدخلت في الصف الثاني مباشرة وأسقطوا عني الصف الأول من الدراسة .

س4 – هل تذكر أول قصيدة قلتها ومناسبتها ؟ ومتى قيلت ؟

ج4- نعم أول قصيدة قلتها في الرياض وألقيتها في نادي الكلية وهي مسجلة في دفتري ألقيتها في نادي الكلية ، وبالمناسبة أذكر وربما هذا يفيد الدراسة أنني سلمتها للحاج أمين الحسيني – رحمه الله تعالى – بنفسه وقال : إنه سينشرها في مجلة فلسطين ولكنها لم تنشر وأظن لما فيها من نقد موجه لبعض الأوضاع السياسية في ذلك الوقت ، واسمها ( نكبة فلسطين ) .

س 5 – كيف كان شعوركم نحو أول قصيدة نشرت لك ؟

ج5- والله بطبيعة الحال كان لنا صديق يعمل في مجلة في الرياض  اسمها ( راية الإسلام ) نشرت قصيدة لي وهي الآن مفقودة مني ، ومنذ سنتين بعث الملحق الثقافي في السفارة السعودية يقول : لو بعثت لنا  قصيدتك ((وقفة على أطلال الدرعية )) فقلت له هي ليست لدي الآن وأحلته إلى المجلة ، فربما وجدت في أرشيف المجلة هناك أو قد تكون المجلة عند الناس وسوف تجدها هناك وهي ليست عندي الآن .

وأذكر منها بعض الأبيات :

طلل عليه سكينة ووقار             وعليه من حلل الزمان فخار

يا أيها الطلل الحبيب أليس في        جنبات ربعك منهم آثار ؟

علّ السعود تطلّ في غسق الدّجى     فيضاء درب سراتنا وينار

وهي مؤلفة من أربعين بيتاً أو أكثر من ذلك بقليل  .

س6- هل لكم كتب مطبوعة أو مقالات أو دواوين منشورة ؟

ج6- نعم أنا نشرت مقالة أدبية وبعض القصائد في السعودية ومنها قصيدة (( وقفة على أطلال الدرعية)) و((راية الإسلام )) تحية إلى المجلة . ونشرت لي قصائد كثيرة في مجلة الوعي في بيروت .

ونشر لي ديوانان :

1- قبس من حراء : وهذا اسم لقصيدة ملحمية في الديوان ، ويضاف إليها (إيمان فاطمة يحطم كبرياء عمر ) و(في موكب الإسراء ) و( ومضات من سيوف بدر ) وقد قيلت في معركة تشرين في حقيقة الأمر بمناسبة معركة بدر في 17 رمضان بعد الحرب بأسبوع .

2- الفجر الجديد :

وهذان الديوانان نشرا لي تحت اسم يوسف إبراهيم .

س7- قرأت في المجلة العربية ع :167، س 15ذي الحجة 1411هـ / يوليو 1991م أن لك قصة نشرها النادي الأدبي في الطائف وعنوانها : اصحوا يا أطفال – ليوسف محيميد ...فما مضمون هذه القصة ؟

ج7- حدثني صديق يدرس في السعودية بهذه الحادثة والواقع أنها ليست لي مطلقاً ، وأنا استغربت جداً لأني لم أنشر في النادي الأدبي في الطائف . وقال لي ذلك الصديق : أنا آتيك بالمجلة وقد ظننت أنك لا تكتب القصة ؛ لأنه قد اطلع على شعري ، ولكنني قلت : - وأنا لا أعلم من كتب هذا – لعله خطأ وقعت به المجلة وأنا لم أنشر سوى هاتين المجموعتين فقط .

س8- هل تأثرت بشاعر عربي قديم أو معاصر ، وحاولت أن تقلده في شعرك ؟

ج8- في الواقع أنا لم أتأثر بهذا المعنى الدقيق بأحد من الشعراء والأدباء ولم أحاول تقليد أحد ، ولكن الثقافة هي تأثر وتأثير لا بدّ منه ، فنحن نقرأ القصائد المختلفة ونقرأ عن أدباء العصر الجاهلي ، والأدباء الإسلاميين ، وقرأت للأدباء المعاصرين ، مثل : المنفلوطي ، والرافعي ، والأديب الإسلامي أحمد شوقي ، وشاعر الإسلام محمد إقبال ..ولكنني لم أتأثر بشاعر إلى حدّ محاولة تقليده وحذو طريقته ..

