أنطون مقدسي

أنطون مقدسي

لماذا انتهت النهضة؟ لماذا اندثر الفكر والأدب؟

راشد عيسى

غداة سقوط بغداد وطاغيتها إثر الحرب الأميركية على العراق، ذهبت إلى شيخ المثقفين السوريين، أنطون مقدسي، آملاً الحصول على شهادته وتعليقاته إثر ذلك السقوط المدوّي. شهادة أردتها علامة من بين شهادات عديدة لمثقفين سوريين وعراقيين. سوى أن المفكر السوري كان الوحيد الذي استمهل وأرجأ الأمر، ووعد، كما يشير هنا، بكتابة مقال ل<<السفير>>حول مجمل الوضع العربي.

وفي الحديث المسجل حاولت أن ألقي بأسئلتي هنا وهناك، عساي أحصل على جملة أو تعليق، أو كتوطئة لحوار قادم اتفقنا أن نعود إليه. كان الرجل يجيب عن أسئلة الحاضر بالعودة إلى الذاكرة والتاريخ. ولعل هذا ما جعل من حديثه هنا تداعيات واستطرادات في غير سياقها أحياناً.

من البديهي أن يعاد النظر، بعيد تلك الحرب، بمفاهيم، ربما كانت جزءاً مما يسميه المقدسي <<الكلمات الفارغة>>. ما الذي سيحل بمفاهيم كالأمة والنظام الوطني والأحزاب والثقافة والمثقفين ودورهم؟ يبدو أن شيخ المثقفين السوريين أرجأ الأمر أكثر مما ينبغي، حتى أدركه الموت. ويبدو أننا قصّرنا في العودة إليه، تماماً مثلما تقصّر أجيال برمتها عن العودة إليه، فاضطررنا إلى العودة إلى ذلك الحديث الذي كان بدأ باستطلاع مفهوم الأمة:

- إننا نتحدث عن أمة عربية، ولكن ما نوع وجودها؟ طالما أن لا وجود سياسياً لها.

* وجودها السياسي هو جامعة الدول العربية. حرب الخليج الأولى لتحرير الكويت أنهت الأمة العربية، بسبب اصطفاف العرب بعضهم ضد بعضهم الآخر. كانت الغالبية مع الكويت، أي مع أميركا. أي أمة عربية هذه؟ سياسياً لا وجود لها. وفكرياً فإن الفكر العربي بدائي. هنالك فقط أيديولوجيات، وهي متعارضة بين سوري قومي، وعربي، وشيوعي.

- في القرن التاسع عشر بدأت نهضة حقيقية، نهضة فكرية يمثلها الطهطاوي ومحمد عبده والأفغاني، وفرح أنطون، وشبلي شميّل وصولاً إلى طه حسين. وقد كانوا مفكرين لا أدباء.

ترى لماذا انتهت هذه النهضة؟

* بعد الحرب العالمية الثانية نشأ أدب عربي جيد، في الرواية بصورة خاصة. ومن ثم في الشعر، مع أدونيس ومحمود درويش والبياتي. لكن الحرب الآن هي حرب الأدب المحكي. السينما والأغاني والمسلسلات التلفزيونية وخطاب التلفزيون، كله صار باللغة المحكية، بقيت اللغة الفصحى للدراسات.

- سعيد عقل كان لديه مشروع لتحويل هذه أيضاً إلى اللغة المحكية.

* سعيد عقل معلّم باللغة المحكية، وفي اللغة العربية لا غبار عليه.

