في الذكرى التاسعة للثورة الأعظم

سنة تاسعة ثورة .. ثورة "ما لنا غيرك يا الله"

التحية والتجلة والإكبار للثورة السورية وثوارها العظام!!

وظنها مجرم الحرب بوتين " سياحة ثلاثة أشهر.."

وتدخل ثورة شعبنا في هذه الأيام عامها التاسع . وفي هذه الذكرى المباركة التي رفعت الشعب السوري الحر بثباته وجهاده وتضحياته وصبره ومصابرته عاليا شامخا أنموذجا ونبراسا لكل المستضعفين في العالمين .. " لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ " " وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ "

 تدخل ثورة شعبنا الحر الأبي في هذه الأيام عامها والتاسع لتثبت للعالم أجمع أنها كانت " جمرة الثورات " بحق ، وأنها ظلت تتقد ولم تنطفئ ولن تنطفئ بإذن الله ، وها هو شررها يتواصل حتى استطار فكان ما نرى ونسمع اليوم في عواصم العالم من حكايات الشعوب المتلفعة بأزهار النرجس الصفراء ..

تدخل ثورة شعبنا الصعب المراس عامها التاسع وقد أحاط بها عدو ، ويئس منها طامح ، وانفض عنها طامع ، ولم يبق في ميدان جهادها وكفاحها ونضالها إلا الذين كانوا الأحق بها وأهلها ، وهل تزرع إلا منابتها النخل ..؟!

فالتحية والتجلة والإكبار لكل سوريّة وسوري ما زالوا ممسّكين بعرى الثورة الأولى ؛ عدل وحريّة وكرامة إنسانية لكل السوريين في مجتمع قام على قاعدة أن الناس كل الناس تلدهم أمهاتهم أحرارا ..

والتحية والتجلة والرحمة والمغفرة لكل شهيد سوري قضى نحبه على طريق العزة والكرامة والإباء . وعهد وفاء يقطعه من بقي لمن مضى أننا على الطريق ماضون ، ولن نبدل بإذن الله ولن نغير ، ولن نهون ولن نذل ..

التحية والتجلة والإكبار لكل معتقل سوري ذاق في أتون الهولكست الأسدي ما ذاق على عين من مجتمع إنساني يزعم أنه متحضر !! ويزعم أن عهد النازية والفاشية والستالينية قد ولى ، وأن الإنسانية قد صارت إلى حقبة " نهاية التاريخ " ..

التحية والتجلة والإكبار والإعظام لنساء سورية الحرائر المجاهدات الماجدات الطاهرات العفيفات ..

التحية للأم السورية الثكلى ...

وللزوجة السورية الأرملة ...

وللمعتقلة السورية في قرارة المعاناة ؛ وفي زفرة كل واحدة منهن .. شهادة حق على الجريمة ومنفذيها والمشاركين فيها والصامتين عليها وهم على منعها قادرون ..

تحية وتجلة ورحيق قلوب مضمخة بعطرٍ وبدمٍ لكل أطفال سورية اغتالتهم يد الإثم أو شردتهم من ديارهم ، أو قصفت مدارسهم أو ما تزال تحاول استعبادهم في منظمات الطلائع المقيتة ومؤسسات البعث الكريهة..

التحية والتجلة والإكبار للأيتام وقد كبروا وعلموا وأيقنوا ..

ولو كان لي على مناهج التعليم طريق لما علمت أطفال سورية إلا من قتل آباءهم ، ومن أهان أمهاتهم وأخواتهم ، من قصفهم بالسارين ، وبالبراميل وبالفسفور والنابلم ومن جرب في أجسادهم الغضة أسلحته الاستراتيجية ..

 علموا أطفال سورية وأيتامها من نقلهم من محاضنهم وغرسهم في الخيمة وفي الوحل والطين ...

قولوا لهم في الذكرى التاسعة للثورة إنه بشار الأسد وزمرته وحلفاؤه من روس وصفويين وبقية الصامتين ..

* * * * * * * *

في مدخلنا للعام التاسع للثورة المجيدة المباركة التي رفعت وسترفع الشعب السوري بأصالته وتضحياته ونبله وصبره أنموذجا ألقاً للعالمين ؛ نكتب قطعا لألسنة كل الشاكين المشككين ، اليائسين الميئسين ؛ لنعيد رصد ملامح العظمة والجلال والجمال في بنية الثورة الحية الباقية المنتصرة بإذن الله ؛ التي يلوك عرضها وعرض ثوارِها الأحرار الأماجدِ ، الأفاكون المفترون بأحاديث هي رواية مسيلمة عن سجاح .