س 9 – هل تعرضت في حياتك إلى محنة أدبية ؟ وما أصعب نقد وجه إليكم ؟

ج9- لم يوجه إلي في الحقيقة نقد صعب ؛ لأن شعري لم يتناوله النقاد بسبب عدم انتشاره كثيراً ،

وقد ظهر لي هذان الديوانان ، ولا أدري ماذا قال النقاد فيهما فلأجل هذا يكون النقد بقدر النشر .

أما المحنة الأدبية فإنني لم أتعرض لها بل تعرضت لمحن سياسية واعتقالات ..

وعندما لا ينشر لي شعر أشعر أنني أعيش في محنة ...

وفي مرة من المرات مررت بأزمة أدبية فبعد وفاة الشيخ تقي الدين النبهاني – رحمه الله تعالى - طلب مني أن أقول قصيدة وأنا فوراً وعدت أنني سوف أقدمها لهم خلال أسبوع ، ولكن الشعر يهبط على الإنسان ولا يستطيع أن يقوله متى شاء فشعرت فعلاً أنني في حرج فبقيت أربعة أيام ولم أنظم بيتاً واحداً ، وبعد ذلك تدفق الشعر والحمد لله وكانت قصيدة أنا راض عنها وتعتبر من أجود قصائدي ..

التي اعتزّ بها .

س10 – هل هناك كتاباً ترك أثراً في نفسك ؟

ج10- كتب كثيرة أثرت فيّ وأولها كتاب الله عز وجلّ فأنا أردده صباح مساء وقد حفظته وجلّ ثقافتي منه ، وأي كاتب لم يقرأ القرآن ولم يتأثر به ثقافته ناقصة مريضة ..وهناك كتب التراث والسيرة وهي كتب قيمة جداً ، وهناك كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين – للندوي ، رحمه الله، وهناك كتب سيد قطب وهي كتب ممتازة ولو أننا نتحفظ على بعض ما فيها ، ولكن في الحقيقة هو صاحب قلم متدفق ، وهو أديب بارع حقاً ، وقد ظلم فعلاً ..وفي الندوة التي أدارها نعيم اليافي ( حول العنف والإرهاب ) أشار إلى هذا : فسيد قطب حوكم على تصوره ولم يقم بأي عمل إجرامي أو تخريبي ..والكتب التي تأثرت بها كثيراً هي الكتب التي أصدرها تقي الدين النبهاني وهؤلاء لمسوا المشكلة في صميمها ووضعوا الحقيقة على طريقها الصحيح ودعوا إليها ..فهو ليس مؤلفاً فقط بل صاحب كتلة وصاحب فكر سياسي وعمل سياسي وهذه الكتب كان جلّ فائدتي منها وشعري موجه إليها دائماً . 

  س11- يقول الأستاذ محمد منلا غزيل : يوسف عبيد شاعر الملاحم الإسلامية ؟ فما تعليقكم على هذا القول ؟

ج11- الأستاذ محمد غزيل يسمع مني عندما نلتقي ونلقي الشعر ، وأنا لي قصائد طويلة مثل : قبس من حراء ، وقصيدة حزيران الخامس التي نظمتها بعد الحرب بخمس سنوات ..ولي ملحمة النمروذ وهي مؤلفة من ثلاثة مقاطع : أ- نمروذ وعبيد : تصورت فيه النمروذ والعبيد يحنون الجباه له تعظيماً وإجلالاً

ب- إبراهيم والنمروذ : تصورت في هذا المقطع الصراع بين الحق والباطل .

ج- نهاية النمروذ .

وهذه ملحمة فنية وهي موجودة عندي وأنا لا أنفي كلام الأستاذ غزيل هذا ، فهو كما قيل : اتهام لا أنفيه وشرف لا أدعيه .. وأنا فكرت في ملحمة شعرية طويلة ولكني لم أتجرأ أن أقوم بملحمة مستقلة كاملة ؛ لأنه يدخل فيها شروط مخالفة للتصور الإسلامي عند النقاد مثل المرأة والأسطورة . وللأستاذ محمد الحسناوي قصائد في السيرة سماها ( ملحمة النور ) وهي في الواقع ليست ملحمة بالمعني الفني بل هي قصائد عادية .  

