بُوركتَ يا ابنَ الفَيَّصل

د. حامد بن أحمد الرفاعي

سُئل سمو الأمير خالد الفيصل - سلَّمه الله تعالى- لِمَاذا لا تَسْتَعينوا بِشركاتٍ كُبْرَى لإدَارةِ حُشودِ الحَجيجِ ..؟ فأجاب: ومَنْ أكْثَرُ مِنَّا خِبْرَةً في إدَارةِ الحُشودِ ..؟ ودَخلتُ في جَدلٍ مع هذِه الإجابةِ أبحث عَنْ خَاصيَّةِ رِهانِها في تَدَعيِّ.. فَكُلَّمَا مَرَرتُ بِخَاصيَّةٍ أو فعاليَّةٍ وجدتُ لِلآخرِ فيها حضوراً وإبداعاً ..حتى انتهيتُ إلى خَاصيَّةٍ لمْ أجِد فيها للآخرِ حضوراً ولا منافسةً على الإطلاقِ .. ألا وهو: خاصيَّةِ التَّكَامُلِ والتَّلَازُمِ الرُوحيِّ والتَعبديِّ والأخَلاقيِّ بَيْنَ جَميعِ مَنْ احْتَشَدُوا وَحُشِدُوا لأدَاءِ فَرِيضَةِ الحَجِ .. فَالكُلُّ في مِحْرَابٍ وَاحِدٍ .. يَعبُدُون الله ويَنشُدُون طَاعتَه ورِضْوانَه وغُفْرَانَه جلَّ جَلاَلّهُ .. أجل: التَّكامل الرُوحيِّ والتَّعبُديِّ في الأداءْ والغَايَةِ هو الرِهَانُ الأكْبَرُ والأجَلُّ الذي يُكْسِبُ الفعاليَّاتِ السُعوديَّةَ خَاصةَ التَّفْوقِ عَلَى مَنْ سِواهَا في إتْقَانِ خِبْرَةِ إدَارَةِ الحُشودِ.. أجل: بُوركتَ يا ابنَ الفيَّصل وصَدقتَ بِمَا قُلت .. ومَا ذاكَ إلا ثمرةٌ لِعُمقِ يَقينِ إيمانِك وإيمان الشعبِ السُعوديِّ بالمَنهجِ الرَبَّانيِّ الذي تَلتزِمُه المَمَلَكَةُ العَرَبيَّةُ السُعوديَّةُ في سَيْرِها السيَّاسيِّ الحَضَاريِّ الرَاشِدِ.

وسوم: العدد 787