وعاد غريباً

صادق عبد الله عبد الماجد

[بتصرّف، من مقال منشور في مجلة الدعوة – العدد 60 - أيار 1997م.]

لن تطول بالإسلام غربته، ولا بالعاملين للإسلام الطريق، فقد علمتنا دروس الحياة أن الفجر دائماً يطلع بعد اشتداد الظلام.

وإذا كانت الألغام وسيلة لإعاقة وتعطيل تقدم الجيوش، فقد نثر الأعداء ألغاماً شتى على طريق سير الإسلام والجماعات الإسلامية العاملة في معظم أنحاء العالم. وكانت أشد هذه الألغام فتكاً وتأثيراً هي تلك الفرية الآثمة اللئيمة التي أطلقوا عليها اسم "الإرهاب" وأذاعوا بها في كل منعطف، وفي كل ذرات الفضاء ونسجوا حولها القصص والأساطير، وجعلوا من شباب الإسلام ودعاته أبالسة وشياطين، وصوّروا جهادهم جرائم، وزرعوا فيهم من يرتكب الجرائم وألصقوها بهم، حتى رسم إعلامهم صورة ذهنية تربط بين الإسلام والإجرام.

سبحان الله... وانطلت الخديعة على العالم الإسلامي وزعمائه ورؤسائه، وجسد لهم الغرب الخطر الماثل الماحق على يد هذا الشباب الساجد العابد الذي نذر نفسه لتثبيت دعائم الإسلام في كل قلب.. فأُعلنت الحرب عليهم بلا إنذار ودون رويّة على نحو شبيه بمآسي وأحزان المسلمين في الأندلس، في الضربة القاضية على الإسلام والمسلمين في محاكم التفتيش!!.

وإذ الحرب دائرة رحاها على تلك الجماعات المؤمنة على يد زعمائهم، إذا بالغرب وعلى رأسه أمريكا، يزحف بإعلامه يوقد به النار، وبجيوشه يحتل بها أرض وديار المسلمين، موهماً إياهم بحمايتهم من الخطر عليهم وهم لا يشعرون!!.

وسوم: العدد 793