- لماذا اندثر الفكر؟ والأدب؟ كم يستطيع أن يبقى إذا كان المسرح أيضاً أصبح كله باللغة المحكية؟

* هكذا فإن وجود الأمة العربية وجود إشكالي، ولا إرادة لها، هنالك فقط إرادة زعماء كلهم يحتكمون بالأمة. صارت الكلمة فارغة لا مضمون لها. وقد كتبت من قبل مقالاً بعنوان <<الكلمات الفارغة>>. من هو الزعيم العربي المستعد الآن للتنازل عن واحد بالمئة من زعامته للآخر ليصيروا إلى اتفاق. كلهم رؤوس. لا بد من إعادة النظر بكل هذه المفاهيم. أميركا لا تفرِق معها أن تكون أمة، باعتبارها تسعى فقط لتأمين مصالحها. الآن هي تكتفي بتوجيه إنذارات. هل رأيت ما فعل كولن باول؟ لم يقبل بإجراء مؤتمر صحافي مع وزير خارجيتنا، لأنه لا يريد أن يقول علناً الشيء الذي قاله للرئيس. أميركا لها مصالح تريد ترتيبها، وتريد أن تحكّم إسرائيل بالمنطقة. أين هي الأمة العربية

- من حاول أن ينصر الفلسطينيين؟

* أنا شهدت مولد البعث. كلمة البعث قديمة، ولكن من أعطاها مدى هو زكي الأرسوزي.

هل هناك يا ترى حزب بعث متواصل؟ هذه أيضاً مسألة مشكوك فيها. كيف كان في البداية، مع كتابات ميشيل عفلق، وكيف صار بعدها؟ بين المنطلقات النظرية وكتابات عفلق وما بعدهما، أمران لا علاقة لأحدهما بالآخر. وبالنتيجة الجيش الذي يحكم لا تفرق معه لا هذه ولا تلك. سألني صحافي ذات مرة: ما العلاقة بين هذا البعث والبعث القديم؟ قلت له ما المشترك بين الدب الأكبر والحيوان الذي يحمل اسم الدب؟! (كذلك نرى أنه بين رياض الترك ويوسف فيصل ليس هناك قاسم مشترك، مع أن كليهما شيوعي)

جاء الأرسوزي سنة 1938، وقد رافقته منذ ذلك العام وحتى وفاته العام 1968، ليعطي دفعة قوية للفكر القومي، والبقية كانوا عالة عليه، إن كان صلاح البيطار أو ميشيل عفلق، أو أكرم الحوراني، الذي اشتغلت معه مدة طويلة. في العام 1968، إذا صحّت ذاكرتي، كان لي حديث مع محمد حيدر، وقد كان الأمين العام المساعد في القيادة القطرية، وكانت معرفتي به قليلة، فقد كان من قبل موظفاً عادياً في وزارة الزراعة، والآن صار مليونيراً واستوطن في أوروبا. كنا نتحدث في الفكر القومي، وقلت له إن الأمة قوى، وكل مجموعة إنسانية لها شيء من التماسك، إن كانت نقابة أو اتحاد كتّاب أو حزباً، وإذا نظرنا إلى الواقع العربي سنرى أن القوى الحاكمة فيه فعلياً ثلاثة: الجيش، الإسلاميون، والمثقفون. الأحزاب كلها هامشية ولا قيمة لها، وكان من الممكن أن تكون شيئاً، إلى أن جاء الجيش وكنسها.

الإسلاميون انهارت قوتهم في الثمانينيات، والمثقفون لا قيمة كبيرة لهم.

اليوم رجل الشارع، وأنا أعرفه جيداً، لا يقبض كل حكي العروية، والاشتراكية، وسوري قومي، وشيوعية. لا أحد يقبض هذا الكلام، حتى الشيوعيون لا يقبضون أنفسهم، وإذا قرأت ما كتبه رياض الترك، فلن تعثر على كلمة عن الشيوعية، والرجل واع ويفهم.

جماعة خالد بكداش أول ما بدأوا ينشرون جريدتهم، قبل دخولهم في الجبهة، أعادوا شعار <<يا عمال العالم اتحدوا>> وكانوا يكتبون رسالة الاتحاد السوفياتي، لا رسالة موسكو. رحم الله الاتحاد السوفياتي. الإسلاميون لن يعيدوا تجربة الثمانينيات خوفاً من الجيش، ويبدو أنهم سيفعلون مثلما فعل الإسلاميون في تركيا، فالإسلاميون الآن موجودون عبر الحجاب، وهم يلاحقون النساء واحدة واحدة، وإذا رأيت امرأة سافرة ستكون من مذهب أو دين آخر. أعرف ذلك من الجيران الذين حولي، وهذا شيء طبيعي، إذا راحت كل القوى يبقى الإسلام، في بلد مسلم. هذا بلد عقائدي، حينما جاءت الشيوعية والاشتراكية، صارت ديناً، وحين أفلس الدين الجديد رجعوا إلى القديم.