تسع سنوات مضت على إعلان الشعب السوري ثورته في حلقتها الأخيرة ، على الظالم المستبد حبيب الفناء عدو الحياة ..وما يزال هذا الشعب في الساح ، في الساح تعصف به رياح مجرمي العالم من يمين ويسار ..

ولم تكن ثورة هذا الشعب ، الذي يحاول البعض اليوم أن يقرضه بمقاريض الحقد والضغينة أو الأستذة العفنة المدعاة ، إلا ثورة عفوية لشعب مستضعف خرج على خوف وضعف وقلة ؛ ينادي بالعدل والحرية مؤملا الخير في كل أدعياء العدل والخير . وربما كان هذا هو خطأ الشعب السوري الأكبر أو خطؤه الوحيد ؛ أنه حسب الشحم فيمن شحمه ورم من أبناء الأفاعي من دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان الكاذبين المتلونين . كان خطؤه الأكبر أنه ظن فيمن يجلس في المنتديات الدولية بياقاتهم البيض خيرا ولم يدرك أنهم كانوا جزء من محنته وبليته ، وأنهم في البدء كانوا شركاء المجرم الظاهر المتولي كبر الجريمة التي تدار على حضارتهم وثقافتهم ووطنهم وأنفسهم منذ عقود .. ظن المجرمون الشركاء طبقا عن طبق أنهم سدوا على سورية وأهلها كل المنافذ ، وأخذوا عليها وعليهم كل الأقطار وذهلوا عندما فوجئوا أن هذا الشعب الحر الأبي يكسر القيود ويقتحم السدود ويثور ..!!

يثور فيفضح كذبهم وادعاءهم وتلونهم ، ويكشف خلفياتهم المؤسسة على الحقد والضغينة بواسطة عميلهم الوظيفي ...وقد ظنوا أن الفراشات في فضاء الكراهية الذي أغلقوا لن تطير .. ...

الله أكبر ...

وانتفض البركان ، وثار الشعب السوري المستضعف الأعزل في الجبل والسهل في الأرياف والمدن ..ثمانية أشهر والثائر السوري بلا عصا ولا حجر يظل يردد : سورية بدها حرية . ويبدئ ويعيد : واحد .. واحد الشعب السوري واحد ..

ثمانية أشهر على الثورة المباركة بلا عصا ولا حجر ...

ومجرم الحرب في جريمته المرخصة دوليا ماضيا في جريمته وفاتورة القتل اليومية التي كان يتحملها الشعب الحر الأبي الجريء الجميل تزيد على مائة إنسان ..

مائة إنسان يوميا لم يهتم بهم أحد .. لم يتوقف عند جريمة اغتيالهم أحد .. ثم يحدثك المدعون الأفاكون عن عنف وعن تطرف وعن إرهاب ..

في سورية وحدها نكتب توثيقا للجريمة الدولية .. لم يستخدم المجرم المعتمد عالميا العصا في تفريق المتظاهرين ولا الغاز المسيل للدموع ، ولا خراطيم المياه ، ولا الرصاص المطاطي، ولا حتى إطلاق الرصاص على الأرجل دون الرؤوس والصدور ..!!!

ثم تقرأ وتسمع من يتهم الشعب السوري والثوار السوريين بالعنف والتوحش والبربرية .. لعل بعض هؤلاء ينحون مراياهم جانبا حين يتحدثون عن العظماء في هذا الشعب العظيم ..

وهزت ثورة المستضعفين البسطاء جذور أخبث شجرة على وجه الأرض غرستها يد الأشرار ..

وانتصرت ثورة الشعب السوري . انتصرت منذ 2012 الثورة التي يقدح بها القادحون ، ويشمت بها الشامتون ، ويتندر على أبطالها المتندرون ..

انتصرت الثورة أيها المخذلون الخاذلون .. فأفٍ لكم ولما تدعون

الله أكبر ...

وتزج قوى الطغيان العالمي بقوى خط دفاعها الثاني في المعركة ضد شعب مستضعف أعزل ..

فيتحرك الجنود الأتباع بإمرة " قم الشر " من كل حدب لهم فيه جنود ينسلون ، من الضاحية الجنوبية ، ومن معقل الأشرار في العراق ، ومن إيران ، وباكستان، وأفغانستان، ومن بقع بشرية ظلت تنتشر على خارطة ثوبنا الجميل ....كل هؤلاء الأشرار يزحفون جهارا نهارا تحت شعار : " يا لثارات الحسين "

" يا لثارات الحسين " الشعار يرتفع في القرن الحادي والعشرين .. وأهل الحضارة والمدنية وثقافة حقوق الإنسان يسمعون ويرون بل يؤيدون ويباركون ..

