معركة ملاذكورد ونظرية الأمن الإقليمي

معركة ملاذكورد في 463 هجرية 1071 ميلادية منعطف أعاد توجيه مسيرة التاريخ في المشرق العربي والإسلامي. 

كان انتصار السلاجقة على دولة الروم وسيطرتهم على أجزاء كبيرة من الأناضول نقطة فاصلة إذ جعل الحدود الشمالية (للوطن العربي) حدودا داخلية ضمن رقعة الحضارة الإسلامية.

هذه الحدود هي التي منعت في 2003 عبور الجيش الامريكي وغزو العراق ومثلت عنصرا في نظرية الأمن الإقليمي.

اتسمت الحقبة السلجوقية بدعم العلم والأدب وتشجيع العلماء وإنشاء المدارس النظامية التي منها المدرسة المستنصرية في بغداد.

مثلت المدارس النظامية ولادة المجتمع المدني NGO في أولى صوره في تاريخ البشرية كما مثلت الاحياء الاجتماعي في المنطقة بعد غارة فارسية أرهقتها تجاوزت قرنا من الزمان.

‏أوجدت هذه الحقبة كيانا سياسياً وأمنيا واجتماعيا إقليميا للمشرق العربي والإسلامي حرر بغداد من الاحتلال الفارسي البويهي وصمد المشرق به امام الغارات الفارسية من الشرق والصليبية من الغرب.

بالأمس حلت ذكرى معركة ملاذكرد لكن الاحتفال بها وعلى الرغم من كل دلالاتها العميقة كان مقتصرا على تركيا.

الثقافات القومية أو المحلية التي جعلت من هذا الاحتفال شأنا تركيا هي عامل رئيسي في تقويض أمن وهوية المشرق العربي والإسلامي.

وسوم: العدد 787