مع العراق لا الدكتاتورية

- كيف كنت تتفاعل بشكل شخصي مع أخبار الحرب على العراق؟

* كنا نتصور أن يصمد العراق قليلاً، ولكنه <<فرط>> بسرعة. طالما أن البلد قائم على شخص، فلا بد أن يذهب بذهابه. وهذا هو شأن كل البلاد العربية بلا استثناء. السؤال هو لماذا الحكم في البلاد العربية كلها شمولي، دكتاتوري، هذا يحتاج إلى إجابة. هناك خمسون فرقة، أي خمسون وحدة سياسية، الكردي بتقسيماته، الشيعي بتقسيماته، التركماني، والشيوعي، السنيّ، والآشوري والكلداني.

كيف يمكن لملمته؟ يأتي حكم عسكري تحكمه أميركا، ريثما يجدون دكتاتوراً جديداً. هذا ما قلته في محاضرة بتكليف من وزارة الدفاع في السبعينيات. طُبعت المحاضرة وُوزعت فقط لخمسة عشر ضابطاً معروفين، خليفاوي وغيره.

- لماذا جاء الجيش إلى الحكم؟

* لأن البلاد كانت معرضة للفرقة، بطوائفها ومللها ونحلها وإثنياتها وأقلياتها الدينية والسياسية والثقافية، وجاء الجيش ليلمّها. الجندي إذا كان لواء أو عريفاً هو خبير، والخبير لا يصبح سياسياً.

- لأول مرة في تاريخ الحروب العربية نجد هذا الانقسام لدى المثقفين تجاه حرب العراق

* هذا تاريخ طويل، يجب ملاحقته، لنعرف كيف حدث. أنا كتبت رسالة للرئيس بشار الأسد، قلت فيها في الأربعينيات والخمسينيات بدأ الشعب يتحرك (أنتظر أن أكتب ذلك في مقال عن تلك الفترة)، رأينا ذلك بأم أعيننا، جاءت الانقلابات العسكرية وأسكتت المعارضة، لذلك وصلنا إلى انهيار سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي. وقلت في <<رسالة إلى حفيدي>> إننا لسنا مواطنين. في هذه البلاد ليس هناك مواطَنة، فالمواطن هو الذي ينتخِب ويُنتخَب.

- هل كان يستفزك قول مثقف إنه مع أميركا لتحرير العراق؟

* لا أعرف. ربما بعض المثقفين سرّهم أن يسقط دكتاتور على أن يذهب الباقون. التطور السريع يجعل المرء متردداً ومتحفظاً تجاه المفاهيم المستعملة.

أنا سأكتب مقالاً ل<<السفير>>، ليس عن حرب العراق، بلعن الوضع العربي الآن، ولكنني أتريث قليلاً لأرى كيف سيتطور الوضع.

أثناء حرب الخليج الأولى أصدرنا بياناً، حينها جاء إليّ شوقي بغدادي ونزيه أبو عفش ووقعت معهما على بياض من أجل العراق. يومها أُخذت إجراءات ضد البعض على ضوء البيان، مثل عبد الرحمن الحلبي الذي سُرِّح ثم أًعيد. نحن مع العراق. ولكن لسنا مع الدكتاتورية.

لم يتركوا المثقفين لينضجوا، ضُرب التعليم. أفضل المثقفين هم الذين تربّوا على المنهاج الفرنسي القديم. الآن يصعب أن ينشأ مثقف جيد، لأن المستوى الجامعي هبط إلى درجة مخجلة.

- ماذا عن مفهوم النظام الوطني بعد حرب العراق؟

* أرى حتى الآن أن البلاد العربية تطغى أكثر.