وتحتدم المعركة من جديد ، وتفتك قطعان الذئاب بما يقف في طريقها من لحوم الأطفال الأحياء وأجساد النساء الطاهرات .. كل هذا وعناوين المدنية والحضارة وثقافة حقوق الإنسان تبارك الجريمة والمجرمين بالدعم المباشر أو بالصمت المريب الذي ينتهك كل القوانين والمواثيق ..

ومرة ثانية وربما ثالثة تنتصر أنت ..

تنتصر أنت أيها الشعب السوري العظيم ..

تنتصرون أنتم أيها الثوار الأبطال النبلاء العظماء ..

ولعلكم اليوم وأنتم تسمعون قصائد هجائكم ، والنيل منكم ، والعدوان عليكم ، والاستهانة بكم ، والتشنيع بأدائكم يظن بعضكم بنفسه أو بطريقه الظنون .. ولا والله ما جبنتم ولا نكصتم ولا تخاذلتم ..بل انتصرتم .. انتصرتم .. وكان نصركم عزيزا مؤزرا خافه كل الأشرار وتآمرت عليه كل قوى الشر في هذا العالم الكئيب ..

الله أكبر ..

وبعد نصركم الثاني أيها السوريون الأحرار الأبرار الشرفاء على أعتى قلعة للشر في قلب منطقتنا . على القلعة الصفوية المتحالفة دهورا مع أعداء هذه الأمة ثم مع القلعة الصهيونية .. انتصرتم حتى سمع العالم صوت " تصويت " المهزومين يفضحهم على روس الأشهاد .. ولى نصر الشيطان كما يولي الشيطان عندما يسمع الأذان .

كان نصرنا .. على الصفويين من أصحاب رايات يا لثارات الحسين عظيما . وسيظل لنا فخره ومجده وعاقبته . وسيظل يذكره المجرمون كما يجب عندما يعيدون حساباتهم إن بقيت لهم حسابات . ويجب أن يذكره أهلنا وشعبنا وذرياتنا أبدا ما بقينا .. ما كان منهم وما كان منا .

ثم هُرع فريق الشر العالمي مرة ثالثة ليزج في ساحة المعركة قوى دفاعه من خندقه الثالث وليس الأخير ..

فتدخل على الخط ، لمواجهة ثورة شعب أعزل مستضف ، قلعة الشر العالمي في صورة الاتحاد الروسي بكل ثقلها وخيلها ورجلها ..

وأنتم أيها الأبطال الأحرار الثوار منذ أربع سنين تصاولون ...!!

ولو أن الاتحاد الروسي بما يملك من عتاد وعدة استهدف أي دولة من دول العالم ، قل ناصروها وكثر خاذلوها كما حصل معكم أيها الأبطال السوريون لما صمدت في مواجهته أربعة أشهر وليس أربع سنين ..

فأي نصر ..كان نصركم ؟!! وأي فخر .. كان فخركم ؟!

أيها السوريون الأحرار دعونا نعيد وضع الأمور في نصابها ..

فعندما خرجت المظاهرات الأولى في درعا أو في دمشق أو في حمص أو في إدلب ، كان كل عقلاء العالم يتساءلون : كيف يجرؤ السوريون على التظاهر !! وكان السؤال مطروحا من واقع المعرفة بحجم الإغلاق والإحكام .

الثورة السورية هزت شجرة الشر العالمي من جذورها . وتصدت لها في عقر دارها ..وهذا الذي يجعلكم اليوم وسيجعلكم غدا سادة من ثار وأول من علّم الناس قيمة الحرية والكرامة ..

الله أكبر ...

وعندما قرر بوتين في الشهر التاسع من 2015 أن يدخل الساحة السورية مباشرة . بعد أن سمع زعيق بشار الأسد وحسن نصر الله والولي الفقيه قال ، وكل العالم يسمع ، إن رحلته إلى سورية التي باركها البطرك الأرثوذكسي الكبير سوف تنتهي بثلاثة أشهر .. ثلاثة أشهر فقط كان وعدا .. ثم انتصرتم على المجرم بوتين حتى نكث ..

ثم خرج على العالم بعد سنة يعلن أن نصره قد تم وأن مهمته قد انتهت .. ثم رددتم عليه إفكه بنصر حتى انتكس ..

وها هو اليوم وبعد أربع سنوات ما يزال عالقا في شراك ثورتكم العظيمة لا يعرف كيف يتقدم ولا كيف يتأخر ، وكيف يتعامل مع من حولكم عن يمين وشمال أفليس هذا نصرا عظيما للثوار العظماء ..؟!!!!!

