عصيد يوجه نداء إلى المواطنين والمواطنات لمناقشة سائقي الطاكسيات

عصيد يوجه نداء إلى المواطنين والمواطنات لمناقشة سائقي الطاكسيات ومنعهم من إشاعة الجهل والتطرف بين ركابها

ختم العلماني الأمازيغي أحمد عصيد مقالا نشره على موقع هسبريس تحت عنوان : (هل أصبحت مهمة سائقي الطاكسيات نشر الجهل والتطرف)  بالنداء التالي : (أيتها الموطنات أيها المواطنون ناقشو بعض سائقي الطاكسيات ،ولا تتركوهم على جهلهم حتى لا يشيعوه على الناس ،فتزداد أحوالنا سوءا ، ولكم على ذلك أجر عظيم ) ولا أدري هل يقصد يشيعون على أو يشيعون في، لأنه ورد في الذكر الحكيم : (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )) ، وليس" أشاع في" كأشاع على " وحكاية هذا النداء أن صاحب المقال ركب سيارة أجرة أو طاكسي، فشغل صاحبها شريطا فيه حديث عن اللغة العربية، وهو لا يدري أن الراكب معه علماني أمازيغي متطرف  يكره اللسان العربي من جهة علمانيته ، ومن جهة طائفيته . وأنكر عصيد ما سمع عن اللغة العربية  في هذا الشريط ، وهو على متن الطاكسي  من قبيل  أن آدم تحدث بها  حين نزل من الجنة إلى الأرض ،وأنها لغة أهل الجنة ، وأنها لا زالت كما نزل بها القرآن ، وأنها غنية بالمترادفات،بينما الإنجليزية  تغيرت كثيرا ،وهذا دليل على قصورها ،وعقب بالقول : (هل نضحك أم نبكي أم نكتفي فقط بأن نندب وجوهنا ونسكت  ). ولو أن سائق الطاكسي شغل  شريطا فيه  حديث عن الأمازيغية ،وأن آدم  أول من تحدث، وأنها لم تتغير، ولا زالت كما تحدث بها ، وأنها لغة أهل الجنة ، وأنها أغنى من الإنجليزية في مفرداتها لما أطلق عصيد نداءه للمواطنين والمواطنات بمناقشة سائقي الطاكسيات لمنعهم من نشر الجهل والتطرف . ولقد قدم عصيد للمواطنين والمواطنات نموذجا لمناقشة هؤلاء السائقين  ليقتدوا به حين دار بينه وبين السائق حديثا عن الغناء ،فأقنعه بل أخرسه عن هذيانه كما وصف كلامه  حين أنكر الغناء بأنه ازدهر أيام الفقهاء الأربعة الكبار، وأن ثمن الجواري المغنيات بلغ مبالغ خيالية في زمانهم .  والمضحك في كلام عصيد أن الفقهاء الأربعة لا يسلمون من لسانه كلما تناول فقههم فيما يكتب ،ولكنه هنا يستشهد بشيوع الغناء في عصرهم وشيوع القيان ليقنع سائق الطاكسي بأنه لا يوجد في فقه هؤلاء ما يمنع الغناء والقيان بحكم قدمه الراسخة في فهم فقههم الذي لا يرضيه في كثير من الأمور إلا في هذا الأمر بالذات.  ووصف عصيد في مقاله  الطريقة التي يخاطب بها سائقو الطاكسيات زبائنهم  بالصفاقة وقلة الحياء،  وشبههم بالمحتسبين أو طغاة ولاة العثمانيين. يبدو أن بضاعة عصيد كسدت  في محافل المثقفين الذين يشمئزون من هذره وهذيانه العلماني الطائفي  الباعث على الغثيان، والمثير للسخرية والشفقة في نفس الوقت، فراح يحرض من يركبون الطاكسيات على أصحابها لمناقشتهم ومنعهم من نشر الجهل والتطرف  على حد قوله ،علما بأن مفهوم الجهل والتطرف عند صاحبنا هو ما خالف توجهه العلماني والطائفي ،لأن مبلغ العلم عنده ونهايته إنما يكون في تحصيلهما ،فمن حصلهما فقد أوتي علما  كثيرا وحكمة ،وما أضيق أفق من يريد فرض الوصاية على سائقي الطاكسيات فيما يسمعون من أشرطة ،ومن يظن الجهل بركاب الطاكسيات فيحذرهم من سائقيها وكأنهم  جهال لا علم ولا معرفة ولا فهم ولا وعي لديهم فهو أجهل. ولو قدر لعصيد أن يركب طاكسي أحد حاملي الشهادات العليا لأجلسه دون قدره الذي لا يعرفه ،ولا يجلس دونه فيما يكتب  ولا يستحق الرحمة على ذلك . ولا ندري على من سيأتي الدور بعد سائقي الطاكسيات  لينالوا ما ناله هؤلاء من نقد عصيد. وعلى سائقي الطاكسيات مستقبلا إذا ركب معهم عصيد أن يكمموا أفواههم ،ولا يشغلوا أشرطتهم خصوصا التي تتضمن الجهل والتطرف بالمفهوم العصيدي .  

وسوم: العدد 772