- منذ رسالتك الأولى إلى حفيدك والمعنونة ب<<إلى حفيدي>> صارت لغة التخاطب في العديد من مقالاتك موجهة إلى حفيدك، هل كنت تتوخى من وراء ذلك شكلاً أدبياً في الكتابة؟

* لقد زعلوا مني كثيراً هنا بعد هذا المقال. كانوا ينوون منحي جائزة وأقلعوا بسببه. سؤال المواطَنة وُجه إليّ فعلاً من حفيدي. ومن ثم أردت أن أطرح مسألة الهوية، وهي مسألة خطيرة. هل هوية هذه البلاد سورية أم عربية أم إسلامية؟

قلت إن سوريا وجود مفتعل. هذه ليست سوريا. أيام العثمانيين كانت سوريا تشمل شرق الأردن وفلسطين ولبنان وحتى ديار بكر وماردين، اللتين أعطيتا لأتاتورك، لأن أوروبا أرادت أن تحقق توازناً في المنطقة، ولذلك شجعت مصطفى كمال عبر هذه المنحة. في العام 1935 أُعطيت الأقضية الخمسة للبنان. وحينما ذهب هاشم الأتاسي إلى باريس ليفاوض بعد إضرابات ال1936 غنّوا له في حمص: هاشم بيك يا عزيز/ يا اللي رايح ع باريز/ تتذكروا شو بدنا/ بدنا الوحدة السورية. كانوا حينها يطالبون بالأقضية الخمسة. في أيام العثمانيين كانت زحلة هي لبنان، والمعلقة كانت سوريا.

كان البقاع كله سورياً، وكذلك طرابلس، مرجعيون، حاصبيا، راشيا. أنا عشت مع أهلي عشرين سنة في لبنان. بالنسبة لنا، لم يكن هناك سوريا ولبنان. كنا نذهب من يبرود إلى البقاع على الدواب ليلاً. عاش أهلي برأس بعلبك، أما أنا فعشت في زحلة وبشري، واشتغلت في عدة أمكنة بلبنان.

أما عن الأردن، وهي امتداد لسهل حوران، فإن تشرشل يقول عنها في مذكراته: أنشأنا في شرق الأردن ثكنة جنودها من البدو، وضباطها من الإنكليز، والغرض منها أن تكون خط دفاع ثانياً عن القناة، وهي الشريان الأهم في التجارة العالمية. هكذا صارت دولة وهي ثكنة. أهل يبرود هم أول من ذهب إلى الأردن، هناك حيث يسكن البدو ويحتاجون إلى الخيام، وكانت صناعة بيوت الشَّعر مهنة أهل يبرود، لذلك ذهبوا إلى الأردن وأنشأوا مراكز لتجارتها، ثم احتاجوا بعدها إلى النجار والحداد والخباز الذين أُخذوا من الشام ومن هنا وهناك. أنا ذهبت مرة واحدة إلى الأردن والتقيت هناك باليباردة القدماء.

- هل تذهب إلى يبرود الآن؟ كيف تبدو اليوم في ذاكرتك؟

* كنت أذهب أحياناً، أما الآن فلم يبق لي أحد هناك، وليس لنا بيت ولا رزق في يبرود. كل الذين كنت أعرفهم فيها ماتوا. كانت أختي هناك وكنت أطلّ عليها، والآن صارت في دمشق. يبرود كانت بلدة صغيرة وجميلة، وفيها مياه، الآن صارت مدينة صغيرة وسخة وليس فيها ماء. جفت ينابيعها، وتُسقى من الآبار.

حفروا آباراً ذهبت بمياه يبرود والنبك. ليس فيها بلدية قوية، وكل واحد يبني على هواه.

وبسبب ترابها الكلسيّ صارت مكاناً للغبار.

- أحد الذين حاوروك بعد <<رسالة إلى حفيدي>> أخذ عليك تجاهلك لأجيال مرت بينك وبين حفيدك. هل كان تجاهلاً؟

* لا. ولكن فقط أردت القول إننا لسنا مواطنين.