الله أكبر .. ونقول لأعداء الحرية والكرامة الإنسانية في عالمنا العربي من كل خائن وعميل ومرجف وجبان وصياد مصلحة ما زال يتاجر بالدين وبالعقل وبالعرض ..

ألا كفاكم إرجافا وتشكيكا وتثبيطا ...

إن ما جرى في سورية وعلى الشعب السوري ليؤكد على ضرورة هذه الثورة بل هذه الثورات لو كنتم تعلمون ...

وليؤكد على أولوية هذه الثورة وهذه الثورات من الوهن ومن الهوان ومن الذلة والمسكنة التي يضربها الله بحقها على الخانعين المستكينين .

الله أكبر ..

وما يزال السوريون الأحرار الأبطال ينازلون قطب العالم الأعظم ، ينازلونه منفردين .. بلا نصير ولا معين ..

وراء ثورة فيتنام كان قطب شر ضد آخر . ما جرى في أفغانستان كان قطب شر ضد آخر . وفي كل ما يدندن حوله المدندنون كانت أقطاب الشر متواجهة متضادة .. إلا في سورية وعلى الشعب السوري فقد تحالف كل الأشرار واجتمع كل الأضداد ..

في سورية وعلى الشعب الأعزل زجت روسية الدولة العظمى والإحصاءات من تصريح لوزير الدفاع الروسي ..

بأكثر من 63 ألف إرهابي مقاتل ..

منهم 434 جنرال أي ضابط برتبة لواء

منهم 25738 ضابطا دون اللواء

منهم 4349 ضباط متخصصون في جريمة القتل الصاروخية ..

وزجت روسية دولة المافيا والجريمة وقطب العالم ضد " أولاد حارتنا " على كل الأرض السورية

83 سفينة

86 سفينة حربية

14 غواصة

ونفذت 189 حملة عسكرية ودائما مع وزير الدفاع الروسي المجرم

ضد ثورة الشعب الأعزل .. شباب المساجد يخرجون من أبوابها طلبا الحرية بعد صلاة كل جمعة ..

شنت الدولة الروسية بالتواطؤ مع قطب العالم الآخر ضد أطفال سورية ضد مستشفياتهم ومدارسهم ومساكنهم 39000 تسعة وثلاثون ألف طلعة جوية .. منها 20000 عشرون ألف طلعة في الليل والأطفال في فرشهم هاجعون ، وبمعدل 100 طلعة جوية في اليوم .

وبلغ عدد الطلعات الجوية أي الغارات المحملة بأحدث أسلحة الفتك العالمية : 139 غارة جوية .. في بعض الأيام هذا عدا غارات البراميل لصاحب البراميل !!

واستخدم المحتل الروسي 25000 طلعة لطائرات بدون طيار ضد أطفال سورية العظام ونسائها الحرائر الماجدات ..

واختبر العدو الروسي حسب تصريح وزير الدفاع الروسي 316 سلاحا استراتيجيا حديثا " ثلاث مائة وستة عشر سلاحا " . تم تجريبها في المشافي والمساكن وعلى لحوم الأطفال والنساء ... احفظوا الرقم ولا تنسوه . وأرسلوا نسخة عن الإحصاء إلى مؤتمر المجرمين العرب المنعقد في تونس السبسي تحت عنوان المحامين العرب !!

ويقول لك موتور أو مذهون أنتم لم تنتصروا لأنكم ... ولأنكم .. ولأنكم والكل يهذي كما يهذون .. ونقول للعالم أجمع سيكتب التاريخ أن " أولاد حارتنا " بإيمانهم وعقولهم وقلوبهم وسواعدهم كانوا في المعركة ضد تحالف الشر العالمي الأقوى وسيظلون الأبقى ..

وأي نصر أعظم من أن تنتصر في الشعوب الإرادة والعزيمة والمضاء ، وأي فخر أكبر من أن يكون العدو الذي تحاربه "عالم الشر" مجتمعا تواجهه كفاحا طبقا عن طبق ؛ طبق أسدي .. يعلوه طبق صفوي .. يعلوه طبق روسي... يعلوه طبق أمريكي .. يعلوهم الطبق الصهيوني الذي تعلمون ..

ثورتنا فخرنا .. نصرنا .. عزنا .. غد أجيالنا ..

ألا أيها المستضعفون في كل جنبات الأرض ويحكم هبوا ..

والله أكبر .. وما لنا غيرك يا الله

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 816