هل نحن أمام قوم يأجوج ومأجوج؟!

هل سأل السوريون أنفسهم – أمام ما يحدث لهم – هل نحن ضحية قوم يأجوج ومأجوج ظهروا في آخر هذا الزمان ليسومونا ألواناً من العذاب لم يمر على أحد من قبلنا من شعوب الأرض، ولم يسعفنا الحظ بمرور شبيه لذو القرنين يجعل بيننا وبين هؤلاء سداً يقينا ظلمهم وسفكهم لدمائنا وتدمير بلداننا، وعلى العكس من ذلك ساقت لنا الأقدار قوى غاشمة ناصرت قاتلنا وتبنت بالنيابة عنه - كلما ضعف - قتلنا وذبحنا وتخريب أوطاننا، بما امتلكت من آلة الحرب الجهنمية التي لا يمتلكها غيرها أتت على الأخضر واليابس، وأحرقت الشجر وفتت الحجر وسحقت الأطفال والنساء والشيوخ والرجال.

لقد مُكن لبوتين وترامب في الأرض ليفسدوا فيها ويسفكوا الدماء ويجففوا الضرع ويحرقوا الزرع ويستأصلوا إنسانية الإنسان في تحد لله غير مسبوق، وفي غلو لم يصل إليه فرعون أو النمرود ولا هولاكو ولا حتى ستالين أو هتلر أو موسوليني، وحتى ذوي القربى أخذوا نصيباً في إيلامنا وعذاباتنا وقهرنا وإذلالنا. 

لقد شاء الله أن يمر ذو القرنين على قوم يعانون من تحد كبير لا نعرف بالضبط تفاصيل هذا التحدي، هل يشبه التحدي الذي نمر به أم أكبر أو أقل، مما جعل ذو القرنين يشفق على القوم الذين استنجدوا به ويجعل حداً للقوم المفسدين الذين وصفهم الله بقوله: "إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سدا".. " قال ما مكني ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم سدا".

ذو القرنين رغم ما أوتي من القوة طلب من القوم المستضعفين العون والمساعدة، فلو هيأ الله لنا أن يمر علينا في محنتنا مثيلاً ل"ذو القرنين" فهل سنعمل على مساعدته وعونه كي يقيم بيننا وبين القوم المفسدين حاجزاً يحول بينهم وبين قتلنا وذبحنا وتدمير بيوتنا ومعالم ماضينا وحاضرنا؟

إن الناظر إلى ما يجري هذه الأيام من اقتتال بين الإخوة يصاب بخيبة الأمل والإحباط، فكيف لقوم غلاظ القلوب يسيطر عليهم هوى النفس يقتل بعضهم بعضا، ويدمرون بيوتهم بأيديهم ويوجهون بنادقهم إلى صدور أهليهم من أمل أن يهيئ الله لنا مثيلاً لذو القرنين يخلصنا من القوم المفسدين، ويوقف شلال الدم الذي استباح سورية وطناً وإنسانا!!

وسوم: العدد 806