اللاجئون العرب : هل يظلون عبئاً على تركيا ، أم يجب أن يكونوا عونا لها!؟

الحرب على أمّتنا ، واحدة ، وجبهاتها متعدّدة 

أعداء الأمّة كثيرون ، ينسّقون جهودهم ، في حربهم ، على أمّتنا  

الروم والفرس ، يتعاونون ضدّنا ، وإن اختلفوا ، حول بعض المسائل 

والروس والروم، ينسّقون ، فيما بينهم ، لاقتسامنا ، نحن وأوطاننا ، أسلاباً 

والروس والفرس ، يشتركون في مصالح ، عدّة ، في بلادنا ، وضدّ شعوبنا 

وعبيد هؤلاء وأولئك ، من أبناء ملّتنا ، ينفذون أوامر هذا الطرف ، وذاك الطرف ، كل عبد ينفذ أوامر الطرف ، الذي يحقق مصالحه الدونية ، ويتسابقون ، في تقديم العون : للروم ، والروس، والفرس، وحلفائهم.. من حساب أمّتنا

وأمّتنا(الضحيّة) ، ليست بين المحيط والخليج ، فحسب .. بل هي بين المحيطين ، بل هي في القارّات ، كلها ! وأيّ ضعف ، لدى أيّ فريق ، في أيّة جبهة ، ينعكس سلباً ، عليه ، في الجبهات كلها.. وأيّة قوّة ، لأيّ فريق ، في أيّة جبهة ، تنعكس قوّة ، له ، في الجبهات كلها( معركة العلمين ، التي هَزم فيها جيش الإنجليز، بقيادة مونتغومري، جيش الألمان ، بقيادة رومل ، في إفريقيا.. انعكست ، على الحرب كلها ، قوّة للحلفاء، وضعفاً لدول المحور) 

وتركيا، اليوم، هي الدولة الوحيدة ، التي تتصدّى- بوعي وقوّة وحزم- لأعداء الأمّة، جميعاً ، للدفاع عن الأمّة ، كلها 

فهل يعجز اللاجئون العرب ، المقيمون في تركيا ، الذين ينعمون بخيراتها وأمنها  

ويحتمون بها، من ويلات الدمار، في بلدانهم – ولا سيّما الإسلاميون منهم –.. هل يعجزون ، عن تقديم بعض مايستطيعونه ، ممّا تحتاجه تركيا، في صراعها المرير، ضدّ أعدائها واعدائهم .. ولديهم صلات وثيقة ، مع أكثر الحركات الإسلامية ، في العالم ، القادرة على تحريك الملايين ، من أتباعها، ومحازبيها، وأنصارها.. للخروج ، بمظاهرات عارمة ، في عواصم بلدانها ؛ نصرة لتركيا، ولقضايا الأمّة ، التي تناصرها تركيا!؟

معلوم ، أن المظاهرات الحاشدة ، في دولة ما ، تبعث برسائل عدّة ، إلى صنّاع الرأي والقرار، في الدولة ذاتها ، وفي العالم .. تأييداً لقضية ما ، أوشجباً لأمر ما  

وهذا هو الحدّ الأدنى ، الذي تستطيعه الحركات الإسلامية ، في بلدانها ، ويستطيع الإسلاميون ، اللاجئون إلى تركيا، حضّ الحركات الإسلامية ، عليه 

فهل استطلع الإسلاميون ، اللاجئون في تركيا ، رأي القادة الأتراك ، فيما يحتاجونه من مساعدة ، منهم – بحدود مايستطيعون- في مسألة تحريك المظاهرات ، في العالم.. وفي غيرها من المسائل !؟

وهل وضعَ اللاجئون ، شيئاً من قدراتهم وإمكاناتهم: المادّية والمعنوية ، تحت تصرّف قيادة الدولة ، التي صاروا عبئاً ثقيلاً عليها: سياسياً، وأمنياً ، واقتصادياً.. لتقديم بعض المعروف، الذي يستطيعونه ، على قاعدة : (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) !؟

لانعلم ، ما إذا كان اللاجئون ، فعلوا شيئاً من ذلك ، أم لا ! فإن كانوا قد فعلوا، فقد أدّوا بعض واجبهم ، تجاه أنفسهم ، أوّلاً.. وتجاه الدولة ، التي صارت لهم : مأوى ، و حصناً، وأمّاً وأباً، ثانياً ! وإلاّ؛ فهي ذكرى ..( والذكرى تنفع المؤمنين)

وسوم: العدد 765