زياد جيوسي في صحيفة الرأي الأردنية

سميرة عوض تحاور

زياد جيوسي

[email protected]

عضو لجنة العلاقات الدولية في
اتحاد كتاب الانترنت العرب

في صحيفة الرأي الأردنية الصادرة في 1492008

زياد الجيوسي بذاكرته يوثق اللحظة في الصورة ..

رام الله وعمّان هما الهوى والرئة الأخرى للقلب

"الروح لا تعرف الحدود.. ولا تحتاج الى جواز سفر"

سميرة عوض

مسكون بالأماكن، يحملها معه في حله وترحاله، يكتبها حينا بالكلمات، ويوثقها بالضوء أحيانا، أنه الفوتوغرافي والكاتب الفلسطيني زياد جيوسي.

في ذاكرته الطفولية صورة لإنعكاس الطين وضوء الشمس في مشهد جمالي متميز، سكبت فيه الشمس لونها وأشعتها في سيل عمان.

 يستذكر الجيوسي قلعة عجلون ووادها "منذ زيارتي الأولى لها، وقفت في قلعة الربض، وشعرت بعمق ومجد تاريخنا العربي وارتباطه بصلاح الدين القائد العربي، وطرد الصليبيين من بلادنا، وجمالها الأخاذ وهدوئها، تركت داخلي أثرا عظيما وخاصة عندما كنت في القلعة، وأنا انظر للغرب باتجاه فلسطين شعرت بفارق كبير بين تاريخنا القديم.. وواقعنا الأليم" .

هكذا يجسد زياد الجيوسي إحساسه بالمكان ودلالته التاريخية والجغرافية.

هو الذي أرتحل عبر الأطلس طفلا، ليدرس الجغرافيا في الجامعة.

عاد الى رام الله..المدينة التي تسكنه ويسكنها، "حين عدت لها وجدت الكثير من البيوت والأمكنة التي عرفتها طفلا جرى هدمها أو إتلافها بعوامل الزمن والإنسان، كنت أشعر أن هذه المباني القديمة دائما تروي لي وتهمس في أذني، وأنا أتلمّس بأصابعي حجارتها قصة الأجداد، وحكايات عشق الجدات" يقول الجيوسي، ليحتفي بها على طريقته بمناسبة مئويتها عبر معرض فوتوغرافي يوثق بيوتها أقامه في جاليري رؤى. عنه وعن أماكنه وعن عمان ورام الله.. كان حوار أماكن في القلب.

”كنت أرى الشمس تستحم في السيل فتعطيه لونها وأشعتها"

وبدأت أسميها عمان الهوى

يظل لأماكننا الأولى مساحات تحتل جزءا من الذاكرة مهما ارتحلنا عنها..

فماذا عن أماكنك الأولى؟

ولدت في الزرقاء، لكنها في الحقيقة لم تترك شيئا فيّ، إذ سكن أهلي بعدها في عمان، ومن ثم الكرك. في ذاكرتي البدايات هي الكرك (الذاكرة في الكرك)، وهي ذاكرة مثل الخيال لطفل في الثالثة من عمره. بعدها ارتبطت الذاكرة في عمان، تحديدا ذاكرتي ارتبطت بحي الملفوف في جبل عمان، وقبلها في حي خرفان.

أكثر المشاهد ارتباطا بروحي وأولها سيل عمان، الذي كنا نطل عليه من بيتنا، وتحديدا فترة فيضان السيل، الذي كان أشبه بنهر صغير يقسم المدينة الى قسمين، وكان إنعكاس الطين وضوء الشمس عليه وما يزال يترك في ذاكرتي مشهد جمالي متميز، لم أكن أدرك أن ما أراه هو الطين. بذاكرة الطفل كنت أرى ان الشمس تنزل لتستحم في السيل فتعطيه لونها وأشعتها.

فهذه بوابة الارتباط العقلي بالمكان، وإرتباطي بعمان بشكل أساسي، ومن هنا بدأت أسميها عمان الهوى.

ذكريات طفولية لا تنسى

ما هي حكايتك مع رام الله.. وهي مدينة شهدت بعض طفولتك.. وأنت تقيم بها حاليا؟.