س 12 – يقول الدكتور أحمد بسام ساعي في كتابه ( حركة الشعر الحديث في سورية ) ما يلي :

إن هناك قمماً كثيرة بين الشعراء السوريين لم ترض أن تهبط بالشعر في رأيها إلى مستوى ( الواقعية اللغوية ) وترى أن للشعر لغته الخاصة الرفيعة التي يجب أن لا تطالها أيدي العابثين ، ويصدر أغلب هؤلاء عن مشاعر قومية عميقة تأبى على الشعر العربي الأصيل أن يتزعزع أمام موجة المذاهب الغربية أو الشرقية .

ومن أبرز هؤلاء الشعراء : يوسف العبيد المحيميد ، ومحمد الفراتي ، وعمر يحيى ، وضياء الدين الصابوني ، وعمر بهاء الدين الأميري ، ومحمد المجذوب...فما قولكم في كلام الدكتور بسام ساعي هذا ؟

ج12- كلام الأستاذ بسام ساعي صحيح وأنا أرى هذا الرأي فعلاً ، وغيري من الشعراء والأدباء الإسلاميين الملتزمين ، فالكلمة يجب أن تكون مسؤولة ، ويجب أن تكون مشرقة ، ومؤثرة ، وعميقة ، ولا تكون مؤثرة إلا إذا كانت كلمة رائعة ومسؤولة ، فالأصالة مهمة جداً في حقيقة الأمر وليست شكلية ، والقرآن قدوتنا دوماً ولماذا كان القرآن كلاماً معجزاً ؟ لأن هناك قصد إثبات التحدي وإعجاز المشركين عن أن يأتوا بمثله... فعلاً لغة الشعر والأدب يجب أن يرقى بها الإنسان إلى حيث يستطيع وفوق كل ذي علم عليم .

س 13 – ما موقف الإسلام من الشعر ؟

ج13- موقف الإسلام من الشعر قاله الله تعالى : والشعراء يتبعهم الغاوون ...فالشعر كلمة ، والكلمة في الإسلام مسؤولة ، والقرآن في الحقيقة حرف وكلمة . والكلمة هي التي تغير واقع الناس ولا يغير واقع الإنسان لا السلاح ولا القوة ولا الاستبداد ، كل هذا غثاء يذهب ، وإنما الكلمة هي الباقية وهي الكلمة المسؤولة الموجهة الملتزمة والشعر يجب أن يكون كذلك .

وأنتم تعلمون أن هناك حسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة ، وأبو سفيان بن الحارث ابن عمّ النبي – صلى الله عليه وسلم – والذي رثاه بقصيدة مؤثرة ، وأنا قلت في قصيدة لي سيبقى الشعر ما يلقي ضوءاً على ما تريد ، وهي تقع في 60 بيتاً :

ضيـاء   الحـرف أقـوى من سيـاط الظـلم والظـلم

ومـن  أغلال  طاغية  يسـوق الشـعب بالسكين كالغنم

كتاب الله حرف صاغه الرحمن في كلم ٍ ولكن ليس كالكلم ِ

فمـن عليـا بلاغته ومن آفاق عزته ومـن ينبوعه الشبم ِ

نظـمنا  الشـعر   قلـنا النثر لحناً سائغ الإيقـاع والنغم ِ

فمـنهجنا بيـان سرمـدي  النور  رغم الأعصـر الدهم

تفلّ سـواعد الفولاذ قوته ويبعث غابر  الموتى من الرمم

وتصفع جبهة النمروذ حجته فيهوي صاغر الخيلاء والعظم

وفـأس  أشرعت  في كـف إبراهيم تحطـم جبهة الصنم ِ  

 س 14 – متى يكون الأدب إسلامياً ؟

ج14- الأدب الإسلامي أولاً هو الأدب الملتزم في المضمون ، أن يتحدث عن التاريخ الإسلامي وعن الفكر الإسلامي وعن الواقع الإسلامي وعن الأمة الإسلامية ، مصداقاً لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، أضيف أنه يجب أن يكون على مستوى الشعر ، يعني هو مضمون إسلامي وفكر إسلامي لكن بشرط ألا يكون نظماً مجرداً ، طبعاً يجب أن يأتي بإبداع أعلى من الآداب الأخرى غير الإسلامية .

