خوجة: قارب الأسد يغرق

خوجة: قارب الأسد يغرق

خالد خوجة

رئيس الائتلاف الوطني السوري

“عكاظ” حاورت رئيس “الائتلاف السوري” الدكتور خالد خوجة، الذي وقف على كل الصعوبات الحقيقية التي تعترض طريق المعارضة السورية، مستعرضا مواقف الدول الإقليمية والدولية حيال الأزمة ومحددا في الوقت ذاته طريق الحل الأمريكي وكذلك السوري الذي ما زال يرى أن السوريين في الداخل والخارج كلمة السر فيه.

وكشف عن فحوى مباحثاته مع الإدارة الأمريكية في الخارجية والبنتاغون، مشيرا إلى أنه حمل لهم خطة متكاملة لحماية المناطق المحررة من القصف الجوي والبدء بحوكمة هذه المناطق.

 شارفت على انتهاء ولايتك كرئيس للائتلاف.. ما هي أبرز تحديات المعارضة؟

أبرز التحديات التي تواجه الائتلاف منذ تأسيسه وحتى الآن هو إيجاد ركيزة داخلية في الداخل السوري، وهذه الركيزة الداخلية لم يتم إيجادها حتى الآن.. المثير في الحالة السورية أن هناك من يرى حالة الثورة هي منطقة أمان وهذا مؤشر خطير في الأزمة السورية.. هناك خوف من حالة الاستقرار وبالتالي ينتقل المقاتل إلى مواجهة الواقع.. بعد أن أمضى حياته يقاتل من أجل الحرية والكرامة وتحقيق تطلعاته في دولة ديمقراطية.. وعندما يبدأ العمل على تأسيس حالة الدولة يجد نفسه لا وجود له وهو الذي قاتل من أجل الدولة الجديدة.

 تحقق المعارضة على الأرض تقدما نوعيا.. ماذا كان دوركم السياسي؟

الدور المنوط بنا هو ملء الفراغ في المناطق المحررة بعد النجاحات الكبيرة للمقاتلين، لكن وبكل صراحة لم نتمكن من ملء هذا الفراغ الذي تركه النظام وهذا يعود لعدة عوامل أهمها ضعف الإمكانات ومنها عدم الوصول إلى علاقة تفاعلية تكاملية مع القوى المقاتلة على الأرض.

 هل صحيح أن الأزمة غيرت المعادلة الديمغرافية لسوريا؟

ليس الأزمة من غير المعادلة الديمغرافية بل إجرام النظام وكمية العنف أخلت بالتوازن السكاني، فالسنة في سوريا تاريخيا 70 – 75 % من الشعب السوري وهذه حقيقة تاريخية وليست في السياق الطائفي، أما الآن فهناك أكثر من 12 مليون مهجر من أصل 23 مليون وبالتالي لم يعد هناك أغلبية مستقرة في سوريا.

 زرت الولايات المتحدة قبل أسبوعين ماذا لمست منهم؟

زيارتي إلى واشنطن شملت الخارجية وبعض مراكز صنع القرار الأمريكي، وليس سرا القول إن التغيير في الموقف الأمريكي يسرع الحل في الأزمة السورية، إذا أرادت أن تتحرك فهي قادرة على إحداث تغيير في مسار الأزمة.

 إذا كان الحل أمريكيا ما هو دوركم أنتم كمعارضة؟

من وجهة نظري يمكن أن نقوم بالكثير في سوريا، وأبرز ما يمكن القيام به أن نمد يدنا لكل المكونات ونعطيها الثقة بأن مصلحتها مع المعارضة والثورة وليس مع النظام وأن تشارك الطوائف والمكونات في إدارة المناطق المحررة وأن تنخرط في الجيش الوطني، لكن باستثناء عناصر الشبيحة وكل من تورط بالدم السوري وجرائم الحرب.. قارب بشار الأسد الآن بدأ بالغرق وهو انتهى على الأرض.. وهناك الكثير مستعدون للتخلي عنه.

 ماذا حملت للولايات المتحدة من طلبات ومقترحات؟

كان ملف حماية المناطق المحررة من الطيران أهم الملفات التي تمت مناقشتها مع الأمريكيين، بمعنى حماية المناطق الشمالية التي تسيطر عليها المعارضة وتستعيد هذه المناطق أشكال الحياة بإشراف الجيش الحر ومشاركة كل السوريين.

 هل لدى المعارضة القدرة على حكم المناطق المحررة؟

هناك حوالى 30 ألف مقاتل من الكتائب التابعة للجيش الحر في الشمال، وحوالى العدد ذاته في الجنوب وإذا تم التنسيق بين الطرفين – وهذا ممكن- يمكن لهذه القوى أن تحكم المناطق المحررة وتدخل الحكومة المؤقتة مع أجهزتها الفنية وطواقمها الإدارية.

 هل ترى أن التقسيم في سوريا وارد.. وما هي حظوظ انفصال كردي؟

خيار التقسيم بكل تأكيد لن يكون من داخل سوريا، لأن الشعب السوري لا يفكر إلا بسوريا موحدة قوية، وحتى الموضوع بالنسبة للمكون الكردي يأتي في هذا السياق، بمعنى أن فرص الحكم ذاتي – إن جاز التعبير- صفر ما لم يتم فرضه من الخارج، نحن توصلنا إلى اتفاق مع المجلس الوطني الكردي أكدنا بموجبه على موضوع اللا مركزية الإدارية وهذا طرح يدرأ التقسيم.

 ما هي استعداداتكم لمؤتمر الرياض حول الأزمة السورية؟

دعوة المملكة لمؤتمر الرياض جاءت في الوقت المناسب، والمملكة هي الدولة الأكثر موثوقية بالنسبة للمعارضة وكذلك بالنسبة للدول الإقليمية.. ونحن نتوقع الكثير من هذا المؤتمر خصوصا أن المملكة بدأت بتحريك العديد من القضايا في المنطقة بدءا من اليمن وسوريا.. ونتطلع أن يكون هذا المؤتمر نقطة تحول في مسار الأزمة السورية ووحدة كل أطياف المعارضة.

 هل تتفق مع من يقول إن هناك تراجعا تركيا حول الاهتمام بالأزمة السورية؟

على الإطلاق، تركيا منذ بداية الأزمة وحتى الآن على نفس الموقف وسقف التطلعات ما زال ثابتا، لكن ما حصل أن الغرب لم يعد بذات درجة التفاعل الأولى حول الأزمة السورية وبدت تركيا في موقفها المتقدم وحيدة، خصوصا بعد أن أسقط النظام السوري الطائرة التركية الأمر الذي يفرض على الناتو الرد على هذه الاعتداء باعتبار تركيا عضوا في حلف الناتو.. وهذا كان مؤشر على اتجاه الموقف الغربي من الأزمة السورية.