إنها المدينة التي سكناها بعد إنتقالنا من عمان 1962 - 1963، ودرست فيها لأربع سنوات، مدينة جميلة جدا تتميز بوجود كم كبير من الأشجار فيها، وهواها المعتدل البارد، وتأثير المدرسة والمدرسين العظام -في تلك الفترة-

بحيث أنني أدين لمعلمي مدرستي في تلك الفترة، الذين كان لهم دور كبير في عشقي للجمال وتوجهي للكتابة. تركت رام الله بعد عام 1967 ذكريات طفولية لا تنس، وكان الحلم، أن أرجع الى رام الله حتى عدت لها عام1997. رام الله أيضا أقمت فيها بعد عودتي 11سنة متواصلة، دون أن أغادرها لسبب قصري - بسبب الاحتلال الذي منعني من الحصول على هوية فلسطينية وصل الى 16 مرة- ولم أحصل على هويتي الفلسطينية إلا في آذار 2008، وتحديدا في 30 منه، وكنت في اليوم التالي في عمان.

أتلمس بأصابعي حجارة رام الله فتهمس لي بحكايا عشق الجدات

صباحكم أجمل- رام الله

ولهذا أقمت مؤخرا معرضك صباحكم أجمل- رام الله في مركز رؤى في العاصمة عمان؟.

أقمت هذا المعرض في إطار الاحتفالات بمئوية المدينة (1908-2008)، وعرضت 32 لوحة فوتوغرافية لمشاهد جمالية تعكس هوية مدينة رام الله وتبرز معالم شخصيتها، بهدف إظهار معمارها التراثي، وتضاريسها البيئية وفضاءاتها الخاصة. أما لماذا رام الله؟ فلأنها المدينة التي تسكنني وأسكنها، لأنها كانت دوما الرئة الأخرى من القلب، هي وعمّان الهوى، حملتهما في حلي وترحالي، في حقائب سفر القلب أينما اتجهت، لأنها تجسدت كأجمل امرأة نقشتها في حنايا القلب حروفا وصور، وكتبت لها منذ زمن.

بين تونس ووادي الزرقا

خلال السفر لا بد وأننا نصدم ببعض المدن، أنها ليست كما تخيلناها.. أين حدث معك هذا؟.

الحقيقة وتحديدا إذا أردنا الحديث عن مدينة لم تكن كما تخيلتها كانت تونس العاصمة، بينما وجدت ما كنت أحلم به في منطقة وادي الزرقا في تونس، إذ وجدت فيها الجمال والراحة التي كنت أرغب بها، أقمت بها لمدة شهر وكتبت عنها نصوصا إبداعية.

أربع مدن ومنطقة

لأنك كثير الترحال.. والاقامة أيضا.. فما هي المدن التي سكنتها.. أو عشت بها.. وما الذي تبحث عنه لحظة وصولك للمدينة؟.

سكنت أربع مدن ومنطقة هي: عمان، رام الله، دمشق، بغداد، إضافة لمنطقة وادي الزرقاء في تونس. في أي مدينة أزورها، ومن ضمن عشرات المدن التي زرتها في الدول العربية والأوروبية أبحث عن قلب المدينة، وأحيائها القديمة، فإذا تمكن قلب المدينة وأحيائها القديمة الاستيلاء على قلبي فبالتأكيد ستسكنه.

وكأنما أستمع لسيمفونية

كيف تختار الأماكن التي تسافر لها؟ وهل للصدفة أن تقود وجهتك؟.

عادة أختار أماكن للسفر بنفسي، ومعظم الأماكن التي أذهب إليها ناتج عن قراءتي عن المكان، وأحيانا لوجود أحد من المعارف فيه، أو بمحض الصدفة.

بلغراد مثلا، زرتها بالصدفة، بلغراد مدينة جميلة، بأحيائها القديمة المبلطة بالحجر وقلعتها، والمشي المسائي على الدانوب، ومشاهدة فنانيها يرسمون، فأشعر وكأنما أستمع لسيمفونية الدانوب الأزرق.

اللون عند التقاء الأزرقين

كثيرا ما تربطنا الفصول، والألوان، وحتى الروائح بالأماكن بطريقة ما..

هل من علاقة لهذه التفاصيل بارتباطك في المكان؟.

