محمد سعيد

"محمد سعيد" حسن مبيّض

"محمد سعيد" حسن مبيّض

حوار : محمد صالح حمزة

ميدان الكتاب الإسلامي ميدان واسع شديد الأهمية.. وقلّة من الدّعاة هم الذين التفتوا إلى هذا الأمر.. وقلة قليلة –أيضاً هي التي آثرت هذا الميدان على ميدان الدّعوة "واستقالت" لتتفرّغ له.. وضيفنا لهذا العدد هو واحد من هذه القلّة القليلة التي آمنت بأهمية هذا الميدان وضرورة التفرّغ له.. وقد أثمر هذا التّفرّغ العديد من المؤلّفات التي لا غنى للمكتبة الإسلامية عنها، إضافة إلى نشر الكتب الإسلامية المختلفة..

كان لنا معه هذا اللقاء الطيب الذي حدّثنا فيه ببساطة ومتعة، متعة من تعامل مع نشر الكتاب الإسلامي.. لذا فإنّه يتفاعل فهو يحدّثك عن مفردات بعض الكتب التي يرى، بخبرته وتخصّصه في هذا المجال، مدى أهمّيتها للجيل المسلم، شباباً وامرأة وداعية.

فإلى هذا الحديث المفيد:

1- هل لكم أن تقدّموا للقرّاء بطاقتكم الشّخصيّة؟

محمد سعيد بن حسن مبيض من مواليد مدينة إدلب عام 1930 بسوريا.

 

2- دراستكم ـ وعام التّخرج

درستُ في دار المعلمين بحلب وتخرجت عام 1952. عملتُ موجّهاً في ثانوية المتنبّي ثمّ أمضيت أربع سنوات معلّماً في قطر.. انشغلت بالنشاط الإسلامي حتّى عام 1969م ثمّ استقلت ونقلت نشاطي إلى الكتب والمكتبات.

 

3- وما هو أهمّ إنتاجكم في هذا المجال؟

في عام 1981 بدأت باكورة إنتاجي في التأليف في قطر.. ولديّ ما يزيد على /14/ مؤلّفاً منها:

أدب المسلم في العبادات والمعاملات والعادات المعاصرة ـ أخلاق المسلم وكيف نربّي أبناءنا عليها ـ الزّواج الإسلامي: أدب الخطوبة والزّفاف والزّواج والطّلاق ـ الإسراء والمعراج ـ الحكم والأمثال الشّعبيّة في الديار الشّاميّة ـ إلى غير المحجّبات أوّلاً وإلى المحجّبات ثانياً ـ موسوعة حياة الصّحابة ـ موسوعة حياة التّابعين ـ موسوعة حياة الصّحابيّات.. وغيرها.  

 

4- كيف تنظرون إلى دعوة الحداثة في الأدب.. وكيف تقيّمون هذه الدّعوة؟

الحداثة بنظري دعوة مشبوهة تهدف إلى طمس معالم الحضارة العربية والإسلامية تجاوزَ دعاتها ضوابط الشّعر العربي حين عجزوا عن قرضه فجمعوا كلاماً مسجوعاً أسموه شعراً.. والشّعر منه براء.

 

5- هل صحيح أن الإسلاميين يحتكرون الحقيقة.. وبالتالي ينفون الرّأي الآخر؟

تجاهُل الرّأي الآخر ليس من سمات الإسلام. فالإسلام دين حوار ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (النحل:125) ودعوة إلى تحكيم العقل والفكر وعدم اتّباع السابقين دون إعمال الفكر. والحكمة ضالّة المؤمن أنّى وجدها فهو أحقّ الناس بها، ولكن ما حيلتنا إذا كانت أفكار البعض المستوردة قد أثبتت عدم صلاحيّتها.. في حين أن الفكر الإسلامي أثبت صلاحيّته لكل زمان ومكان؛ واعترف بذلك أصحاب الفكر من أهل العلم في الشّرق والغرب.

هم أحرار فيما يعتقدون حيث ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) (البقرة:256) ولكن الدين ومنهج الحياة المقبول عند الله هو الإسلام وإنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.

6- الأمّة العربية والإسلامية تمرّ بمرحلة غاية في الدّقة.. كيف تنظرون إلى ذلك .. وما هو في رأيكم الدّاء.. وما هو في رأيكم الدّواء؟

نعم المسلمون يتعرّضون لهجمة شرسة من الغرب وأتباعه، تتّسم بالتّعصّب والبعد عن الموضوعية التي يدّعونها؛ تجاوزت القيم الإنسانية والدينية التي يؤمنون بها.. فراحوا يدعمون إجاعة بل إبادة المسلمين ما استطاعوا.. إنّهم يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

يُقابل هذه الهجمة عودة إلى الإسلام ولجوء إلى الله –ولله الحمد- أمّا الخطر الآخر فهو الاتجاه المادي الذي تأثّر به أكثر المسلمين.. وهذا أخطر من الأول ولابدّ لعلاجه من تذكير بالله ونصح وإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة بكل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة... إلخ وهنا تكمن مسؤوليّة الكتّاب المسلمين.. وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين.