الكرامة ذاكرة تقدح في موقد العز والفخار

عند الحديث عن البطولة فسطورها عبق يفوح في ارجاء الوطن فينتشي به  كل الشرفاء الذين ساهموا في بناء الأوطان وتغدو الكرامة والتاريخ صنوان فيندرج في مرابع آذار ذكرى لن تموت . في مثل هذا اليوم من شهر آذار عام الف وتسعمائة وثمانية وستين انبلج فجر جديد ليدفن القهر  ويرفع راية العز والفخار وينتشل معنويات الأمة التي هبطت للحضيض بعد نكسة حزيران وكان هذا التاريخ موعدا نتغنى به سطر حروفه أبطال الجيش العربي بين هدير المدافع وأزيز الرصاص  وملحمة السلاح الابيض في ميدان الكرامة.

لكل من يقرأ ويتمعن ذلك الوقت الجميل الذي أرتوت فيه أرض الاردن  بدماء شهداء يفخر جيشنا العربي بتقديمهم قرابين على مذبح التضحية والفداء ليلتحقوا  مع أصحاب الفتح الراقدين على ثرى هذه الارض الطهور.  كثيرة هي المحطات في ذاكرة التاريخ والتي سالت فيها الدماء زكية وروت أرض الاردن وفلسطين فمن اللطرون الى كفار عصيون مرورا بالسموع الى تل الذخيرة في القدس ولعلي سأذكر أن سرية من كتيبة الحسين الثانية تعدادها مائة وواحد فردا استشهد منهم سبعةوتسعين وأسر واحد ونجا ثلاث بعد أن اوقعوا  عددا من قتلى  الصهاينة على ثرى القدس الشريف.

هذه التضحيات وغيرها هي التي رسمت وطنا في زمن الرجولة وحفرت في وجدان ابناء الوطن رجالا ترفع لهم القبعات ولن يطويهم التاريخ فهم في سجلاته عنوانا ورمزا رغم غيابهم لأنهم قدموا كي تبقى الاوطان. 

كانت الكرامة زمانا ومكانا وشخوص وحادثة وحديث هى سردية وذاكرة تقدح في موقد العز والفخار لأبطال منهم من قضى نحبه مع الصديقين والشهداء والأبرار

ومنهم من تكبلته الأيام ورحل على أثرها ، ومنهم من غرس القهر انيابه بين ضلوعه وهو يرى وطنا ينهب  وتتكالب عليه عاديات الزمن من سماسرة الاوطان ومسؤولي الصدفة و تجار الوطنية الذين يبيعون الكرامة ورجالها من أجل مصلحة زائلة فيكفي وجعا يصيب الوطن ولنترحم على شهداء الكرامة الذين ورفاقهم حلموا بوطن ت كالعنقاء يخرج من بين مخالب القراصنة ولم يخلد فى مخيلتهم يوما ان عصابة الموت تربض على اسقف الجوار المحيطة بهم. 

وسوم: العدد 816