المدينة التي لها ارتباط كبير بي هي بغداد التي أحببتها، وأسميتها معشوقتي العربية السمراء، في موسم معين كانت تهب فيها الرمال "الطوز" كنت أشعر أثناءها بتعب وضيق نفسي هائل، ومع ذلك ظللت على عشقي لها. في رام الله ورغم عشقي لها، إلا أنه في المرحلة ما بين نهاية الصيف وبدء الخريف أيضا تترك أثر سلبي على نفسي، إذ أصاب بنوع من التحسس لما يزيد عن أسبوعين أفتقد فيها للنوم، وربما أشعر بانتقالي من مرحلة الحياة الى مرحلة الموات. أما الرائحة فأيما بقعة وجد فيها الياسمين، خصوصا في رام الله ودمشق وعمان، أشعر أنها منطقتي. أحب اللون الأزرق عندما شدني عبر بيروت عند التقاء الأزرقين السماء والمكان.

أمشي في رام الله وأرى يافا..

هنالك أماكن الذهاب إليها بمثابة الحلم. وزيارتها مثل الحلم. أي المدن كانت هي حلم زياد الجيوسي؟.

مكان الحلم لأزوره مجددا للمرة الثانية يافا.. يافا التي بالكاد يخلو نص من نصوصي من الأيام القريبة القادمة من هناك، ويافا بالذات ارتبطت بالذاكرة من أحاديث جدي لوالدتي -لأنه من يافا- وجدي الذي كنت صغيره المدلل، كان يوصيني دائما بزيارة يافا، وشاطئ العجمي تحديدا، كنت أعده: سنزورها معا يا جدي . توفي جدي وبقيت الوصية بالذاكرة وأتيح لي عام 1998 زيارة يافا، فطلبت من صديقي الذي يعرف يافا جيدا أن أزور شاطئ العجمي، انحنيت على الماء وغسلت يديّ به، ومسحت وجهي بماء البحر، وقرأت الفاتحة على روح جدي عبد اللطيف بوادي. وما زلت عندما أمشي في رام الله، وأرى منطقة يافا منها، دوما أشعر بالنسمات الناعمة، وخاصة نسمات الفجر أنها قادمة من يافا، وتحديدا من شاطئ العجمي فيها، فبقيت يافا هي الحلم لأعود وأراها من جديد.

أخرج للشارع قبل الشمس..

كيف تبدأ كتابتك عن المكان.. هل من طقوس خاصة؟.

لا يوجد قاعدة، أعتمد على الذاكرة بشكل أساسي، ويندر أن أكتب عن المكان أثناء تواجدي فيه، لي طقوسي الخاصة في الكتابة، يوم الأربعاء تحديدا أكتب عن المكان، ولا تسأليني لماذا ؟؟ أصحو يومها من النوم مبكرا جدا -أبكر من الأيام العادية- رغم أنني أربط المنبه عادة إلا أنني أستيقظ قبل أن يدق..! أصلي الفجر، وأخرج للشارع قبل أن تعانق الشمس المدينة، ابدأ بالمسير على الأقل لمدة ساعة، خلال هذه الفترة تكون قد بدأت فكرة المقال تعتمل في البال، أعود لصومعتي، أجهز القهوة، وأستمع لأغاني فيروز، وأضع عبارة صباحكم أجمل على شاشة الكمبيوتر، فتبدأ المقالة صباح الأربعاء، ودائما أختم المقالة بمقطع منتقى من أغاني فيروز. أما المقالات النقدية، أو الأطياف المتمردة فمرتبطة بالحدث، ويصدر لي قريبا كتاب بالعنوان ذاته، فضلا عن كتاب نقدي سيصدر بعنوان أطياف قزح .

أربع كتب.. ولكن!.

وماذا عن الأمكنة.. لديك مئات النصوص المنشورة على موقعك الالكتروني.. هل تنوي ضمها في كتاب؟.

حتى الآن لم أصدر أي كتاب عن المكان، ولا عن النقد، رغم أن لدي الآن أربع كتب نقدية.. ولكن كلفة النشر..!! أما فكرة تجميع نصوص الأمكنة في كتاب، فهي في طور البحث، وقد تجمعه بلدية رام الله بمناسبة مئويتها.

ولكن لعجلون والأزرق أثر أكبر

هنالك أماكن تسكننا، حدثني عن أماكن سكنتك أردنيا..عربيا.. عالميا؟.