الأدب الإسلامي قديماً اتهم بأنه أدب المشايخ ، وأنه أدب ضعيف فيه ركود ، وهذا صحيح في الواقع إلى حدّ ما لأن هؤلاء لم يأخذوا الإسلام من منبعه الأصيل وتأثروا بالجمود الذي وسم به الفقه الإسلامي في العصور المتأخرة ألا تراه كان مشرقاً في أيامه الأولى في شعر حسان وابن رواحة وكعب بن مالك فترى ذلك الإشراق والتألق بعد ذلك الأدب الذي يذكر التاريخ مثلاً قصيدة أبي تمام من صميم الأدب الإسلامي ، جميع الشعر الذي قيل في معارك المسلمين هو شعر إسلامي .

أبو الطيب المتنبي له مثلاً في مدح بني حمدان ، صحيح أن المدح الآن وسم بالتملق ، وصحيح أنه كان يرجو النوال والصلات من سيف الدولة ، ولكنه حين نظم في تلك المعارك الرائعة جاء بالأدب الإسلامي الجميل ، ويمكن أن أذكر اليوم من هؤلاء الأدباء : الشاعر الإسلامي عبد الرحمن العشماوي الذي يمثل قمة الشعر الإسلامي الممتاز .

س 15 – من هو الشاعر الملتزم ؟

ج15- الشاعر الملتزم هو الذي يتحدث عن الإسلام بشعره وأحياناً في نثره وأحياناً في مجالسه الخاصة وفي حياته العامة وفي سلوكه . فالشاعر الملتزم هو الذي يلتزم بالمبدأ ، والمبدأ هو النظرة الشاملة عن الكون والإنسان والحياة ، والشاعر المسلم الملتزم هو الذي ينظر نظرة شاملة إلى الكون والإنسان والحياة من وجهة النظر الإسلامية ويلتزم بقضايا أمته .

س 16- هل تعتقد أن الأدب الإسلامي يمكن أن يكون أدباً عالمياً ، وما رأيك في قضية المحلية والعالمية في الأدب ؟

ج16- جميل جداً هذا الكلام ، الواقع أن الأدب الإسلامي هو أدب عالمي في حقيقته ، أما إذا قصرت به أبناؤه ، فهذا أمر آخر ؛ لأن رسالة الإسلام رسالة عالمية ، فإذا كان هناك أديب أو شاعر إسلامي فلا بدّ من أن يكون أدبه وشعره ونثره عالمياً ، إذاً على الدعاة والقادة والأدباء جميعاً مسؤولية نقل الإسلام بشكله العالمي فرسالة الإسلام لم تفرق بين قوم وقوم ولا جنس و جنس ولا محلّ وآخر ، وإنما تتجه إلى الإنسان حيث كان .

وهناك إشكالية إسلامية بسيطة ، نحن حين نتكلم في قصيدة إسلامية عن واقع العالم الإسلامي ، نرى أنها تنضح بالغضب وفيها شظايا الغضب ، وفيها الهجوم العنيف أحياناً، يقال عن هذا الشاعر أنه متطرف ومتشدد ولكني حين أتكلم عن الواقع لا أحمل على الأشخاص والأجناس بل أحمل على الأفعال ، فحين أهاجم الانجليزي ، لا لأنه إنجليزي بل لما تفعله هذه الأمة ضد المسلمين ، وعندما أتكلم عن الصليبية أريد أن أسوق إليهم تعاليم الإسلام فإذا أسلموا كانوا مثلي ...

فالأدب الإسلامي هو أدب منزه عن الأحقاد والقوميات البغيضة فهو أدب عالمي ويجب أن يكون عالمياً ...

س17- هل يتحتم علينا أن نقوم بعملية الترجمة حتى نصل إلى العالمية ؟

ج17- عملية الترجمة قد تكون وسيلة لبلوغ هذه الغاية العالمية ... وأنا قلت منذ قليل أن الأديب الملتزم هو ينطلق من نظرة شاملة عن الكون والإنسان والحياة أي أنه يحمل مبدأ إسلامياً وهو ينطلق من هذه النظرة العالمية ..

وماذا تنتظر من أمة ممزقة تتوزع إلى عشرات الدويلات المتناحرة ... بل ماذا تقول في فكر دخله شتىّ الثقافات والعقائد والمبادئ الفاسدة ...في الحقيقة مثل هذه الأمة لا تستطيع أن تفرض رأياً عالمياً أو محلياً ...

