التعلق الوجداني بالمبدأ

د. عبد الكريم مطيع الحمداوي الحسني

منقول عن الدكتور عبد الكريم مطيع الحمداوي الحسني من علماء المغرب حفظه ونفع به 

تأمله فهو نفيس وفِي مثله قالت العرب : وَيْل للشجي من الخلي .

كتب الدكتور عبد الكريم :

التعلق

الوجداني بالمبدأ والعمل له

التفاعل الوجداني مع

المبدأ معتقدا وهدفا هو مقياس صدق المرء في طلبه ووضوح رؤيته، ودقة الوعي بخطورته،

وجدية السعي إليه والحرص على تحصيله، وكلما ازداد هذا التفاعل عمقا وقوة اشتد التعلق

بالمبدأ فملك على المرء تفكيره ومشاعره ولاء وبراء ومحبة ورجاء وخوفا وبغضا ورضاء،

وصار جزءا من حياته، ودعامة الارتكاز في شخصيته، يفرح لأي خطوة إيجابية حققها ويحزن

لأي انتكاسة واجهته.

هذه الحالة النفسية

تختلف درجاتها بين الناس، باختلاف شرف المبادئ والأهداف، وسمو الخلال والأوصاف، وهي

في التعامل الإيجابي مع العقيدة الإسلامية أشد شفافية وأقوم بحق الله، بها يتفاضل العاملون،

أنبياءً ورسلا وعلماء ودعاة ومصلحين.

وقد كان رسول الله

صلى الله عليه وسلم لشدة تعلقه بما أرسله به ربه يحزن كلما رأى إعراضا أو أحس

مكرا، فيقول له الحق عز وجل:

{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ

وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} النمل 70  

ويقول له: {وَلَا يَحْزُنْكَ

الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ

اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} 176.ᐧ

وسوم: العدد 794