لديّ نوع من العصبوية لمدننا العربية و الأرض اللي بتتكلم عربي ..، بلغراد تركت أثر ما، أثر جميل، لكنها لم تسكنني، زرت العديد من المدن الأوروبية لكنها لم تترك أي أثر داخلي. عجلون ومنذ زيارتي الأولى لها، وقفت في عنجرة، كفرنجة، قلعة الربض، وشعرت بعمق ومجد تاريخنا العربي وارتباطه بصلاح الدين القائد العربي، وطرد الصليبيين من بلادنا، وجمالها الأخاذ وهدوئها، تركت داخلي أثر عظيم وخاصة عندما كنت في القلعة، وأنا انظر للغرب باتجاه فلسطين شعرت بفارق كبير بين تاريخنا القديم.. وواقعنا الأليم. أما المنطقة الأخرى فهي الأزرق، ففي أول زيارة لها عام 1971 أخذت بطبيعتها الساحرة، وخاصة وقت الغروب، تركت نقش في الذاكرة لا يمكن أن يزول. كل مناطق الأردن جميلة ورائعة، ولكن لعجلون والأزرق أثر أكبر.

أسافر بروحي خارج الحدود

أحيانا السينما تحثنا على السفر الى أماكنها.. هل حدث وأن شدك فيلم الى الارتحال الى مكانه؟.

كثير من المشاهد السينمائية شدتني، لكنني لم أسافر لأني كنت في رام الله وممنوع ل 11 سنة من السفر، عزلتني عن العالم، كنت أسافر بروحي عبر الحدود وخارجها، كتبت عنها ذات مقالة: الروح لا تعرف الحدود.. ولا الأسلاك الشائكة، ولا تخشى حراب الجند.. ولا تحتاج الى جواز سفر .

من لا يمتلك تراث لا يمتلك وطن.

اخترت التوثيق لبيوت رام الله التراثية، وتقديم بواباتها ونوافذها وطقوسها.. لما اخترت هذه الثيمة في معرضك؟.

البيوت التي اخترتها في رام الله مرتبطة بعودتي الى رام الله، حين عدت لها وجدت الكثير من البيوت والأمكنة التي عرفتها طفلا جرى هدمها أو إتلافها بعوامل الزمن والإنسان، كنت أشعر أن هذه المباني القديمة دائما تروي لي وتهمس في أذني، وأنا أتلمّس بأصابعي حجارتها قصة الأجداد، وحكايات عشق الجدات، فكنت أشعر بها تقول لي: نحن أجدادكم قد بنينا، فحافظوا على هذا التراث، فمن لا يمتلك تراث لا يمتلك وطن.

الشرفة المطلة على الغرب

ما الذي يعنيه البيت لك ككاتب وفنان.. وما أقرب زواياه إليك؟.

البيت هو الاستقرار، الاستقرار والجذور معا.

دائما الشرفة المطلة على اتجاه الهواء الغربي هي مكاني المفضل، لأن جهة الغرب ترتبط دائما لديّ بفلسطين وبحرنا السليب. وأجول البلاد على الأطلس.

اذا علاقتك بالجغرافية وطيدة؟

، بالتأكيد، عندما كنت طالبا بالمدرسة كانت حصة الجغرافيا لديّ هي الحصة المفضلة، وعندما أدرس بالبيت، أستخدم الأطلس، وأجول البلاد التي أقرأ أو أدرس عنها، مما خلق لديّ رغبة في التجوال ومعرفة المكان، فكانت دراستي في الفصل الجامعي الأول اللغة الانجليزية، لكن سرعان ما تركتها واتجهت لدراسة الجغرافيا.

الصورة مرتبطة بحدث اللحظة

كفوتوغرافي.. ما الذي تمثله الصورة بالنسبة لك.. كوثيقة خاصة؟.

الصورة هي حكاية اللحظة، وهي امتداد التاريخ، من هنا كانت العديد من الصور التي التقطتها بعدستي مرتبطة بحدث اللحظة، واحدة منها موجودة في المعرض، كانت رام الله وقتها تحت فترة منع تجول طويلة، غادرت خلالها وأنا أرتدي قبعة الصحافة، ولا علاقة لي بها، حتى يظن الإسرائيليون أني من الصحافة وفي شارع النزهة، المعروف باسم شارع المكتبة، ومن خلف سياج كنت أنظر الى رام الله الخالية بفعل منع التجول مغطاة بالسياج وكأنها في السجن فمثلت اللحظة/ الحدث، ووثقت التاريخ لمعاناة مدينة جميلة ورائعة تحت الاحتلال.

******************

صباحكم أجمل/ أعود..

