وترجل فارس الثورة وأيقونتها

clip_image002_41c4f.png

عبد الباسط الساروت كان بالأمس بيننا يملأ ساحات الحرية التي انطلقت منذ العام 2011 أملاً واستشرافاً بمستقبل يحلم به لسورية التي أحب وعشق وهام، عبر قيادته للمظاهرات السلمية وصوته المدوي الذي كان يداعب القلوب ويشحذ الهمم، واليوم غادرنا واقفاً كشجرة نخيل باسقة، منتصب القامة يقارع العدو الجاثم على صدر سورية بقوة ما لديه من سلاح مدمر فتاك، وعصابات إجرامية سهل دخولها نمرود الشام لتحتل سورية وتعيث فيها فساداً وإفساداً، ولمّا تفتقده ساحة من ساحات مقارعة الطغاة والمحتلين في طول البلاد وعرضها، دون أن تلين له قناة أو ينفد له صبر، يقف وبندقيته تتفجر فوهتها برصاص الحق يحصد الباطل الذي يقف في مواجهته، حتى أتى موعد اللقاء والانتقال إلى الرفيق الأعلى ليسقط شهيداً مقبلا غير مدبر وبندقيته لم تفارق يداه حتى آخر لحظة من تصاعد أنفاسه.. مبشِّراً بغدٍ مشرقٍ يُطلُ على سورية، يبدّد دُجى الظلمة التي يلفها، وآخر ما تلفظ به سنغزوهم ولن يغزونا بعد اليوم!!

رفاق السلاح وجماهير الثورة وحاضنتها الشعبية كانت وفية لأيقونة الثورة عبد الباسط، فهبت في كل أنحاء سورية تعبر بطرق شتى عن حبها لابنها البار الذي نذر نفسه فداء لها فقابلته حباً بحب، فصدحت حناجر شبابها بما كان يهتف به الساروت ويغني عبر مسيرات وجنائز قلّ نظيرها في الكم والكيف، وهذه رسالة موجهة إلى النظام السادي الذي دمر البلاد وقتل العباد وهجّر واعتقل الناس، يقولون فيها نحن صامدون.. صامدون حتى النفس الأخير، وقدوتنا عبد الباسط الساروت، فإما نصر أو شهادة حتى سقوطك أيها الباغي، وسوقك إلى محاكم مجرمي الحرب ومعك مجرمي الحرب بوتين وخامنئي ونصر اللات وكل عصابات البغي التي تلوثت أياديها بدم السوريين.

نعاهدك يا عبد الباسط أننا سنظل على العهد.. عهد الوفاء للقضية التي سقطت من أجلها.. نعاهدك أن تظل حدقات عيوننا مصوبة إلى من احتل سورية وعاث فيها فساداً وإفسادا.. نقارع الظلم وأهله حتى يحكم الله بيننا.. مهما غلت التضحيات وكبرت المصائب فثمن الحرية مغموس بالدم، فكما كنت حتى الرمق الأخير من أنفساك مستلاًّ سلاحك مشهراً بندقيتك.. تنافح بصلابة وإصرار عن وطنك.. وتذود بهما عن دينك وشرفك.. سنظل على نفس الطريق وحتى صعود النفس الأخير كما كان حالك.. وحتى نلاقي الله كما لقيته.. أحراراً منتصبي القامة.. مرفوعي الهامة ما دام في عروقنا دم يتدفق.. وبين صدورنا قلب يخفق!!

وسوم: العدد 828