س18- ما زال الجدل محتدماً بين دعاة العامية الذين يرون أن بعض الأشكال الأدبية تتطلب بالضرورة توظيف العامية لتحقيق النجاح المطلوب أو ما يسمونه بالصدق الفني .. ويعتبرون الإصرار على اللغة الفصحى بشكل عام فيه نقص يفقد هذه الأشكال واقعيتها ويجعلها خاضعة لقيود ليست بحاجة إليها ...   وبين دعاة اللغة الفصحى باعتبارها لغة القرآن دستور ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ... فهل لكم أن تدلي بدلوكم في هذه المسألة ؟

ج18- دعاة العامية في الحقيقة هم دعاة تهديم  . فاللغة الفصحى لغة القرآن ولغة الأمة ،ونحن بأيدينا حجة قوية وهي أن اللغة هي التي تحفظ تراث الأمة ، فإذا ربينا الأجيال على اللغة العامية وفسدت عندهم سليقة تفهم اللغة العربية نكون قد وجهنا ضربة إلى ملايين الكتب بل إلى المبدأ ذاته بل إلى تذوق القرآن

فالقرآن الكريم لدى المسلمين عقيدة جازمة بأنه كلام معجز ، فالذي لا يتذوق اللغة العربية تعال لتقول له ذلك ربما يقول إن هذا كلام غير صحيح وغير جيد ...

أظن أن دعاة العامية قالوا ذلك عن تخطيط ، وما قالوه مصادفة ، فهذا التخطيط أمر مخطط له لأنهم دعوا أيضاً إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية ، وقالوا أن الأرقام والأعداد العربية أصلها أجنبي ...

س19- ما رأيكم في الأدب الصوفي ؟ وهل يمكن اعتباره شعراً وأدباً إسلامياً ؟

ج19- الأدب الصوفي يقسم إلى قسمين:

1- أدب العقيدة الصوفية المنحرفة : التي تدعو إلى وحدة الوجود والتي تعطل الأحكام الشرعية ، والمغرقة في العقائد الصوفية الباطلة والتي تدعي الغيب ، وهذا النوع من الأدب الصوفي مرفوض ، وهذه الثقافة متحدّرة من الثقافة الهندية .

2- أما أدب الأمثال والحكم والأخلاق والسلوك : فهو أدب إسلامي ، ومن الشعر الصوفي الإسلامي شعر إقبال الذي كان يدعو إلى الفاعلية متأثراً بأستاذه جلال الدين الرومي الذي نظم بالفارسية ، فإقبال يتأسى به ، وهو يدعو للجهاد ونبذ الرهبانية ، وهاهو يتصور أنه أمام معلمه الرومي يسأله أسئلة كثيرة وهو يجيب ، وزادت قصيدته على المئة بيت ومنها :

ماذا يأمل الإسلام من هذا السلوك                   ألكي نرض بفقرٍ أم إلى طيش الملوك

    قال رومي جنة الإسلام في ظل السيوف       ليس ما تطلبه الرهبان من أمن الكهوف

وأضيف أنني قلت عن إقبال في قصيدة لي : ( ريشة من جناح جبريل ) صوّرت بعض أقواله فيها :

  يا عازفاً من لحون الهند نغمته             من صوت عدنان حازت أكرم النسب

وساقياً أعجمي الدن خمـرته                بغير كـرم الحجاز السمـح لم تطب

  يزهو بصوفية العزم المجاهـد          لا صـوفية الجبن والإذعان والـهرب

س20- ما موقف الشعراء الإسلاميين من الحضارة الغربية ؟

ج20- هناك مصطلحان : المدنية والحضارة .

-   المدنية : بأشكالها المادية المختلفة وبجميع أقسامها العلمية نأخذها بلا تحفظ ، ونأخذها من أي مصدر جاءت ، لأن المدنية عالمية في حقيقتها ، ولأنها مستمدة من الكون وعما هو كائن في الوجود من حيوان وإنسان وجماد وذرة فهذه نأخذها بلا تحفظ .

-   أما الحضارة : وهي مجموعة المفاهيم ،فالمبدأ الإسلامي ، والإنسان الإسلامي صاحب الرسالة يرفض هذه جملة وتفصيلاً ، وهذه لا تؤخذ إلا عن طريق الإسلام ، وإلا لما كان هناك التزام ،

    هذا هو التصور الصحيح لهذه المسألة .