أعود لرام الله بعد الغياب، أغادر عمان المدينة التي تسكنني منذ الطفولة للمدينة التي أحملها في القلب والروح واسكنها، كان لقائي مع عمان بعد سنوات الغياب لقاء المطر بالماء، العاشق بالمعشوقة، وها أنا أعود لرام الله من جديد حاملا أكواما من الشوق والمحبة.

حين غادرت بيتي في العاشرة صباحا يوم الأحد كنت أتأمل الشوارع والأبنية في عمان حتى خرجنا منها باتجاه الأغوار، كنت أحيا اللحظة بمشاعر مختلطة بين الفرح والألم، فرح للقاء رام الله والصومعة وأصدقائها، وألم لفراق عمان وأحبة وأصدقاء وشرفة ودالية عنب...

أعود لرام الله وأتنشق عبق ياسمينها، أستمع لبوحها وهي تهمس بأذني عن غيابي عنها، أجول في الشوارع والدروب باكرا، تحدثني عمن رحلوا واختاروا الفراق، وعن الذين بقوا، تهمس الياسمينة بأذني: لا بد من اللقاء مهما طال الزمان، تعود الصومعة لضجيج الأحبة والأصدقاء، الفوضى المحببة والجميلة...

في الصباح الباكر كنت أجول شوارع رام الله بكل الشوق.... أجول بفرح طفولي مستذكرا الأيام الجميلة في عمّان الهوى، الأصدقاء الذين التقيت بهم هناك وغمروني بالمحبة والجمال، أستذكر العم أبو حيدر وجلستنا وأسرته الجميلة على وجبة منسف سلطي أصيل، من تحت يدي الخالة أم حيدر، وأحاديثه الجميلة عن أيام شبابه ورحلاته من السلط لفلسطين، فتمنيت لو سمح الوقت لي بجلسة طويلة معه لأسجل بعضا من هذه الذاكرة الوقادة التي لم يتعبها الزمن وسنوات عمره التي جاوزت الثمانين عاما، متمنيا لقاء آخر يتاح لي فيه ذلك، فهذه الذاكرة جديرة بالتسجيل، أستذكر الأمكنة جميعا، وأعود بالذاكرة لمرحلة ما بعد حزيران وعودتنا لعمان، تنقلنا من حي اليمانية إلى النظيف فحي الدبايبة حتى استقرارنا بالأشرفية عام 1969، في بيت جميل ومشرف في بناية للعم أبو جبران رحمه الله وزوجته، فعشنا بذلك الحي سنوات عدة، وحين عدت لعمان حرصت على زيارة ذلك الحي والتجوال فيه حتى حي الأرمن الذي سكناه لاحقا، مستذكرا حب المراهقة ورومانسيته...

منطقة لها في الذاكرة ما لها من ذكريات، والحديث عن تلك المرحلة له في الذاكرة الكثير...

رام الله المحتلة - الأربعاء 1452008

مقاطع من السيرة

زياد الجيوسي كاتب وفوتوغرافي ولد في مدينة الزرقاء عام 1955، أنهى دراسته الثانوية في الأردن، حاصل على بكالوريوس آداب من جامعة بغداد العام 1976، بدأ الكتابة والنشر بالعديد من الصحف منذ عام 1972، أنجز بين عامي 1988 و 1994 العديد من الدراسات.

ناشط في المجالات الثقافية والفنية مع اهتمامات خاصة بالمسرح والسينما والفنون، وهو من أوائل نشطاء الشبكة العنكبوتية في فلسطين، أنشأ في بداية العام 2005 مجموعة رام الله للثقافة والفنون التي تعتبر أول مجموعة فلسطينية ثقافية حققت انتشارا واسعا في العالم بحيث تجاوز عدد أعضائها 3000 عضو، و زياد الجيوسي عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب، والمشرف العام على منتداه، وحاليا أمين سر فرع فلسطين أيضا، ولديه مدونة خاصة تحت اسم أطياف متمردة . عضو الهيئة الإدارية لمركز خليل السكاكيني لمدة عامين، تميز بكتابة مقال ينشر مرة أو عدة مرات بالأسبوع يحمل اسم صباحكم أجمل وهو يتحدث عن هموم الوطن والمكان وذكريات الماضي. رفض الاحتلال منحه الهوية الفلسطينية منذ نهاية العام 1997 حتى العام 2008 ورفض مغادرة الوطن حتى نال الهوية الفلسطينية.