كاتب كبير

- هل شاهدت تمثال ميشيل عفلق وقد اعتُدي عليه في العراق؟

* ميشيل عفلق لا شك بأنه ككاتب من أكبر الكتّاب، أما كشخصية سياسية فهو صفر. لا شخصية سياسية له، شخصيته ضعيفة. مرة أراني بديع الكسم، أيام كان عبد الرؤوف الكسم رئيس وزارة وكان يبعث له بمجلات ممنوعة، أراني مجلة صادرة في العراق، كتب بها ميشيل عفلق: إن الله بعث بصدام حسين لإنقاذ العرب، هكذا بالحرف الواحد، وبأسلوبه الذي أعرفه جيداً. عفلق لو اشتغل بالكتابة لكان أكبر كاتب عربي، ولكنه كشخص ومفكر وسياسي، صفر.

- ماذا عن أكرم الحوراني؟

* أكرم شخص سياسي مضبوط، له مشاكل، ولكنه رجل سياسي، حرق نفسه حين أراد مقاومة عبد الناصر، أخطأ خطأ كبيراً. لم أكن هنا حينذاك، ولكنني أعرفه مثلما أعرف الأرسوزي، بيني وبينهما صداقة، كنت أحترمه وأعتبر أن مستقبله في سوريا كبير. ولكن بعهد الوحدة، جاء عبد الناصر ليأخذ ضباط الجيش، كعبد الغني قنوت وزملائه، ليجعل منهم وزراء. حدث ما يشبه قصة شمشون في التوراة، فلكي يغلبوه قصوا له شعره، فلم يبق لديه قوة. وهنا أيضاً، القوة التي كانت لدى الحوراني تبددت. جاء ليأخذ ثأره من عبد الناصر فاحترق.

- أنت كنت في <<العربي الاشتراكي>>؟

* نعم. فقد اشتغلت مع الحوراني لفترة، واشتغلت مع الشيوعيين لفترة وتركتهم، لكني لم أكن شيوعياً ولم أدخل الحزب، لأن المادية الجدلية لم تدخل بعقلي. ولكن اشتغلت مع الشيوعيين لأنهم كانوا الحزب الوحيد الذي يحمل نفَساً تقدمياً في الأربعينيات. اشتغلت 15 سنة في الحقل السياسي كمناضل، وأعرف كل السياسيين، وتركت حين جاء الجيش العام 1958، وقت حل الأحزاب.

- أنت ساهمت بكتابة وثيقة الاندماج بين الحزبين؟

* نعم. كان ذلك في القورشي في حي الميدان عند ميشيل عفلق، وجاء يومها بعض أبناء مدينة حلب مثل عبد الفتاح الزلط ورفاقه. لا أعرف الآن أين صارت تلك الوثيقة، أظن أن من أخذها جلال فاروق الشريف وأخفاها، وهو كان يخفي أيضاً وثائق كثيرة. كانت تحمل من خمسين إلى ستين توقيعاً، وفيها إشارة إلى ضرورة تبديل أيديولوجية البعث. اسم حزب البعث العربي الاشتراكي قرر في غرفتي في شارع سليم الشلاح. كان حزب البعث حزب مثقفين، بينما <<العربي الاشتراكي>> هو حزب شعبي.

جرت مناقشات طويلة للاندماج، ليتكامل أحدهما مع الآخر. لا أكرم الحوراني كان يذهب إلى ميشيل عفلق، ولا عفلق يذهب إلى الحوراني. عفلق كان في القورشي، والحوراني كان في شارع أبو ذر الغفاري (قريباً من مسرح أبو خليل القباني الحالي)، وكان صلاح البيطار بقربي أيضاً، كانوا يأتون إلى غرفتي من أجل الاندماج. عفلق أخّر الاندماج حوالى شهرين أو ثلاثة معترضاً على كلمة الاشتراكي.

- أين يمكن العثور على كتاباتك؟ أنت لم تجمعها في كتب؟

* قسم منها لا أعرف أين هو الآن، وهناك قسم جمعه ابني. إذا جمعت كتاباتي يمكن أن تشكل من عشرة إلى خمسة عشر مجلداً.