فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله

و الوهن محله القلب و هو أول مراحل الاستسلام و الخضوع لغير الله ، فإذا وهن القلب ضعفت الجوارح و ضعف الجسد ، فإذا ما ضعف الجسد سكن و إذا ما سكن استسلم وخضع وانقاد إلى عدوه يفعل به ما يشاء .

﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ آل عمران (146).

هذا هو حال الرجال النبلاء الأتقياء في كل زمان و مكان ، من يحملون رسالة الإسلام ودعوة القرآن إذا ما أصبتهم الفتن و أحاطت بهم الخطوب الجسام ، لا وهن ولا ضعف و لا استكانه لغيرالله .

مهما طغت بواعث اليأس و استفحلت قوى الشر ، هم ثابتون في ميدان المعركة ، يخوضون غمارها و يتحملون لأوائها بثبات كالجبال الرواسي . 

أقول هذا لنفسي و لأحبتي الذين كانوا قبل المحنة و الفتنة الحالية طاقات هادرة و عقول يقظة و قلوب راقية فلمّا ادلهمت المحن و تكاثرت المصائب أصاب بعضهم الوهن و انتهى بهم الأمر للاستكانة و هي نقيض الحركة و الحيوية و الثبات .

فاختار هؤلاء  نفسي نفسي و نسوا  أمتي أمتي ، اختاروا  انج سعد فقد هلك سعيد و نسوا  ان لسعيد عرض ينتهك و ولد قد يتّم وامرأة قد رمّلت و مالُ قد نهب و أرض قد بيعت و دين قد انتزع .

إخواني و أحبتي عودوا إلى ميدان المعركة واملئوا صدوركم بـرحيق الإيمان واستعينوا بالله واصبروا و صابروا و رابطوا .

إن الأمة تنتظركم من المعذبين المضطهدين في الصين إلى الثكالى في سوريا إلى المرابطين على أبواب القدس والأقصى ، إلى المغيبين في سجون الظلمة في مصر إلى الجوعى و المشردين في اليمن الحبيب إلى السودان و الجزائر و ليبيا و كل أرض الإسلام .

لن تنفعكم تجارة تخشون كسادها 

لن تنفعكم مساكن ترضونها و شغلكم دفع اقساطها

لن تنفع أموالكم التي اقترفتموها فلن يدخل معكم إلى قبوركم دفتر الشيكات و لا بطاقتكم الإئتمانية.

لن تنفعكم آبائكم وأبنائكم و ازواجكم فهناك سيفر المرء من أخيه و أمه و أبيه و صاحبته و بنيه.

عودوا يا أبطال الإسلام إلى الميدان تخطيطا و علما و عملا ، تضحية و جهادا و ثباتا ، إن أعداء أمتنا يصلون الليل بالنهار و يبذلون أموالهم وجهدهم و ربما أرواحهم دفاعا عن باطلهم و شرّهم و دنياهم .

فادفعوا عن أنفسكم الوهن و كونوا الثلة الآخرة و اضربوا للأجيال القادمة النموذج و المثل.

وسوم: العدد 829