س 21 – ما موقف الشعراء الإسلاميين من الوحدة الإسلامية ؟

ج 21 – الوحدة الإسلامية ضرورية جداً ، وهناك أمة التوحيد وأمة الوحدة ، فالتوحيد كلمة لا إله إلا الله تلك الكلمة الطيبة والعبادة الخالصة لله .

والوحدة وحدة الطريقة ، فالشهادتان : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، في الأولى وحدة العقيدة ، وفي الثانية وحدة الطريقة الموصلة إلى هذه العقيدة ، فهي عقيدة وطريقة بنفس الوقت .

والأمة الإسلامية أمة واحدة بطبيعتها ، وأي تجزئة لها في حقيقة الأمر تهديم لهذا الصف الإسلامي فعلى هذا الأساس يجب أن تكون هناك وحدة إسلامية لا اتحاد ، ولا مؤتمرات ، ولا رابطة العالم الإسلامي ، ولا بأس إذا كانوا يهدفون ويدعون إلى الوحدة الإسلامية ، بشرط أولاً أن يدعوا إلى استئناف الحياة الإسلامية ، وأن يحمل الإسلام بطريقة سياسية على أساس واحد وقيادة سياسية واحدة ،

وهذا هو الطريق الصحيح ، ويجب أن تعود الوحدة الإسلامية على هذا الأساس الذي ذكرناه .

س 22 – ما موقف الشعراء الإسلاميين من الأصالة والحداثة في الأدب ؟

ج22 – هناك صراع بين دعاة الاجتهاد والتقليد ، فالاجتهاد له مكانة ويجب على المجتهدين أن يستمروا في الاجتهاد ، وإقفال باب الاجتهاد دعوة فيها سطحية وتخالف التصور الإسلامي ، فالاجتهاد يجب أن يستمر ولكن بشروطه ، ولا يستطيع كل إنسان أن يجتهد في الدين ، وهذه المعركة بين دعاة الاجتهاد والتقليد انتقلت إلى الأدب بين دعاة الأصالة والحداثة ، فالتحديث مطلوب ونحن لسنا ضد الحداثة ، ولكن نؤكد على الالتزام والمضمون في الأدب الإسلامي ، ويجب أن نسير بهذا ونقتبس من الحداثة في القوالب ، والقوافي المتعددة ، والتفعيلات ، والأبيات لا يشترط أن تكون ذات مصراعين ، ولكن الشعر له مقومات يجب الحفاظ عليها ؛ يجب أن يكون للشعر موسيقا : وزن وقافية ..وخيال ومعنى .

وأنا قلت الشعر الحديث ، ولي قصيدة تبدو أول وهلة عاطفية وتلبس لبوساً عاطفياً ، وأنا – كما قلت لكم – ليس لي سوى الشعر السياسي الإسلامي ، وأورد لكم مقطعاً من هذه القصيدة :

يهتز جفني للقاء بدمعة أندى على قلب المشوق

من قطرة السلسال من رشف الرحيق

وتشع شمس في الفؤاد المظلم

وتغرد الأشواق نشوى في دمي

وأراك مبتسم المحيا مشرق القسمات مرتفع الجبين

ما غيرتك على مدى الأيام عادية السنين

وظلام غرفتك الحزين

وسلاسل الأغلال في سجن الطغاة الظالمين

ألقاك والذكرى عروس في الخيال تتيه بالحلل الجميلة

أيام كان الحب ينفحنا بأنداء بليلة

والحب ينشر فوق مخدعنا من الأحلام أجنحة ظليلة

وينير غرفتنا ضياء من سنا الأشواق لا نخشى أفوله

ويدق شرطي على باب الحديد بكفه أزف الوداع

أزف الوداع أتسمعون

أزف الوداع لقد مضى الوقت المحدد للزيارة

هذا الذي سمحت به في السجن لائحة الإدارة

هيا إلى الغرفات مرّ الوقت وانتهت الزيارة

ويذوب كفي في يمينك عندما أزف الوداع

أزف الوداع إلى اللقاء

ونزعت كفك ثم قلت إلى اللقاء

أحسست أن القلب من جنبيّ ينزع ثم تنهمر الدماء

سيغيب عن عيني ضياك

ودقيقة تمضي ثوانيها السراع فلا أراك

وأدرت ظهرك حين غاص الجفن في الدمع المغمس في شذاك

تمضي وطرفي في وجوم الصمت متبع خطاك

ستغيب خلف الليل خلف رؤى دجاه وخافقي في الصدر محتضن رؤاك

فكما ترى هذه القصيدة – ولي قصائد كثيرة مثلها – فيها الحداثة في أبرز معانيها ولكنها مشرقة ملتزمة واضحة .

