جاسم السعدون: "جاستا" مطبوخ منذ زمن وكان متوقعاً !

جاستا مطبوخ منذ زمن

الدروازة : خاص|

أكد الخبير الاقتصادي د. جاسم السعدون انه لا تأثير على الكويت او السعودية ودول الخليج من إقرار الكونغرس الأميركي لقانون "رعاة الإرهاب" او ما يسمى بـ"جاستا" كما انه يصعب تطبيقه جدا كما انه لو طبق فقد يأخذ سنوات او عشر السنين حتى يبدأ تأثيره".

وقال السعدون في تصريح خص به "دروازة نيوز": "المشكلة ليست في القانون ذاته انما في التغير الاستراتيجي تجاه دول المنطقة من الجانب الغربي ككل،  لافتا إلى ان اميركا اكثر وضوحا".

وأضاف الخبير الاقتصادي السعدون: "القانون كان مطبوخاً ومتوقعاً وحتماً كان سيحدث على المدى الطويل من الزمن ، حيث ان هناك تغييرين استراتيجيين  مهمين لم نفطن لهما: الأول التحالف الاستراتيجي عندما كانت المنطقة تقف ضد المدّ الشيوعي وسقطت بسقوط الاتحاد السوفيتي وليس سرا ان الاميركان كانوا حلفاء المجاهدين الافغان، وليس سراً ان طالبان صناعة المخابرات الباكستانية بتعاون اميركي، حيث اننا لم نفطن للعامل الاستراتيجي الاول ولم نفطن للتغير الاستراتيجي الذي حدث فيه فبعد عام 1991 لم يعد عاملا مهماً ".

والثاني والذي حدث مؤخراً : اميركا بعد الارتفاع الشديد في اسعار النفط طوروا من تقنيات النفط غير التقليدي ما اغناهم عن نفط المنطقة وهذه استراتيجية اميركية منذ زمن، فالعامل الاستراتيجي الثاني وهو الحاجة إلى الوقود من المنطقة انتفى بإكتفائهم او شبه اكتفائهم لنفط المنطقة، كل هذه العوامل ادت إلى انكشافنا صرنا من صديق إلى منبع العداء منبع العنف في العالم وأصبحنا بديلاً للكتلة الشيوعية السابقة".

وتابع: "اننا لم نفطن كذلك إلى ان الاستقواء بطرف خارجي صحيح انه مصدر قوة لكن ما دام الحليف ملتزم ومنضبط، فالمشكلة في الفترة التي اعتمدنا فيها على الغرب نسينا اننا اوطان ودول واصبحنا مجرد مشروعات حكم فما دام ان الغرب ضامن مشروعات الحكم فبالتالي لا حاجة للشعوب، حيث اننا لسنا في دولة والوطن لا توجد به شراكة في الحكم بين المواطن والقائمين عليه، فنحن في نظام حكم واتباع فنجد انه بمجرد ما يتخلى الغرب عن هذا سنصبح آيلين للسقوط لانه في النهاية الاستقواء عادة يكون عندما يكون هناك رأي عام قوي تكون هناك دولة محترمة، فالاسرائيلون رغم صغرهم فإنهم يستطيعون تغيير الرئيس الاميركي باستقوائهم، كما ان عندهم 20 حكومة منذ الاحتلال حتى الآن تغيرت الحكم ليس ثابتاً ، الثابت هو الشعب وإرادة الناس".

وشدد السعدون : "إذا لم نلتفت إلى ان نحاول ان نخلق وطن الشراكات وطن بمعنى "الوطن" ما فيه "المواطن" وليس "الرعية" نستطيع ان نتجاوز كل ما يحيط بنا تهديدات، وعلينا إذا اردنا ان نستقوي فعلينا ان نستعيد التلاحم الداخلي والتلاحم الداخلي لا يأتي ألا عندما يكون المواطن شريك وليس تابعاً او "رعية".

وعن قضية سحب السندات الخليجية من البنوك الاميركية أكد انه لا تأثر على الاقتصاد الأميركي في شيء، وليس لدينا اي شيء نعمله معهم، حيث ان السندات بالكثير 200 مليار دولار بالنسبة لحجم الاقتصاد الاميركي البالغ 19 تريليون دولار   لا شيء وليست هذه قضية كبيرة، فالصين عندها 10 أضعاف ما لدى دول الخليج".

وتابع السعدون : إذا اردنا ان نحترم علينا ان نكون نحن المحترمين بأن نكون وطن متماسك الناس لهم ارادة يستطيعوا ان يقفوا موقفا قويا متضامن ضد كل المصالح الاميركية ، الان ليس في أيدينا اي شيء ولا عندنا اي كروت نلعب بها، ما نحتاجه ان نتحالف في الداخل وان نصبح دولة نحن الان لسنا دول نحن مشروعات حكم وإذا اردنا نصبح اقوياء علينا ان نكون دول يحترمها الروس او الاميركان بأن يكون المواطن شريك وله رأي ويستطيع المواطن ان يغير حكومة وما لم يحدث هذا فلن يحترمنا الغرب ، فالنفط "راح" والاتحاد السوفيتي راح" فلا اوراق لدينا نستطيع ان نلعب بها ونجبر بها الغير ان يدعمنا او يتحالف معنا او اي شيء".

وأشار السعدون: "الدول هدفها عندما تبنى  الاوطان  عليها ألا تشتري اسلحة فاسدة او مشروعات تنفيعية فاسدة او تنفع فاسدين او دول خارجية يكون هدفها ان توفر فرص عمل وان تتفوق في الانتاج السلعي والخدمي وان تكون محترمة في البحث العلمي والتعليم إلى آخره وهذا لن يحدوث إذا كان من يتخذ القرار ليس له علاقة بالناس ، مشددا يجب ان نكون دول اولا حتى يحترمنا الآخر".

ولفت إلى " الان لا توجد "شراكة" انما الموجود هو "سيد" و"تابع" وهذا لا يجوز ولا يمكن ان تخلق دولة بها سيد وتابع يجب ان تكون القدرات هي من يميز الإنسان وليس انتماءه القبلي او العائلي يجب ان يكون المواطن مواطن شامل والقدرات هي من تميزه عن الآخرين ، اليوم نأتي بـ"متخلفين" يديرون اهم مؤسسات الدولة "فالجينات هي من تأتي بهم وليس القدرات" ولا بإرادة الناس لذلك لا تستطيع ان تبني وطناً او دولة".

وسوم: العدد 692