في ذكرى النكبة الكبرى

اليوم الذكري الواحدة والسبعين  لنكبة فلسطين ، تحل ونحن نعاني أكثر من واحد وسبعين  نكبة في عالمنا العربي والإسلامي ، ففي 15/5/1948 كانت عصابات اليهود الصهاينة تقوم بالتهجير القسري للفلسطينيين ، والآن عملاؤهم من الحكام الخونة يقومون بمالم ولا ولن يستطيع أن يقوم به الصهاينة في كل مكان، ففى فلسطين يتم التنسيق الأمنى بين مايسمى السلطة الفلسطينية والكيان الصهيونى المغتصب لتمكينه من رقاب المجاهدين عن الأرض والعرض وخاصةً أهل غزة الأبطال ، ورأينا كاتباً سعودياً يدير مايسمى مركز الدراسات الاستراتيجية السعودية يكتب عن الحق الدينى والتاريخى لليهود فى فلسطين ويقول بأن ذلك وفقاً للتوراة والإنجيل والقرآن وأنها حقهم وليست حق الفلسطينيين ، ولاأستبعد أن  يخرج مشايخ حرمهم ومن على منبر الحرمين بتأييد ذلك والاستدلال بالآيات ، ويطالبون برد الحقوق لأصحابها طوعاً لاكرهاً لنيل رضا الله ، وأيم الله لا أستبعد فى ظل ولى العهد الأسود محمد بن سلمان ( الشاب الملهم المُحَدَث الطموح كما وصفه سُدَيسُهم ) أن تنتفخ أوداجهم وتعرق من الحياء جباههم وتغرغر بالدموع عيونهم وهم يتأسفون على إجلاء رسول الله لليهود من المدينة ، ويقولون بأن علة حكم رسول الله بالإجلاء كانت بسبب ، وقد انتفى الآن السبب وزالت العلة فلهم حق العودة إلى المدينة ،  ويعودون باللائمة ليس على اليهودى البنى قينقاعى الذى ربط طرف ثوب المرأة المسلمة بظهرها حتى إذا قامت انكشفت سوءتها ، بل عليها هى وسيقول قائلهم بصوت جهورى : هى التى خالفت عن أمر ربها وخرجت من بيتها والله يقول ( وقرن فى بيوتكن ) ، وطبعاً أنتم تعلمون أن هؤلاء المشايخ من التقى والورع والاحتراز من المفاسد وسد الذرائع بمكان يرون فيه أن صوت المرأة عورة وخروجها عورة وقيادتها للسيارة منكر إلا إذا أجازه ولى عهدهم فيصبح فى التو والحال من أوجب الواجبات ، وقد صدع السديس بالحق الذى لايجادل فيه إلا متطرف أو إرهابى بأن ملكهم وولى أمره ترمب ( الذى لايفتأ أن يهينه ويذله على الملأ) يقودان العالم إلى مرافئ الأمن والسلام !!! وقد رأينا الكائن البشرى المسمى أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية فى عزبة أولاد زايد وهو يقول بعدم صلاحية حل الدولتين لأن الدولة الفلسطينية ستكون ضعيفة ( إذن فلاحل إلا دولة واحدة  هى دولة إسرائيل ) وتنظر بعين الرعاية والشفقة لهؤلاء الفلسطينيين اللاجئين عند بنى صهيون ، ولماذا تتعجب ؟ أما رأيت وفودهم الرياضية فى سباق الدراجات فى العام الفائت عند بنى صهيون إحتفاءًا وابتهاجاً بما نسميه نحن خطأً ذكرى النكبة ، ولكنه بالنسبة لهم يوم فرح وعيد لقيام دولة اسرائيل ، أما رأيت علم الكيان الصهيونى يرفرف فى سماء الإمارات فى بطولة تسمى رياضية !!! 

وتوطئة لإتمام المهمة وابرام الصفقة ( صفقة القرن )  جاءوا بعميلهم الأكثر صهيونية منهم ليفعل فى سيناء مثل ماتم فعله فى فلسطين من التهجير القسرى والإخفاء والسجن والظلم الحصري المصرى ،

وتنظر ذات اليمين وذات الشمال فلا تجد إلا بؤساً وشقاءًا ، إلتفت إن شئت لترى  التفتيت العراقي ، والذبح السوري والتمزيق اليمني والقهر الليبى علناً وبلاحياء بمساندة حفتر ودعمه بالمال والسلاح  ، وتمضى الخطى حثيثةً لحفترة ليبيا ، وحوثنة اليمن ، وسيسنة مصر ، وإشعال الحرائق فى كل مكان بالمال السعودى الإماراتي النجس ، ومحاولة وأد ثورة السودان واحتواء ثورة الجزائر ، فى ظل القمع  والإستبداد والإستعباد العربي ، والفتاوى المُدنسة من العمائم المخنثة  ،

ويظل أهل الرباط الحق فى فلسطين ، فى القدس ، فى غزة، ومن يساندونهم هم العقبة الكئداء فى طريق إتمام صفقة الخيانة العظمى 

ووالله إنى لأرى حذاء المرأة المقدسية المرابطة أو الشاب الغزاوى الجسور أو الطفل الفلسطينى الذى رضع لبن الجهاد والعزة  أشرف من كل حكام حزب الليكود العربى ، ومن كل هؤلاء الجرذان والخصيان وخاصةً من يلبسون مسوح الدين  ودين الله منهم براء 

فأنتم ياسادتنا ، ياتيجان رؤسنا  المجاهدين والمجاهدات ، المرابطين والمرابطات فى حرز الله ومعيته ولن يضيعكم وإن تكالبت عليكم الدنيا بأسرها  ، كيف وأنتم بشارة رسول الله سيد المجاهدين بأنكم على الحق ظاهرين لعدوكم قاهرين ، وستظلون كذلك ، فاصبروا على مايصيبكم من لؤاء وتعب ، ولايجرمنكم تواطؤ الأعراب والعجم ، فالله ناصركم فأنتم ناصروه ، ولن يخزلكم ولن يتركم أعمالكم  

أما هؤلاء الذين نصيبهم من الدين المواعظ المغشوشة والدموع الممزوجة بالأدعية الداعية إلى القعود والركون

كمثل الذى يدعو (  اللهم أوقع الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين ، ولايتبقى إلا أن يقول كما العشرة من العجين ) فهؤلاء لا فرق بينهم وبين من قالوا ( إذهب أنت وربك فقاتلا إنَُا ههنا  قاعدون)          

فلن تشرق شمس التحرر و العدل والكرامة بالبكاء والعويل ولن يبزغ الفجر إلا بعد قيام ليلٍ من الأخذ بالأسباب لايسبقه بل يوافقه أو يعقبه الدعاء ساعتها فقط يُرجي له أن يُجاب

وسوم: العدد 824