س 23 – ما سبب فقر المكتبة بالنقد الأدبي الإسلامي الحديث ؟ 

ج23 – المكتبة الإسلامية مفتقرة إلى الكثير الكثير ..فهي مفتقرة إلى كتب في الفكر الإسلامي ، وفي السياسة الإسلامية ، لولا بعض الكتاب ، وبعض الكتل جزاهم الله خيراً ، قاموا بهذه المهمة ، وربما يكون الطريق إلى النضج قريباً أو بعيداً لا ندري ، والحقيقة هناك تعتيم معرفي شديد حول انتشار الأدب والنقد الإسلامي .

  

س 24- من المسؤول عن التعتيم المعرفي في نظركم ؟

ج24- المسؤولون في الدرجة الأولى هم القيادات السياسية ؛ لأن القيادات السياسية هي التي توجه الإعلام إلى خدمة أغراض هذا القائد أو ذاك ، وهذا الفكر الغريب أو ذاك ، والإعلام هو أعظم وسيلة لنشر الكلمة والفكر ، وهؤلاء القادة هم المسؤولون في الدرجة الأولى ، ولكن الأمة جميعاً مسؤولة عن ذلك أيضاً ؛ لأنها هي التي يجب أن تستأنف الحياة الإسلامية وأن تتجاوز هذه المصاعب مهما كانت عنيفة وقاسية ، ومهما احتاجت للبذل والتضحية ، ودائماً الكفاح السياسي وإعادة النهضة واستئناف الحياة الإسلامية يحتاج إلى جهد كبير جداً ، وبذل دماء وتضحيات ضخمة .

س 25- يقال : إن الشعر الإسلامي شعر جامد ؛ لأنه يعتمد على الوعظ ، ويغلب فيه العقل على العاطفة ، فما مكانة العقل والعاطفة في الشعر الإسلامي ؟

ج25- الإنسان من عقل وعاطفة فعلاً ،والعقل أساس في فهم المبدأ والأحكام الشرعية ، والعاطفة طاقة تحرك إلى العمل ، فيجب أن يتضافر العقل والعاطفة حتى يكون الإنسان المسلم مسلماً حقاً ، ملتزماً حقاً ، ومن هنا ترى شعر حسان وكعب وابن رواحة يحمل هاتين السمتين العقلانية والعاطفية الجياشة ، والذين وجهوا هذا النقد إلى الشعر الإسلامي وإلى بعض الشعراء المسلمين أصابوا في ذلك النقد ؛ لأن هناك شعراء مسلمين حقيقة لديهم هذا الجمود ، وهذه مهمة النقاد .

أما الشاعر المسلم فيجب أن يكون شعره إسلامياً ملتزماً يحمل مبدأ الرسول كاملاً بالطريقة السياسية ويجب أن يحوز على أعلى قمة من قمم الفن الشعري وأن يتحلى بأعلى عناصر الفنية .

س 26- ما تقييم الأستاذ يوسف عبيد لجهود رابطة الأدب الإسلامي العالمية ؟

ج26- جزاهم الله خيراً، أي أحد يضيف إلى نبض العالم الإسلامي نبضاً جديداً ، ولكنه في الطريق الصحيح هذا أمر جيد ، ونحن دائماً نتحفظ على مؤتمرات تكون هنا وهناك ونخشى أن تكرس واقع التجزئة ، وهم إذا انطلقوا من وحدة العالم الإسلامي ، وطالبوا باستئناف الحياة الإسلامية تحت ظلال القرآن والسنة ، والكلمة المعبرة والشعر الإسلامي الذي يخدم تلك الفكرة فهذا جهد مبارك . ولكنني أعود وأقول : إنها تبقى محاولة ما تزال محدودة ، ونية أصحابها ربما كانت حسنة ولكن المعطيات والإمكانيات محدودة .

س 27- كيف يرى الأستاذ يوسف عبيد مستقبل الأدب الإسلامي ؟

ج27- مستقبل الأدب الإسلامي مربوط بمستقبل العالم الإسلامي ومستقبل المسلمين أنفسهم ..فالمسلمون اليوم يطلبون استئناف الحياة الإسلامية وعودة النظام الإسلامي تحت ظلال الخلافة ، لا الجمهورية الإسلامية ولا غيرها ،فالإسلام هو الإسلام الشامل الكامل ويجب أن يعود إلى الحياة ..فإذا عاد الإسلام إلى الحياة عاد الأدب الإسلامي أيضاً ؛لأن الأدب الإسلامي كلمة تخدم الفكر الإسلامي . فعلى المسلمين أن يعملوا لعودة الخلافة والحياة الإسلامية .

ولقد ذكرتني بمقالة لي كتبتها منذ سنتين هي ( ماذا يطلب المسلمون اليوم ) والحقيقة أن المسلمين اليوم لهم مطلب وحيد هو استئناف الحياة الإسلامية على أساس الخلافة ، ومطلبهم وحدة العالم الإسلامي وأي منشق هو مخرب .

س 28- هناك ديوان للأمير عبد الله الفيصل عنوانه ( من وحي الحرمان ) ،فمن هو الشاعر المحروم في رأيك ؟

ج28- عبد الله الفيصل قرأت ديوانه الأول ( من وحي الحرمان ) ثم صدرت له دواوين أخرى مثل

( خريف العمر ) وشعره متوسط ،ويميل إلى إرسال قصائده إلى المغنين والملحنين متأثر بالرومانسية وأدباء المهجر ، وينظم الشعر النبطي أيضاً، وشعره غزل بشكل عام ، لأنه رجل متفرغ لحياة الترف واللهو ، وهو يشعر بالغربة والضياع وانقسام النفس في هذا الديوان ..ونحن هنا لا نريد أن نفصل في أمره .

أما الشاعر المحروم فهو الذي لا ينشر شعره بين الناس ؛ لأن الشاعر حين يعبر عما في نفسه ملتزماً بقضايا أمته ، يريد أن ينتقل هذا الكلام إلى أكبر عدد ممكن من البشر ، ولو استطاع لأسمعه إلى كافة أرجاء العالم الإسلامي حتى يؤثر تأثيره المطلوب ، فالشاعر المحروم هو الذي لا ينشر شعره وأدبه لسبب مادي أو عجز أو ضغط سياسي ، وهذا هو الحرمان فقط ، أما الحرمان المادي والحرمان الذي يأتي من قبل الكفاح السياسي فهذا ليس بحرمان ؛ لأن المكافح راض بما يحصل له نتيجة كفاحه وأعماله  .

س 29 – اذكر لنا – إذا سمحتم – بعض الشعراء المعاصرين الذين يمكن أن يمثلوا التصور الإسلامي في نتاجهم الأدبي ؟

ج29- أي نقص في التصور يكون القصور في الأدب الإسلامي ، ومثلاً الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري وقف شعره للفكر والقضايا الإسلامية ، وعبد الرحمن العشماوي : هو من الشعراء الممتازين إسلامياً ومحلق من الناحية الفنية ..وهناك عبد الله عيسى السلامة لولا شيء من الغموض في شعره ، ومحمد منلا غزيل حين التزم بالإسلام وانطلق في الشعر الإسلامي كان له شعر جيد، وإن كانت تغلب عليه العاطفة وأحياناً فيه شيء من السطحية ، وقد هجر الشعر أخيراً .

ونحن بسبب هذا التعتيم الإعلامي لا نعرف شيئاً يذكر عن الشعراء الإسلاميين في موريتانيا أو اليمن أو في شمال إفريقيا .

س 30 – ما رأي الأستاذ يوسف عبيد في الأدب النسائي الإسلامي ؟ ولماذا غاب عن الساحة ؟

ج30- الأدب النسائي الإسلامي موجود منذ فجر التاريخ الإسلامي ، فالسيدة عائشة – رضي الله عنها – كانت محدثة وبليغة في كلماتها ، وهناك الخنساء ، وفي العصر الحديث هناك كاتبات مسلمات مثل سمية قراعة كتبت في قمة الفكر الإسلامي ( الإرادة والاختيار ) وهناك بنت الشاطئ ..ونحن نريد من الرجال والنساء أن يشاركوا في العمل الإسلامي وحمل المبدأ الإسلامي ومنه الأدب والشعر .

عين النخيل 8 آذار 1994 م .